إعلان

غادة عبد الرازق وتحية كاريوكا.. من يكسب الرهان علي شفاعات ؟!

أحمد سعيد

غادة عبد الرازق وتحية كاريوكا.. من يكسب الرهان علي شفاعات ؟!

أحمد سعيد
07:00 م الثلاثاء 14 يناير 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

منذ أيام بدأت الفنانة غادة عبد الرازق تصوير مسلسل (شباب امرأة)، الذي سيعرض خلال شهر رمضان القادم، ويشاركها بطولته يوسف عمر الذي سيؤدى شخصية (إمام) التي سبق وقدمها شكري سرحان، في الفيلم الشهير الذي يحمل نفس الاسم. ومحمد محمود الذي يؤدي شخصية (حسبو)، التي أداها عبد الوارث عسر، وداليا شوقي التي تؤدى شخصية ( سلوي)، التي سبق وقدمتها شادية في الفيلم. بينما تؤدى غادة عبد الرازق شخصية (شفاعات)، التي قدمتها تحية كاريوكا.

هذا بالإضافة إلي عبير صبري، ومحمد حافظ، وأحمد فتحي، وجولي بكر، وهو تأليف محمد سليمان عبدالمالك، وإخراج أحمد حسن.

وهو مأخوذ عن قصة فيلم (شباب امرأة) الذي أخرجه صلاح أبو سيف، وأحداثه كانت تدور حول، سيدة تبيع بقرتها، من أجل أن يسافر ابنها إمام، (شكري سرحان) الي القاهرة، ليدرس في كلية دار العلوم، وبعد أن يصل إلى القاهرة، يستأجر غرفة بحي القلعة، من امرأة متسلطة هي شفاعات (تحية كاريوكا)، تمتلك البيت وسرجة أسفله، لكنها تفتتن بشبابه، وتحاول إقامة علاقة معه، فيتعثر في دراسته وتساعده فتاة هي سلوي (شادية) علي التخلص مما هو فيه، لكن شفاعات تكيد له المكائد، وفي النهاية تموت شفاعات تحت أرجل البغل.

ويتناول المسلسل قصة الفيلم، ولكن برؤية عام ٢٠٢٥، وليس برؤية عام ١٩٥٦ الذي عرض فيه الفيلم. حيث سيحافظ المسلسل على الشخصيات الأربعة الرئيسية وهي إمام وشفاعات وسلوى وحسبو، بينما سيضيف شخصيات جديدة على الشخصيات الأساسية، بأحداث جديدة ومختلفة لم تكن موجودة في الفيلم.

وتدور أحداث المسلسل داخل حارة، تسمى (حارة المسرات) وهي حارة وهمية داخل استديو مصر، وفيها إسقاط، على ضعف الإنسان أمام شهواته.

بينما الفيلم الأصلي، تم تصوير مشاهدة الداخلية، في استديو (نحاس)، والمشاهد الخارجية، خاصة مشاهد السرجة، تم تصويرها، داخل سرجة حقيقية، في الجيزة، تم تأجيرها بإيجار يومي قدره عشرة جنيهات، وكان يرافقها صاحبها، الذي يعمل عليها، وظهر في الفيلم كممثل!

وبلغت تكلفة الفيلم حوالي ٢٤ ألف جنيه، بينما تكلفة المسلسل لم تحدد بعد.

شخصية شفاعات، التي ستقدمها غادة عبد الرازق في المسلسل، والتي سبق وقدمتها تحية كاريوكا، وهي الأكثر إثارة وجدل، نجد أنها في الفيلم، كانت صاحبة سرجة، ولكنها في المسلسل، صاحبة محل أدوات كهربائية، وفي القصة الحقيقية، التي حدثت مع المخرج صلاح أبو سيف، كانت صاحبة لوكاندة في باريس.

ونهاية شفاعات في الفيلم، أنها تسقط تحت اقدام بغل، حيث يضرب عبد الوارث عسر البغل لكي يقتلها.

بينما ستكون نهاية شفاعات في المسلسل مختلفة ومشوقة، علي طريقة البرنامج الاذاعي الشهير (من القاتل)، ويظل المشاهد يبحث عن القاتل الحقيقي، في نهاية المسلسل الذي يبلغ عدد حلقاته ١٥ حلقة.

وقد لفت نظري تصريح لمؤلف المسلسل، محمد سليمان عبد المالك، أنه اعتمد على الرواية المنشورة، وليس على الفيلم، على اعتبار أن الرواية دائما ما تكون هي الأصل، الذي يبنى عليه سيناريو الفيلم.

لكن الذي حدث في فيلم (شباب امرأة)، مختلف تماما، لأن الفيلم، سبق الرواية بحوالي عامين، فالفيلم عرض عام ١٩٥٦ بينما الرواية صدرت عام ١٩٥٨ .

فقصة الفيلم حدثت مع المخرج صلاح أبو سيف نفسه، عندما سافر إلى فرنسا، والتقي بسيدة فرنسية، صاحبة اللوكاندة التي كان يقيم فيها، وأنه كان يشبه شخصية إمام في انبهاره بباريس، وأن السيدة الفرنسية، صاحبة اللوكاندة، كانت تتعمد إيقاعه في شباكها، مثلما فعلت شفاعات مع إمام، وإنه أي صلاح أبو سيف حكى القصة للمؤلف أمين يوسف غراب، وطلب منه تحويلها لفيلم، بل وشارك في كتابة السيناريو، مع نجيب محفوظ والسيد بدير وولي الدين سامح .

كما أن المؤلف نشر الرواية عام ١٩٥٨، حسبما ذكر صلاح ابو سيف في مذكراته. التي كتبها طارق الشناوى. والغريب أن موزع الفيلم اقترح، أن يؤدى شخصية إمام، الفنان عمر الشريف، لكن صلاح ابو سيف قال: إن عمر الشريف لا يبدو مثل (القفل) !

كما اقترح الموزع، زوزو نبيل لكن صلاح ابو سيف قال: إنها لا تصلح للإغراء، وذلك لأن الموزع، وقتها كان يرى أن شكري سرحان وتحية كاريوكا، لم يكونا وقتها من نجوم الشباك، لكن صلاح ابو سيف قال: إنه لا يتصور الفيلم، بدون شكري سرحان، ولا يتصور شخصية شفاعات بدون تحية كاريوكا !

وبعد اسبوع وجد صلاح أبو سيف الحل، وهو أن يدخل تعديلات على السيناريو، ويسند لشادية دورا ثانويا، وهي من نجوم الشباك، ووافقت شادية بمقابل ألف جنيه، وقيل إنها حصلت على ٢٢٠٠ جنيه، كما تقاضت تحية كاريوكا ٥٠٠ جنيه، وشكري سرحان ٣٠٠ جنيه.

ومن المواقف الطريفة التي حدثت أثناء التصوير، أن صلاح أبوسيف اتفق مع مساعدة" طلبة رضوان"، على أن يقوم بعملية هدم "المعصرة"، في الفيلم، قبل أن تسقط تحية كاريوكا عليها.. وكان المتفق عليه، أن يقف أبو سيف فوق سلم خشبي مرتفع يشرف على الديكور.. ويده مرفوعة لأعلى، وفيها منديل أبيض.. وحين يخفض يده بالمنديل، يدفع المساعد (البغل)، الذي يجر حجر "المعصرة " الضخم.

ودارت الكاميرا.. واتجهت أنظار المساعد إلى يد المخرج.. ولكن وحيد فريد مدير التصوير أوقف الكاميرا.. وطلب من المخرج إمهاله وقتا يضبط فيه الإضاءة.

واستجاب المخرج وهو في موقعه على السلم الخشبي.. رافعا يده لأعلى.. بينما كان مساعده لايزال مترقبا.. وحدث ما لم يتوقعه أحد!

فقد شعر صلاح أبو سيف بأنه قد انتابته عطسه مفاجئة.. وبحركة لا شعورية، هبطت يده، التي تحمل المنديل لأنفه بسرعة.. وعطس دون أن ينتبه إليه أحد.. ورأى مساعد المخرج حركة المنديل ونفذ الأمر السابق.. فدفع بالبغل بسرعة شديدة .. وصنع جلبة وكسر في الديكور.. وعلي أثر ذلك الضجيج.. دخلت تحية كاريوكا إلى موقع التصوير.. وصرخ صلاح أبو سيف قلقا وجزعا.. وهو يكاد يسقط من فوق الكاميرا.. : " ستوب" .."ستوب" ! وتوقف كل شيء.. ولكن بعد أن كادت تحية تسقط صريعة تحت أقدام" البغل" .. وذلك بعد أن تحطم جزء كبير من الديكور!

واضطر صلاح أبوسيف لوقف التصوير أسبوعا كاملا حتي أعيد بناء ( المعصرة ) بتكلفة جديدة تماما .

كما ذكر صلاح أبوسيف، أنه إذا أراد أن يستفز تحية كاريوكا لتصوير أحد المشاهد.. أرسل إليها مدير الانتاج، الذي كانت دائمة التشاجر معه.. وإذا أراد أن يهدئ أعصابها لتصوير مشهد هادئ أرسل اليها المنتج رمسيس نجيب الذي كانت تقدره وتثق به.

ومن أكثر المشاهد التي أعيد تصويرها، مشهد صفع تحية كاريوكا، لعبد الوارث عسر، في الفيلم، لأنها كانت ترفض صفعه وتقول: إنه أستاذي الذي تعلمت على يديه الكثير. لكن صلاح ابو سيف أصر وقال: "لازم تضربيه..المشهد عايز كده !

لكنها صفعته صفعة خفيفة لم تعجب المخرج وأعيد المشهد ٨ مرات حتى أن عبد الوارث عسر نفسه غضب وقال:" يا بنتي اضربي بقى كويس وخلصيني.. أنا تعبت"!!

فضربته بقوة في المرة "التاسعة" وهى المرة التي ظهرت في الفيلم. والمفاجأة الكبرى، أنه بعد أن ترشح الفيلم للمشاركة في مهرجان "كان" السينمائي الدولي رفضت الرقابة في مصر مشاركته في المهرجان!! بحجة أن الفيلم يسيئ للمجتمع المصري، ولا يصح أن يرانا الأجانب بهذه الصورة. هكذا جاء في التقرير لكن صلاح ابو سيف لم يستسلم، وصعد الموضوع، وعرض على الرئيس عبد الناصر نفسه، فاندهش عندما سمع بتقرير الرقابة، وقال: "يسافر الفيلم.. وفورا"!

وأضاف: نفسنا في جائزة عالمية.. أو حتي عرض مشرف.. علشان يعرفوا بره أن عندنا سينما.. وعندنا موهوبين".

وسافرت أسرة الفيلم لكن المثير أن تحية كاريوكا أصرت على ارتداء "الملاية اللف" في مهرجان كان ولفتت إليها الأنظار بشدة، وغار منها نجوم هوليود. حتى أن الممثلة الأمريكية "سوزان هيوارد، جلست بالقرب من تحية كاريوكا، في أثناء حفل الغداء على هامش المهرجان. وفتحت موضوع إسرائيل. ودافعت عن إسرائيل ففوجئت بعاصفة من الهجوم من تحية، وأنها تحولت فجأة إلى شخصية شفاعات، فانسحبت خائفة بسرعة".

وقد حصل الفيلم على جائزة "أخف الأفلام دما" أو "روح المرح" وهى ليست من الجوائز الأساسية في المهرجان وإنما جائزة شرفية، لأنهم رأوا أن القصة تتشابه مع القصة الفرنسية (سافو)، وشبيهه أيضا بالفيلم الأمريكي (غروب)، الذى مثلته (جلوريا سوانسون) و(وليم هولدن). لكنهم احتفلوا بالإخراج والتمثيل.

والسؤال الآن.. هل تستطيع غادة عبد الرازق التفوق علي نفسها.. ومنافسة تحية كاريوكا علي شخصية شفاعات.. مثلما حدث وقدمت مسلسل، (الباطنية ) الذى سبق وقدمتها نادية الجندي. أم أن الجمهور سيرى أن هناك شفاعات واحدة فقط، هي تحية كاريوكا؟!

إعلان

إعلان

إعلان