صحف أمريكية: بعد انطلاق محاكمة مرسي..توقعات بـ''صراع طويل الأمد''
القاهرة - (الأناضول):
''التحدي والفوضى والصخب والتراشق بالأحذية''.. كانت من أبرز مشاهد محاكمة الرئيس المصري السابق محمد مرسي أمس الاثنين، التي تم تأجيلها حتى 8 يناير المقبل، حسبما أشارت الصحف الأمريكية الصادرة مساء أمس واليوم.
صحيفة ''لوس أنجلوس تايمز'' رأت أن ''مشاهد الارتباك والصرخات المتحدية (من مرسي والقيادات الإخوانية المتهمة معه في قفص الاتهام) التي اتسمت بها أولى جلسات المحاكمة تشير إلى أن الحكومة المصرية، ربما تخوض صراعا طويل الأمد لإخضاع مرسي وأنصاره من الإخوان المسلمين''.
وقالت إنه ''بعد 4 أشهر من بقائه رهن الاعتقال السري في مكان مجهول، تكشف في وقت لاحق أنه قاعدة بحرية بالقرب من الإسكندرية، تحدى مرسي سلطة القاضي من داخل قفص الاتهام معلنا بصوت عال عدم شرعية المحاكمة''.
وسبق أن قال محمد الدماطي، عضو هيئة الدفاع عن مرسي، في تصريحات صحفية إن الأخير كان محتجزا في قاعدة بحرية بالقرب من محافظة الإسكندرية الساحلية، شمالي مصر، وهو ما لم تعقب عليه السلطات الحاكمة.
وتابعت: مرسي صرخ مرارا: ''أنا الرئيس الشرعي''، وكان صوته أحيانا يطغى على صوت القاضي، كما اندلعت مشاجرة شرسة بين خصوم مرسي والداعمين في قاعة المحكمة، عندما بدأ الفريقان التراشق بالأحذية''، بحد قولها.
وأشارت إلى أن بدء إجراءات محاكمة مرسي ''يمثل نقطة التقاء تاريخية غير مألوفة؛ حيث شهدت قاعة المحاكمة بأكاديمية الشرطة المصرية محاكمة اثنين من رؤساء مصر السابقين؛ المستبد حسني مبارك الذي أجبر على التنحي إثر اندلاع انتفاضة شعبية عام 2011، ويجري إعادة محاكمته بعد إدانته بتهم قتل مئات المتظاهرين، ومرسي الذي يواجه و14 آخرين من قيادات الإخوان تهم التحريض على قتل المتظاهرين الذين احتشدوا خارج قصر الرئاسة في ديسمبر الماضي''.
مجلة ''التايم'' رأت أن ''إجراء محاكمة ناجحة، ذو أهمية بالغة للسلطات المصرية المدعومة من الجيش، الذين يسعون إلى صرف الانتباه وتحويل تركيز الرأي العام إلى ''جرائم'' مرسي ومؤيديه الإسلاميين''.
وأشارت إلى أن ''حكام البلاد الجدد يواجهون انتقادات شديدة لاستخدام القوة المميتة لفض احتجاجات أنصار مرسي؛ ولذلك كان الهدف من أول ظهور علني له منذ إبعاده عن السلطة المضي قدما نحو الإجراءات القانونية الواجبة''.
ولفتت إلى أن هذه المحاكمة ''الدرامية'' تسلط الضوء على التحديات التي تواجه الحكومة المصرية المؤقتة التي تحاول طي صفحة رئاسته، في حين يسعى أنصاره الاسلاميين لعرقلة تلك الجهود.
ونقلت عن إيه إتش. هيلير، زميل معهد بروكنجز في واشنطن، قوله إن المحاكمة تسمح للإخوان المسلمين ومؤيديهم ''باتخاذ موقف سياسي عام يستنكر الإطاحة بمرسي''؛ في حين تمثل فرصة ''للدولة، لإظهار أن مؤسساتها تحت السيطرة، وأن حقبة الإخوان في السلطة باتت ماض في ذاكرة التاريخ''.
من جانبها انتقلت صحيفة ''جلوبال بوست'' إلى المشهد خارج قاعة المحكمة؛ حيث أعرب الكثيرون عن خيبة أملهم سواء في مرسي أو السلطات التي حلت محله، ونقلت عن مواطن يدعى عمرو قوله: ''هذا الحال لا يرضى ربنا''، مضيفًا: ''إنهم لا يتوقفون عن الحديث في السياسة، لكنني سئمت. وأريد فقط أن آكل''.
واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن عمرو ''مثل الملايين من المصريين، يكافح الآن من أجل كسب ما يسد رمقه؛ في حين يتسبب عدم الاستقرار السياسي المتواصل في ضعف الاقتصاد المصري''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: