لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

متسول كييڤ

سليمان جودة

متسول كييڤ

سليمان جودة
07:00 م الإثنين 18 ديسمبر 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

توجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى النرويج يوم الأربعاء ١٤ من هذا الشهر ، وقالت وسائل الإعلام التي أذاعت نبأ الزيارة إنها غير معلنة مسبقاً .

قبلها كان زيلينسكي قد زار الولايات المتحدة الامريكية قادماً من الأرجنتين ، بعد أن حضر مراسم تنصيب رئيسها الجديد ، وكانت زيارته إلى واشنطون بهدف واحد هو تحريك ملف المساعدات الأمريكية لبلاده ، وهو ملف بدا خلال الفترة السابقة على الزيارة أنه يتباطأ بشكل ملحوظ ، وأنه لا يكاد يتحرك من مكانه .

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قدم طلباً إلى الكونجرس بمساعدات لإسرائيل ، وتايوان ، وأوكرانيا ، بإجمالي رقم يصل إلى ١٠٦ مليارات من الدولارات ، وكان الطلب قد جرى إرساله إلى الكونجرس مع بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد هجوم السابع من أكتوبر ، ولكن أعضاء الكونجرس فرقوا بين المساعدات لتايوان وإسرائيل وبينها لأوكرانيا ، فسهلوا تمريرها لكل من تايوان وإسرائيل، وأوقفوها بالنسبة لأوكرانيا .

وكانت التجاذبات بين الديمقراطيين والجمهوريين في الكونجرس سبباً لذلك ، لأن الجمهوريين الذين يجلسون في مقاعد المعارضة يتحينون أي فرصة للوقوف في طريق إدارة الرئيس بايدن وتعطيل تمرير قراراتها .

ولم يستطع بايدن تقديم شيء للرئيس الأوكراني خلال الزيارة الأخيرة ، سوى ٢٠٠ مليون دولار مساعدات ، وهو رقم متواضع للغاية ، ولا يصل إلى شيء مما كان زيلينسكي يأمل الحصول عليه ، وربما لهذا السبب توجه من هناك إلى النرويج للحصول على مساعدات من دول الشمال المانحة ، وهي تضم : الدانمارك، والسويد، وفنلندا، وأيسلندا، فضلاً بالطبع عن النرويج .

ولا أحد يعرف بماذا بالضبط سوف يعود من دول الشمال ، ولكنه سيعود بشيء ما لا بد ، لأن الأوربيين يعرفون أن جزءاً من مواجهته مع الروس على حدود بلاده ، إنما يخصهم هُم في الأساس ويتعلق بأمنهم بشكل مباشر .

وقد وجدها السفير الروسي في واشنطون فرصة للسخرية من الرئيس الأوكراني والكيد له ، فكتب على منصة إكس يقول إن الجميع في بلاد العم سام قد يئسوا من " متسول كييف " ! .. وهذه هي المرة الأولى التي يوصف فيها زيلينسكي بهذا الوصف ، رغم أنه ذهب إلى الولايات المتحدة من قبل مرتين ، ورغم أنه في كل المرات كان يطلب وكان يأخذ ما يطلبه . . فهل كان يتسول حقاً في كل المرات ، وهل هو تسول بالفعل أم أنه طلب شيء مستحق ؟

فماذا حدث ، وهل تراجعت حماسة الأمريكيين لمساعدته ، وأين ذهب الحماس الأول الذي كان لا يخفى على أحد في العالم ؟

طبعاً رافق هذا كله حديث روسي عن استعداد للتفاوض مع الغرب حول المسألة الأوكرانية ، وحول استعداد روسي أيضاً لتسوية مع الجانب الأوكراني .. وهذا ما يشير ربما إلى أن اتصالات تجري في الخفاء من وراء ستار بين الروس وبين الغرب .

ولكن السؤال هو : هل قرر الغرب أن يرخي الحبل مع الروس في أوكرانيا ، في مقابل أن يرخي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحبل بالنسبة لإسرائيل في الحرب على قطاع غزة ، وفي مقابل أن يغض قيصر روسيا العين عن وقوف الغرب بقضه وقضيضه إلى جوار الدولة العبرية منذ بدء الحرب ، حتى وإن كان وقوفه لم يعد بقوته الأولى ؟

ربما .. فهذا ما سوف تتكشف تفاصيله أكثر ، وهذا ما نجده في خفوت النبرة الروسية تجاه ما أصاب ويصيب الأطفال والنساء والمدنيين في القطاع . . ولكنها " السياسة " التي لعنها الأستاذ الإمام محمد عبده ولعن كل مفردات الكلمة !

إعلان

إعلان

إعلان