إعلان

مدون مصري للفورين بوليسي: آمال واشنطن من وراء قطع المعونة عن مصر فشلت

12:22 ص الخميس 24 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن - أ ش أ:

قال المدون المصري محمد الدهشان إنه ليس متأكدًا بشأن ما كانت حكومة الولايات المتحدة تأمل في تحقيقه عبر تعليق بعض معونتها العسكرية لمصر، مؤكدًا أنَّه أيَّا كان ما أرادته واشنطن فإنها فشلت.

وأشار الدهشان -في مقال له نشرته مجلة ''فورين بوليسي'' على موقعها الإلكتروني الأربعاء بعنوان''المشاكل المصرية كثيرة لكن ليس بينها المعونة الأمريكية''- إلى إعلان واشنطن أن الغرض من هذا الإجراء كان دفع المصريين لإحراز تقدم ملموس على صعيد الديمقراطية، قائلا إن هذا الكلام الأمريكي يفتقر إلى الجدية والإقناع.

وأوضح الدهشان الباحث في جامعة هارفارد الأمريكية أن القرار الأمريكي يفتقر إلى الجدية لأنه لو كان جادا لما اكتفت واشنطن بإلغاء المناورات العسكرية المشتركة وطلبية دبابات مر على إبرامها أربعة أعوام.

ورجح الدهشان أن الولايات المتحدة إنما أرادت الظهور بمظهر المعاقب للحكومة المصرية بقيادة العسكريين. وأشار في هذا السياق إلى بحث الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن كلمات مناسبة يعبر بها للقول ''نحن في الحقيقة غاضبون منكم''، وكيف أرسل وزير الخارجية جون كيري إشارات مطمئنة إلى القاهرة مؤكدا ''إلتزام واشنطن بنجاح الحكومة المصرية الحالية'' وأن تعليق المساعدات ليس ''انسحابا من العلاقة مع مصر''.

وأوضح الدهشان افتقار القرار الأمريكي إلى الإقناع بالإشارة إلى أننا على أرض الواقع نستطيع رؤية كيف يصب هذا القرار في صالح ما وصفه بـ''حملة العلاقات العامة'' للحكومة المصرية؛ إذ يتيح للقادة في مصر ممن يستهويهم المجد الشعبوي بالوقوف موقف المتمرد المستقل في وجه مشيئة الإمبراطورية.

وعلى الصعيد المصري، أشار الدهشان إلى أن الحكومة المصرية لم تكتف بإعلان خطأ القرار الأمريكي شكلا ومضمونا وتوقيتا، ولكن يبدو أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي اختار تمرير رسالة إلى الولايات المتحدة عبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية كاثرين آشتون مفادها أن ''التهديدات بشأن المساعدات لن تجدي نفعا، نظرا لما تتمتع به مصر من علاقات مع دول مجاورة قادرة على إقالتها من عثرتها المالية''.

وأشار المدون في هذا السياق إلى التحذير الذي أطلقه نجيب ساويرس،الملياردير ورجل الأعمال المصري والداعم للنظام الجديد، من ''عدم الاستهانة بكرامة المصريين'' واصفا القرار الأمريكي بـ''المتغطرس''.

ورأى المدون الدهشان أنه لكي يتسنى فهم هذا الرد المصري الذي مفاده ''احتفظوا بمساعداتكم لأنفسكم'' فثمة احتياج لفهم عاملين: الأول طبيعة المعونة التي تتكون من 3ر1 مليار دولار مساعدات عسكرية بالإضافة إلى 250 مليون مساعدات إنمائية كل عام. وأوضح الدهشان أن القرار الأمريكي إنما يؤثر على تسلم المعدات والمساعدات المالية العسكرية وليس ثمة ما يهدد أو يدعو إلى قلق القادة في مصر، لا سيما في ظل المساعدات الخليجية للحكومة الجديدة على نحو جعلها قادرة على الاستغناء عن قروض صندوق النقد الدولي وعلى اتخاذ مثل هذا الرد التلقائي على الأمريكيين.

العامل الثاني بحسب الدهشان، هو سيكولوجية القادة المصريين؛ قائلا إن الحكومات التي أدارت مصر منذ عام 2011 أظهرت ميلا إلى التضحية بالمكاسب البعيدة في سبيل الاستحسان الجماهيري وتحقيق شعبية على المدى القصير. وأضاف الخبير الاقتصادي الدهشان أن المجلس العسكري عام 2011 هو من أوقف المفاوضات بشأن قرض صندوق النقد الدولي والذي كان مفيدا ولكنه لم يكن يلقى ترحيبا شعبيا على الرغم من توصية الخبراء في وزارة المالية. ورجح الدهشان أن يعمد القادة العسكريون اليوم إلى اختيار استحسان الشارع مرة أخرى.

واختتم الدهشان بالقول إذا كانت واشنطن جادة في دفع الحكومة المصرية على طريق الديمقراطية والمشاركة، وإذا كان لابد من استخدام المعونة كسلاح في هذا الصدد، فعليها إذن أن تزيد من ضغوطها فيما يتعلق بتلك المعونة -- ليس على الصعيد العسكري، ولكن على صعيد المجتمع المدني.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان