إعلان

بكاء محمد صلاح.. وتجميد عضوية إسرائيل

النائب أسامة شرشر

بكاء محمد صلاح.. وتجميد عضوية إسرائيل

أسامة شرشر
07:00 م الإثنين 14 فبراير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

1) أهم ما في بطولة كأس الأمم الإفريقية أنها وحدت الشعب المصري والعربي وأعادت الروح والهيبة والقوة المفقودة لدى منتخب مصر منذ عام 2010، من خلال أداء فدائي من اللاعبين، فضلًا عن إنكار الذات الذي يشكل مكسبًا كبيرًا للمنتخب يمكن البناء عليه فيما هو قادم.

وقد أصبح التوحد التلقائي في الشارع المصري والشارع العربي حدثًا جديدًا في عالمنا العربي الذي كان قد صار جزرًا منعزلة لا يهتم فيه أحد بأمر أحد.

ولكن هزيمة منتخب مصر بضربات الترجيح أمام السنغال كشفت بعض النقاط التي لا بد أن نعترف بها حتى يتم تصحيح المنظومة الرياضية في مصر، ومنها تصرف كارلوس كيروش، المدير الفني للمنتخب، وإصراره على بعض اللاعبين الذين أثبتت المباريات عدم فاعليتهم، وأنهم ليسوا على مستوى هذا الحدث الكروي المهم، والنقطة الثانية عدم اختيار بعض اللاعبين الأكفاء بدلاء حتى في المباريات السهلة وإرسال رسالة سلبية لهؤلاء اللاعبين أنهم ليسوا في حسابات المدير الفني، وثالثًا كان المنتخب مُصِرًّا طوال مباريات البطولة على أن يكون الأداء رد فعل في الملعب وليس فعلًا من خلال جمل تكتيكية وخطة تجعل للمنتخب المصري شخصية مميزة أمام منافسيه.

والملاحظة الرابعة هي طريقة تعامل المدير الفني مع الحكام، وكأنه المدرب الوحيد في البطولة، فباقي المدربين لم يحدث منهم هذه التصرفات الهستيرية التي من الممكن أن تكلف منتخب مصر الكثير.

خامسًا كان واضحًا للجميع أن كيروش لا يأخذ رأى الجهاز الفني المعاون له وكأنهم ديكور أو أدوات لا وجود لها.

وسادسًا: التساؤل الذي يدور في أذهان الجميع: هل سيستمر المدير الفني في منصبه أم سيتم تغييره؟ مع احترامي للآراء الرياضية التي تقول: يبقى حتى مباريات تصفيات كأس العالم، فإن هذا الرأي يجعلنا نعود للمربع صفر.

والنقطة المهمة هنا أن أمنيات الشعب المصري اتفقت على الدعوات للاعب الاستثنائي محمد صلاح بالحصول على كأس إفريقيا هذه المرة، لأنه نضج وأصبح قائدًا حقيقيًا في الملعب، وبكاؤه بعد نهاية مباراة السنغال هز وجدان الشارع المصري والعربي بل العالم كله.

وأخيرًا: هل يفلت أحمد مجاهد من العقاب بخصوص عقد كيروش أم (سنكفي على الخبر ماجور) كما يقولون؟ أعتقد أنه من حق الرأي العام أن يعلم نتيجة التحقيق في اتهامات فساد وإفساد لجنة اتحاد الكرة السابقة.. أم أن هذه اللجنة فوق المساءلة وفوق القانون؟!.

2) لعبت الجزائر دورًا عروبيًا وقوميًا مهمًا في القمة الإفريقية المنعقدة في أديس أبابا، فيما يتعلق بتجميد عضوية إسرائيل وصفتها كمراقب في الاتحاد الإفريقي.

كان هذا القرار الإفريقي، في هذا التوقيت الضبابي، إجراءً مهمًا عبَّر عن رغبة الشعوب الإفريقية التي تناصر القضية الفلسطينية بالأفعال وليس الأقوال، وشكَّل ضربة قاصمة لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى ففي، الذى منح إسرائيل صفة المراقب في الاتحاد متحديًا مشاعر الدول العربية والإفريقية التي ترفض عنصرية إسرائيل وآلة القتل المستمرة ضد الشعب الفلسطيني والممارسات الإسرائيلية العنصرية التي لا تتوقف.

هذه الصحوة الإفريقية التي قادت إلى استبعاد إسرائيل من أهم منظمة دولية في إفريقيا وهي الاتحاد الإفريقي الذى يتكون من 55 دولة إفريقية- تعطى دلالة قوية أنه ما زال هناك أمل في تحجيم الدور الإسرائيلي في القارة السمراء.. وهذه أيضًا رسالة لنا كعرب يجب أن ندركها ونستوعبها ونبني عليها فيما هو قادم على الساحة الدولية والإقليمية!.

3) هناك هجوم منظم ومعلن وخفي في نفس الوقت على الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، هذا العالم المستنير الذى حفظ مؤسسة الأزهر من السقوط في براثن التطرف، بآرائه المنضبطة والمستنيرة.

ففي القضية التي أثيرت ضده في الفترة الأخيرة، حول جواز ضرب الزوجات، جاء رأي الإمام والفقيه أحمد الطيب، إحدى العلامات المضيئة في سماء العالم الإسلامي، واضحًا بقوله إن الإسلام أباح ضرب الزوجة الناشز، ولكنه أضاف أن من حق ولي الأمر أو الحاكم أن يقيد هذا المباح.. وجاء التطاول على شيخ الأزهر بادعاء أن هذا الكلام مخالف للدستور، ودخلنا في دائرة الاتهامات والتشكيك والتطاول على أهم رمز ديني إسلامي في مصر، رغم رفض شيخ الأزهر التام ضرب الزوجات واعتباره إهانة إنسانية.. وتأكيده أن القوانين الوضعية جرَّمت هذا السلوك الذي لا يمثل إهانة للمرأة وحدها ولكنه يهين أيضا مرتكبيه من الرجال الذين يهينون أيضًا أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم بهذا السلوك الحيواني الشائن.

ارفعوا أيديكم عن شيخ الأزهر.. لأنه آخر الفقهاء المستنيرين والقامات والمنارات المهمة في العالم الإسلامي بأكمله.

4) ريان يا وجع الطفولة، حينما يقتلها الإهمال والتقصير.

نجحت وسائل الإعلام، وخاصة الجزيرة، في متابعة هذا الحدث الإنساني الذي هز ودغدغ مشاعر العالم العربي والشارع العالمي، ونقلت قصة طفل سقط في بئر الحياة وأصبح معلقًا بين السماء والأرض لمدة خمسة أيام.

سقط ريان في ثقب مائي وبئر ظلامية، وسقطنا نحن في بئر الإهمال.. والسؤال الآن: لماذا لم يتم الاستعانة بالخبراء والمتخصصين والمعدات الحديثة من دول العالم لسرعة إخراج ريان؟

إن عالمنا العربي يموج بآلاف القصص المشابهة لقصة ريان وأي ريان آخر.. وكل ما أرجوه أن تكون هذه القصة صرخة لإنقاذ أطفال العرب في فلسطين واليمن والعراق وسوريا من القتل اليومي والدمار النفسي والبرد غير المحتمل في مخيمات اللاجئين، إلا إذا أردنا أن تكون حكاية ريان هي حكاية كل أطفال العالم العربي.

5) تذكرت مقولة الرئيس الفرنسي شارل ديجول بعد الثورة الفرنسية عندما تساءل عن القضاء الفرنسي فقالوا له (إن القضاء بخير)، فقال قولته المشهورة: (إذن فرنسا بخير).. وذلك عندما تابعت قرار الرئيس التونسي قيس سعيد حل المجلس الأعلى للقضاء التونسي فجأة وبلا مقدمات.

فهذا القرار هو ضرب للعدالة في عمق دارها.. فالمفروض أن القضاء في كل دول العالم هيئة مستقلة، ولكن أن يصدر قانون أو مرسوم بحل المجلس الأعلى للقضاء؛ فهذه قضية خطيرة وشائكة وتحتاج وقفة؛ لأنه حتى لو كانت هناك بعض الآراء الفاسدة أو المسيسة أو التي تنتمى إلى جهة أو حزب فيجب التعامل معها منفردة، ولكن أن يتم وأد العدالة في تونس فهذا مؤشر خطير ويفتح الباب لصدام خطير بين السلطات التي من المفترض أن بينها توازنًا يمنع توغل إحداها على الأخرى.

6) مشهد حصار الأستاذة وداد حمدي، رئيس اللجنة بإحدى مدارس محافظة الدقهلية، لا يجب أن يمر مرور الكرام.. فهو إن دل على شيء فإنما يدل على غياب القيم والأخلاق التي تربينا عليها طويلًا وأهمها أن (الغش جريمة كبرى) مخالفة للدين وللمنطق وللعقل.

ولكن يبدو أن الغش في ظل الفوضى الأخلاقية أصبح حقًا مستباحًا وعرفًا وتقليدًا، وأن القاعدة الآن هي أن (الغش أحد مكونات العملية التعليمية).. هذه الثقافة الجديدة الوافدة علينا والتي أصابت حتى أولياء الأمور تجعلنا نقول إن أي محاولات للتطوير والتحديث والتقييم بلا جدوى، فأن تخرج معلمة فاضلة في حماية الشرطة خوفًا من اعتداءات الأهالي، فهذا أمر يجب أن تُعقد حوله ندوات ولقاءات لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع المصري.. والأغرب أننا كنا نسمع عن طلاب يغشون، ولكن أن نسمع عن أولياء أمور يساعدون على الغش فهذا أمر لم يحدث من قبل.

فلا تطوير لأى شيء، وخاصة التعليم، بلا قيم أو أخلاق، فصحيح أن طه حسين قال إن (التعليم مثل الماء والهواء) إلا أن الغش أيضًا جريمة كبرى في حق المجتمعات لا يجب التهاون معها أو مع مرتكبيها أو من يسعون لفرضها على المجتمع كواقع سخيف لا يليق بمصر وحضاراتها ومستقبلها.. اللهم بلغت، اللهم فاشهد.

إعلان

إعلان

إعلان