إعلان

جوزيف عون رئيسًا للبنان

أسامة شرشر

جوزيف عون رئيسًا للبنان

أسامة شرشر
07:00 م الثلاثاء 14 يناير 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بعد حالة الفراغ الرئاسي في لبنان لمدة 27 شهرًا أخيرًا تم التوافق على جوزيف عون رئيسًا للبنان؛ بعد أن دفع الشعب اللبناني فاتورة الدمار والحرب التي شنتها إسرائيل على الجنوب اللبناني نتيجة عدم التوافق الطائفي وجبهة الممانعة في لبنان التي كان يقودها حزب الله وحركة أمل التي كانت تسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية، وكانت ميليشيات حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية.

ولكن بعد ما حدث في سوريا وسقوط بشار الأسد صاحب القبضة الحديدية على لبنان وانهيار المشروع والنفوذ الإيراني في دمشق وبيروت، جاء جوزيف عون الذى لم يتم التوافق عليه منذ 27 شهرًا رئيسًا للبنان ليعيد الدولة اللبنانية للحضن العربي، وكانت مصر والسعودية من الدول الفاعلة التي ساهمت بشكل إيجابي في مجيء عون؛ لأنه كان المنقذ في هذا التوقيت من تفكك لبنان، وكانت كلمته بعد أن تم التصويت له في مجلس النواب اللبناني بـ91 صوتًا هي الإنقاذ الحقيقي لبقاء الدولة والشعب اللبناني العظيم الذى تحمل الكثير والكثير، وكاد يضيع لبنان الحضارة والثقافة والتاريخ في خضم الخلافات العربية- العربية وهيمنة الدول الإقليمية على لبنان.

وكانت كلمات جوزيف عون في الجلسة الافتتاحية بعد اختياره رئيسًا للجمهورية اللبنانية هي ميثاق شرف جديدًا للحفاظ على التراب اللبناني وسيطرة الجيش على كل الحدود اللبنانية وسحب السلاح من الميليشيات اللبنانية، وضرب كل الأبواب الخلفية للفساد، خاصة في قطاع البنوك بعد ضياع أموال المدخرين اللبنانيين نتيجة السرقة العلنية من أصحاب النفوذ والموالاة في هذا التوقيت، وكشف المستور عمن وراء حريق مرفأ بيروت وإعادة ترسيم الحدود ومسألة الغاز والبترول في المياه الإقليمية اللبنانية وخروج إسرائيل من الجنوب اللبناني وإعادة الإعمار لصور وصيدا وكل القرى في هذا الجنوب اللبناني وإدماج الشيعة في الدولة اللبنانية كحزب سياسي تحت قبة البرلمان.

وأشكر الرئيس اللبناني على حسن اختيار رئيس الوزراء الجديد نواف سلام، وأطالبه بأن يكون رئيس الحكومة والوزراء الجدد ولاؤهم للشعب اللبناني وليس لفصيل سياسي بعينه، كما كان يحدث في الماضي؛ حتى يتم إعادة بناء الدولة اللبنانية واختيار وزراء من الكفاءات بعيدًا عن الولاءات؛ حتى يتم إنقاذ لبنان والشعب اللبناني من حالة الفساد والإفساد التي دمرت كل مناحي الحياة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وماليًا واجتماعيًا.

ويجب أن نعيد رسم خريطة جديدة للدولة اللبنانية من خلال علاقات متوازنة مع كل دول العالم، خاصة فرنسا التي كان لها دور كبير في التوافق على الرئيس جوزيف عون، ولا ننسى الزيارة التاريخية التي قام بها ماكرون والتقى خلالها بقيثارة الشرق والصوت الملائكي اللبناني الفنانة فيروز التي بكت وما زالت تبكى على ما حدث في لبنان من قتل ودمار وإبادة للشعب اللبناني بعد أن كانت الدولة اللبنانية منقسمة ومختطفة من تيار سياسي بعينه كان فوق الدولة وفوق الحكومة وكان صاحب القرار من خلال ما يُسمَّى (الثلث الممنوع) الذى كان يتحكم في مفاصل الدولة اللبنانية وعطل على مدار أكثر من سنتين اختيار رئيس للبنان، ما تسبب في خلو قصر بعلبك لمدة 27 شهرًا، وكأن القدر وحالة الضعف والانهيار والانقسام الطائفي كانت حائلًا دون أن يعود لبنان إلى الحضن العربي، ولكن الأمور تتحسن خاصة مع الدور المصري الملموس في الأزمة اللبنانية والدعم اللوجستي الذى تم تقديمه إلى الدولة اللبنانية من خلال التنسيق بين مصر والسعودية اللاعب الهام أيضًا في الملف اللبناني.

المواقف السياسية يجب أن تتبلور بسرعة لانتشال لبنان من هذا المستنقع الذي دفع ثمنه غاليًا في الأرواح والممتلكات، خاصة من خلال ما يُسمَّى جبهة إسناد غزة، ولعب القدر دوره في استشهاد حسن نصر الله وكل القيادات الهامة في حزب الله؛ فأصبح الفراغ السياسي هو سيد الموقف بعد إعادة ترتيب الأوراق في لبنان وسوريا.

فهل حان الوقت لخروج لبنان من هذه الفوضى الطائفية والحزبية ونزع السلاح من كل الميليشيات حتى يكون لبنان دولة لها سيادة من خلال شعبها وجيشها مع وجود قوات حفظ السلام حتى لا تكون هناك ثغرة يتسلل من خلالها نتنياهو واليمين المتطرف الإسرائيلي مدعيًا أنه يقوم بضرب حزب الله في الجنوب اللبناني ونهر الليطاني؟!.

فلبنان وشعبه، خاصة أهل الجنوب اللبناني، دفعوا حياتهم ثمنًا في مقاومة الغزو الإسرائيلي الأمريكي الفاضح، وأرض الجنوب اللبناني ستظل وتبقى هي أرض الصمود الحقيقي؛ لأنها قدمت الشهداء من الأطفال والرجال والنساء وهم صامدون وصابرون أمام هذا الهجوم التتري الذي مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أما آن الأوان ليعود لبنان الحبيب إلى الحضن العربي وتعود نهضته الثقافية والإعلامية والتاريخية؛ لأنه كان وسيظل ويبقى واحة الشعوب العربية؟ وطالما بقيت فيروز هذا الرمز الربانى وشجرة الأرز هذا الوسام التاريخى، سيبقى لبنان شامخًا وصامدًا وصابرًا أمام الغزو الذي قاومه بمفرده.

عاش لبنان فى وجدان كل الشعوب العربية واحةً للفكر والثقافة والإعلام والسياحة.

ونسألكم الفاتحة

على روح شهداء لبنان وجنوبه الصامد الأبي.

إعلان

إعلان

إعلان