لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

التفكير المركب وبناء العقل

د.غادة موسى

التفكير المركب وبناء العقل

د. غادة موسى

أستاذ مساعد - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 

11:30 ص الأحد 15 ديسمبر 2024

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

اعتادت المجتمعات العربية والمجتمع المصري التعامل مع القضايا الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية باستخدام لونين فقط وهما الأبيض والأسود. ونادراً ما نجد من يستخدم المساحات الرمادية بتدرجاتها المختلفة ما بين هذين اللونين.

وتلك المساحات الرمادية تشير إلى التفكير المركب وأننا أمام العقل الناقد الذي لا يركن إلى النظر إلى القضايا من منظور "إما.. أو".

إن تربية وبناء العقل على منهج التفكير المركب -أو ما نطلق عليه التفكير الناقد - يؤدي إلى تجنب الاستقطاب الفكري والتطرف والتعصب واتخاذ مواقف حدية لا تساعد على التفكير السليم ومن ثم الوصول إلى حلول للمشكلة محل النقاش.

وكم من المشاكل التي نراها في مجتمعاتنا العربية مرجعها التطرف الفكري وعدم التعامل مع القضايا والمشكلات من منظور التفكير الناقد والبحث عن الإيجابيات والسلبيات فيها بهدف التعامل معها والتعلم منها.

ومن فوائد التفكير الناقد أو التفكير المركب أنه يُحسِن قدرات الفرد على استخدام عقله بدلاً من عواطفه، فمن خلاله يستطيع الفرد تحديد مشاعره، وربطها منطقياً مع أفكاره. كما يساعد التفكير الناقد كذلك على تطوير مستويات أفضل من التفكير. ويساعد التفكير الناقد على صنع القرار الحكيم في الحياة اليومية، ويحسّن قدرة الفرد على البحث الجاد في كثير من الأمور.

وقد يرى البعض أن التفكير المركب هو نوع من التفكير المحايد أو هو هروب من اتخاذ موقف محدد وقاطع تجاه قضية ما. وأن أصحاب المواقف المحايدة هم سبب عدم حل العديد من المشكلات بل استفحالها. والواقع يشير إلى أن التفكير الناقد – المركب يساعد على التروي والتفكير في المشكلة محل البحث وليس إلى استفحالها كما يشير أصحاب المواقف الحدية. فالتفكير في المشكلة بطريقة ناقدة وتحليلها تحليلا ً ناقداً يجنبنا العديد من المشكلات المتشابهة.

وعليه، لابد من تربية النشء والأجيال القادمة وتنمية وعي المجتمعات على التفكير الناقد المركب من أجل بناء مجتمع ينبذ التطرف والتعصب.

إعلان

إعلان

إعلان