لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لا يكون غالباً في يدك!

سليمان جودة

لا يكون غالباً في يدك!

سليمان جودة
07:02 م الأحد 08 يناير 2023

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

استهلّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذه السنة الجديدة، فأطلق سفينة حربية محملة بالصواريخ في مهمة وصفها بأنها ستكون في المحيط الأطلنطي، والمحيط الهندي، والبحر المتوسط.

وحسب حديث بوتين عن السفينة، فإنها تحمل صواريخ من نوع "زيركون" الأسرع من الصوت، والقادرة على مقاومة الرادارات حالياً وفي المستقبل.

هذا كل ما قيل عن هذه السفينة الحربية الجديدة، ورغم هذه المعلومات القليلة في حديث بوتين عن سفينته، إلا أن الموضوع غامض في عمومه.. وهو غامض لأن الرئيس الروسي وصف الصواريخ التي تحملها السفينة بأنها : لا تُهزم!

والمفارقة أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي قال في نفس يوم إطلاق السفينة، إن خسائر الجيش الروسي بلغت منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي ١٠٨ آلاف جندي . . والغالب أن زيلينسكي يبالغ بعض الشيء في الرقم المذكور، ولكن هذا لا ينفي أن خسائر الجيش الروسي كبيرة سواء كانت خسائر في المعدات أو في الأفراد.

ولا يزال أداء هذا الجيش محاطاً بعلامات استفهام كبيرة، ولا يزال محللون كثيرون ممن يتابعون الحرب من بدايتها يدهشهم ألا يستطيع الروس كسب معركة في عملية عسكرية بدأوها.

وليس سراً أن هجمة واحدة شنّها الجيش الأوكراني على موقع عسكري روسي قتلت ٦٣ جندياً روسياً ، وقد كان ذلك قبل ساعات معدودة من اطلاق السفينة المحملة بالصواريخ .. والغريب أن الطرف الروسي لم ينكر هذه الهجمة، ولا أنكر عدد ضحاياها الضخم !

ومن قبل كانت القوات الأوكرانية قد استهدفت قاعدتين جويتين في العمق الروسي، وكانت القاعدتان تبعدان عن الحدود ٥٠٠ كيلو متر ، وكان هذا ولا يزال مثار دهشة واسعة على مستوى كل متابع لتطورات هذه الحرب منذ بدايتها.

وليس أغرب من إصرار الروس حتى اليوم على تسمية الحرب بأنها عملية عسكرية ، ولا أغرب من أن الحرب أو العملية تكاد تكمل عامها الأول، دون أن يتمكن الجيش الروسي من تحقيق اختراقات ذات وزن على الجبهة، ودون أن يتمكن بوتين من تحقيق الأهداف التي قال عند بدء اطلاق العملية أنها لن تتوقف إلا بعد تحقيقها.

وإذا كان الروس قد أطلقوا هدنة مؤقتة في عيد الكنيسة الأرثوذكسية ، فالغالب أن هذه الهدنة كانت بمثابة التقاط الأنفاس بالنسبة لهم، قبل أن تكون احتراماً لاحتفال الكنيسة في موسكو بمولد المسيح عليه السلام في ٧ يناير من كل سنة .. فالتصور لدى روسيا كان أن هذه عملية عسكرية سريعة ، وأنها سوف تحقق أهدافها في وقت قصير، لتتوقف بعدها وينتهي الأمر عند هذا الحد!

ولكن الواقع على مدى ما يقرب من ١١ شهراً قال كلاماً آخر، وأثبت أن دخول أوكرانيا ليس كالخروج منها ، وأن ضم القرم في ٢٠١٤ شيء، بينما غزو الأراضي الأوكرانية شيء آخر تماماً.

وقد ثبت في أوكرانيا من جديد، وللمرة ربما الألف، أنك يمكن أن تشعل حرباً، ولكن إطفاء نار الحرب ذاتها لا يكون غالباً في يدك.

إعلان