لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بداية جديدة / الفشل اختيار أم ...؟

فاطمة مصطفى

بداية جديدة / الفشل اختيار أم ...؟

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

05:07 م الخميس 23 يونيو 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تمر فترة على الإنسان يشعر أنه غير ناجح (فاشل) غير قادر على الإنتاج أو تكملة أي هدف يريد الوصول أليه، يحاول مرارا وتكرارا ويمر الوقت ويتسرق من بين أيديه وهو على نفس وضعه ... كل ما يبدأ من جديد ويتقدم خطوة للأمام يرجع إلى الخلف مرة أخرى ويحدث صراع نفسي رهيب ويتساءل حقا هل أنا فاشل؟ هل أنا لا أستحق النجاح؟ هل ما أرغب في الوصول إليه صعب المنال أم قدراتي ضعيفة للحد الذي يجعل مني غير قادر على تحقيق الهدف أو حتى الوصول إلى نسبة نجاح تجعلني أرضى عن نفسي واشعر بقيمتي وكياني؟

هنا يقول علماء النفس والاجتماع تمهل قليلا ولا تجلد ذاتك وتعذبها بالكلام السيئ عن نفسك، عليك فقط مراجعة نفسك مرة أخرى ولكن بطريقة مختلفة وهناك بعض الخطوات التي يجب عليك اتباعها وهي :

· تغيير الخطة التي تريد أن تصل بها إلى هدفك – تفادِ الأخطاء السابقة واتعلم منها وأوجد لها بديلاً صحيحاً.

· تكرار الفشل ليس فشلا لأنك مع كل فشل سوف تصل إلى درجة من درجات النجاح وتكتمل الصورة النهائية .

· تنمية مهاراتك واكتشافك لنفسك مرة أخرى عقلك الباطن سوف ينفذ ما تقوله له فهو خادم أمين لك وليس قائدا عظيما بل انت القائد .... فعليك التحلي بالحذر والثقة بنفسك ومعرفة قيمتها جيدا.

· تقييم المحاولات في كل مرة نسبة النجاح والفشل كم تساوي .

· بذل مجهود في مكانه الصحيح والبحث عن معلومات جديدة قد تفيد ما أريد الوصول اليه.

· التعلم من الأخطاء ونقط الضعف والعمل على تحويلها إلى نقط قوة.

ويأتي هنا السؤال الأكثر أهمية هل كل أصحاب الاختراعات التي نراها ونعيش فيها الان بل ونستخدمها في حياتنا (الطيارة – التلفاز – التليفون – وسائل الاتصال والتواصل بكل أشكالها - الإنترنت ....الخ ) هل أصحاب هذه الاختراعات وصلوا اليها وأصبحت حقيقة على أرض الواقع نعيش بها ونستخدمها بل وأصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ولا نستطيع ان نستغني عنها، ماذا فعلوا لكي يحققوا هدفهم؟؟ كم مرة الفشل كان صديقهم وحليفهم في كل خطوة؟ كم مرة وقعوا وفشلوا وسُدت الأبواب وتعثروا في أن يجدوا حلا مناسبا؟ كم مرة شعروا بالإهانة والألم النفسي وجلد الذات؟ كم مرة لم يتم مساعدتهم أو حتى الالتفات إليهم أو الاستماع لهم بل وصف منهم البعض بأنه مجنون؟ هؤلاء الاشخاص بشر مثلنا لا يفرق بيننا وبينهم غير حاجة واحدة بس انهم لم يستسلموا ولم يوافقوا على الفشل بل أيقنوا يقينا غير قابل للهزيمة أن الفشل هو درجة من درجات النجاح..... فقط عليك الاستمرار والمحاولة مع الأخذ بكل المعطيات واستخدامها الاستخدام الصحيح والسعي دائما وراء المعلومة ... لكن هناك خطأ رهيب يقع فيه البعض ويختلط عليه الأمر وهو "التوفيق".. حذار من هذه النقطة الفاصلة في مشوار هدفك أو خطتك وعليك الانتباه جيدا حتى لا يضحك عليك شيطانك وعقلك الواعي حينما يخاطب عقلك الباطن انت فاشل لأنك لم تصل إلى درجة التوفيق .... التوفيق هنا لحظة تدخل رب الكون من في يده مفاتيح المغاليق بأن يعطي الإذن بكن فيكون. هذه النقطة ليس لك يد فيها ولا تستطيع الحكم أو الجزم بأي شيء فيها، لأنه ومن الممكن بعد كل هذه المجهودات يكون إيمانك بالهدف الذي تريد الوصول إليه هو باب شر سوف يفتح لك، ومن في يده المفتاح يحميك ويبعد عنك أي شر، بل ويغلقه في وجهك فعليك فقط السعي والأخذ بالأسباب واليقين بالله سبحانه وتعالى والعمل بكل جهد وإتقان وأن تترك النتيجة والتوفيق لمن له اليد العليا في الحكم على الأمور ليس أنت صاحب هذا القرار .... انظر قليلا إلى الأنبياء والرسل كم منهم بذلوا مجهودا فوق طاقة أو احتمال أي بشر لكل ينشروا دعواتهم ويأمنوا الناس بيها وبرسالتهم حتى جاء قول الله تعالى "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" أمر نفي وإلزام في نفس الوقت أن تسلم بأن كل ما عليك هو فقط الاجتهاد والعمل والأخذ بالأسباب وتكرار المحاولات والسعي دائما إلى الأفضل أما النجاح أو الفشل فليس من اختصاصك انت بل هو من اختصاص من هو قادر ويجازي بما يراه مناسبا لك.

ومن هنا نلاحظ ان هناك فرقا بين أنك إنسان فاشل حقيقي وبين أنك أسأت اختيار طريق النجاح وتعثرت فيه أكثر من مرة أو ضللت الطريق أو حتى هذا الطريق غير مناسب لك على الرغم من مجهوداتك، وعند الوصول إلى هذه النقطة الهامة والتفرقة والوعي بها جيدا وفهم تفاصيلها أنت من تحدد الإجابة على السؤال التالي:

الفشل اختيار أم ....؟؟ سوف أترك الإجابة لكل فرد منكم...

بداية جديدة

إعلان

إعلان

إعلان