إعلان

كف أسود.. وبقعة دم..!

الكاتب محمد أحمد فؤاد

كف أسود.. وبقعة دم..!

09:55 ص الثلاثاء 12 أغسطس 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد أحمد فؤاد:

تُرى ماذا تبقى في الذاكرة عن رابعة العدوية إلا أحزان ومآسي ودمار، وحالة انقسام مجتمعي غير مسبوق في تاريخ مصر..؟ كَف أسود ملطخ بالعار وبقعة دم هم كل ما أحرزته عصابة الشر والعنف بعد عام من مغادرتها المخزية للمشهد..!؟ كَف حاقد يقطُر بالغدر والخيانة، وتجد آثاره مطبوعة على كل جدار لحقه الأذى بفعل هذا العار المسمى زوراً ''جماعة الإخوان المسلمين''..! نطقها مرشدهم الأول ''حسن البنا'' وصدق حين قال: ''ليسوا أخواناً، وليسوا مسلمين'' حاول الرجل حينها التبرأ من جرائم عشيرته ومن يؤتمرون فقط بأمره دون غيره داخل تنظيمهم الخاص..! هل كان حقاً تنظيماً إصلاحياً سرياً تحالف مع المستعمر من أجل مجرد صعود سياسي، أم كانت عصابة من عتاة المجرمين حفل تاريخها الأسود بالمؤامرات والضغائن والاغتيالات، ناهيك عن تصديرهم لأفكار تكفيرية ذات طابع دموي وتدميري تبناها مُنظريهم الأوائل..!؟

النزعة الإنفصالية الفردية التي أظهرها هؤلاء حين صعدوا للحكم مؤخراً على أكتاف ثورة الشعب في يناير 2011، وما تبنوه من سياسات إقصاء ممنهج لكل من عارضهم أو حتى أيدهم من الفصائل السياسية المختلفة، خصوصاً تيارات الإسلام السياسي ذات الطموح الجامح لاقتسام كعكة السلطة، وما تلى ذلك من تجل لملامح صفقات التآمر على أمن الوطن ووحدته ومستقبله مع قوى استعمارية خارجية، كلها كانت أسباب منطقية عجلت بسقوط حكمهم الشمولي المستبد أمام رغبة شعب صعب المراس، وللإنصاف سيكون التاريخ وحده هو الكفيل بسرد وتفنيد تلك الأسباب، وسيكون للقانون البت في أمر ما هو منظور أمام القضاء من جرائم مكتملة الأركان إقترفها تنظيمهم عمداً مع سبق الإصرار..! أما فيما يتعلق بالقادم.. فيقيني أنهم سطروا النهاية العادلة بأيديهم.. ولن يكون لهم ولأفكارهم أو طموحاتهم أي مستقبل على هذه الأرض التي ربما لفظتهم للأبد.. كيف لا وهم مازالوا يحترفون الخيانة والخسة، ومستمرون في تعريض الدولة للأخطار والمكائد، ولا يدخرون جهداً في توجيه السباب والإهانات للشعب والوطن، ألم يتجرأ من قبل مرشدهم العام السابع وقال يوماً بكل صفاقة وتبجح: ظز في مصر.. وأبو مصر.. واللي في مصر.! ولمن لا يعرفه، فهو المدعو ''مهدي عاكف'' مدرس تربية بدنية، أدين عام 1954 في قضية تهريب اللواء/ ''عبد المنعم عبد الرؤوف'' ضابط بالجيش وأحد أعلام الإخوان الذي أشرف على عملية طرد الملك فاروق من مصر، وحُكم على عاكف حينها بالإعدام، ثم تم تخفيف الحكم للأشغال الشاقة المؤبدة، وفي نفس السياق، ليس غريباً على خائن يسب ويلعن وطنه كمهدي عاكف أن يُدين بحياته لجاسوس صهيوني هو ''روبرت داسا'' المذيع ومقدم البرامج في التليفزيون الإسرائيلي لاحقا، والذي أنقذه من الموت عطشاً في سجن الواحات، حين كان الثاني معتقلاً في نفس الزنزانة وأخرون على إثر ضلوعهم في ''عملية سوزانا'' الشهيرة في خمسينات القرن الماضي..

وفي متابعة لمسلسل الخيانة المستمر، لا عجب أيضاً في أن تخرج على لسان الإخواني ''عصام العريان'' نائب رئيس حزب الحرية والعدالة دعوة صريحة لليهود من أصل مصري بالعودة لمصر في توقيت غريب وتزامن مدهش مع تسريب عن مجلة فورين بوليسي الأمريكية يفيد بأنها حصلت على تسجيلات صوتية من داخل الكونجرس للسيد ''بن رودس'' نائب رئيس شعبة الإعلام بالرئاسة الأمريكية وآخرين، وقد أظهرت تلك التسجيلات حوارات رسمية تتناول أهداف من شأنها التوصل لاتفاق حول خطط دوائر صناعة القرار الأمريكية المختلفة وسياساتها المستقبلية في منطقة الشرق الأوسط.. كان ''بن رودس'' قد أفصح للحاضرين عن خطة الإدارة الأمريكية الحالية لربط قضية حق العودة الفلسطينية بقضية أحقية اليهود من أصل مصري في العودة لأملاكهم في مصر، أو تعويضهم عن تلك الأملاك..! لجنة ''طوارئ من أجل إسرائيل'' أحد المنظمات اليهودية الأمريكية كشفت حينها عن أن الإدارة الأمريكية حصلت بالفعل على كافة التفاصيل الخاصة بيهود مصر والعرب من خلال إحصائيات وتقارير قُدمت لها من جهات عديدة، واعتمدت تلك الإحصائيات على أخر بيانات إسرائيلية رسمية صدرت بهذا الشأن في مارس 2011.

في ظل أجواء التآمر والخيانة المستمرة التي تتبدى ملامحها يوماً بعد يوم، يحضرني تساؤل أود توجيهه لكل من أيد أو تعاطف أو تعاون مع هذا التنظيم ودعمه لتنفيذ مخططاته.. هل حقا تشعرون ببعض المسؤولية تجاه تلك الحشود التي سيقت كالقطعان لأماكن الاعتصامات لا لشئ إلا لخدمة عصابة من المنتفعين لم يتأثر حال أحدهم أو يُصبه سوء من جراء جهادهم المزعوم ضد الدولة وشعبها وجيشها؟ هل كان لابد من أن تراق دماء الأبرياء والمغرر بهم على الطرقات حتى تستطيع عصابات المنصات في ميادين رابعة العدوية والنهضة جمع المزيد من الأموال وتكديسها حتى تصدر لهم التعليمات بالهروب المخزي ومغادرة المشهد؟ ولماذا كان كل هذا الصلف والعناد أمام رغبة الشعب العارمة في طردهم بعد أن أثبتوا بأفعالهم عدم أهليتهم للحكم؟ أليس هؤلاء هم من استولوا على السلطة ثم سرعان ما جاهروا بالإهانات ضد الوطن والشعب، وهم من قطعوا الطرق وروعوا المواطنين ورفعوا السلاح في وجه الأبرياء مطالبين بعودة جاسوسهم لقصر الرئاسة؟ أليسوا هم من تحدوا كل مظاهر الإنسانية بتقديم أطفال في عمر الزهور حاملين أكفانهم على أكفهم في أبشع مظاهر انتهاك الأدمية؟ وهم انفسهم من حاولوا الهرب حاملين أموالهم ومتخفيين عبر الحدود لاستئناف مسلسل الخسة والتطاول مدفوع الأجر على مصر وشعبها..!؟.

هل من قبيل الصدفة هذا التشابه العجيب بين حلفاء الشر، وأن تكون الخيانة والاتجار بالدماء وبجثامين الضحايا هم القاسم التكتيكي المشترك بين عصابة الإخوان وعصابات حماس التي أراها تمارس نفس المنهج الإجرامي ولكن على طريقة التحكم عن بعد، ومحاولتهم المفضوحة لاستغلال مشاهد القتل والدمار التي يتحملون بعض المسؤولية المباشرة عنها لاستجداء استعطاف العالم زيفاً تحت مسمى المقاومة من داخل الغرف الفارهة بعيداً عن ميادين الصمود، بينما من يدفعون الثمن من دمائهم هم أبناء الشعب الصامد أبداً على الأرض المحتلة في مواجهة غطرسة الاحتلال الصهيوني..!

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن موقف موقع مصراوي.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان