إعلان

خلالها سيكون ماكرون أو لا يكون !

سليمان جودة

خلالها سيكون ماكرون أو لا يكون !

سليمان جودة
07:00 م الأحد 09 يناير 2022

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

اختفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل ، واختفت صورها من الإعلام ، بعد أن كانت تملأ الدنيا وتشغل الناس طوال ١٦ عاماً ظلت خلالها على كرسي الحكم !

لقد غادرت منصبها في الثامن من ديسمبر الماضي ، وجاء زعيم الحزب الإشتراكي أولاف شولتز في مكانها ، وانتقل حزبها الديمقراطي المسيحي من مقاعد السلطة الى مقاعد المعارضة !

ورغم أن كثيرين من الساسة الأوربيين يطمحون في ملء مكانها في قيادة القارة العجوز ، إلا أن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يظل في المقدمة من هؤلاء الساسة الطامحين ، ولا بد أن طموحه في هذا الاتجاه يستند على مكانة بلاده أولاً في أوربا ، ثم يستند ثانياً الى طموح شخصي عنده لم يشأ هو أن يخفيه منذ اللحظة الأولى التي دخل فيها قصر الإليزيه قبل خمس سنوات تقريباً من الآن !

وعندما وضعت مجلة تايم الأمريكية صورته على غلافها قبل سنوات ، لم يكن ذلك لأنها اختارته شخصية العام كما تفعل المجلة في نهاية كل سنة ، ولكنها كانت قد وضعت الصورة على طول الغلاف وعرضه ، ثم كتبت تحتها ما يفيد أن صاحب الصورة هو الرجل القادم في القارة الأوربية !

كان هذا في أثناء وجود ميركيل في دار المستشارية ، وكانت المجلة الأمريكية وكأنها بما كتبته تتنبأ مبكراً بمن سيخلف المستشارة في قيادة القارة .. ولم يكن ذلك ممكناً في وجودها ، ولذلك كان ماكرون يراقب خطواتها في المانيا ولسان حاله يقول متى ترحل وتترك الساحة خالية أمامه ، ومتى يحل عليه الدور ليأخذ فرصته ، ومتى يستطيع أن يبدي مهارات القيادة في مكانها عندما تغادر ؟!

وعندما تسلمت فرنسا رئاسة الإتحاد الأوربي في أول هذا الشهر ، فإن ذلك كان من حُسن حظ الرئيس الفرنسي بالتأكيد ، لأن الفرصة ستكون متاحة أمام ماكرون لإظهار مهاراته وتحقيق طموحاته ، رغم أن رئاسة فرنسا للاتحاد لن تطول أكثر من ستة أشهر !

فالرئاسة الدورية للإتحاد لا تدوم إلا ستة أشهر ، وبعدها تذهب الى دولة أخرى من دول الأعضاء فتتولى هي رئاسة الاتحاد ستة أشهر أيضاً .. وهكذا وهكذا .. بين الدول الأعضاء التي تتداول الرئاسة فيما بينها منذ نشأ الاتحاد الأوربي وكان له وجود !

ولكن المسألة بالنسبة لميركيل لم تكن رئاسة الإتحاد أو عدم رئاسته وفقط ، وإنما كانت في قدرتها على اتخاذ مواقف قوية في القارة وخارجها طوال سنوات الحكم .. وكان موقفها من المهاجرين الى بلادها من سوريا خصوصاً ، ومن بقية الدول المأزومة في منطقتنا وفي العالم عموماً ، هو الموقف الذي أسس لها في موقع القيادة ، وهو الذي رسخ لمكانتها بعد أن بقيت تبنيها حجراً حجراً منذ البداية !

وليس من الواضح أن ماكرون سيتعاطف مع المهاجرين واللاجئين ، كما تعاطفت المستشارة معهم طوال سنواتها ، ولا من الواضح أنه سيتبنى نظرة انسانية تجاه كل لاجيء وكل مهاجر ، كما عاشت ميركيل تتبناها الى آخر يوم لها في موقعها !

القضية في زعامة اوربا ليست مجرد تعاطف مع المهاجرين واللاجئين ، وإنما هي مجموعة من السياسات التي تقدم السياسي الى مواطنيه ، وإلى دول الإتحاد ، وإلى دول العالم كلها في ذات الوقت .. وهذا ما سوف تكشف عنه الأشهر الستة التي تمتد من هنا الى منتصف السنة .. فخلالها سيكون ماكرون أو لا يكون !

إعلان