لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحملة التى نريدها من الرئيس..

محمد حسن الألفي

الحملة التى نريدها من الرئيس..

محمد حسن الألفي
06:58 م الثلاثاء 28 سبتمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

الطريقة الحاسمة، والنبرة الهادئة المحذرة، والرافضة، التي تحدث بها الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس الأول في افتتاح محطة مياه بحر البقر، لم تكن جديدة، ولا هي أول مرة بالطبع. التحذيرات الصارمة ضد التغوّل على أراضي وممتلكات الدولة. ضد الفساد والسرقات.. ضد الإهمال.. كانت ولاتزال مكونا رئيسيا من مكونات الخطاب الوطني لرئيس البلد.. بالطبع أيضا يمكن فهم الدوافع النبيلة وراء هذه الرغبة القوية في إتمام الطهارة والشفافية وتخليص البلاد من معوقات التنمية والتطوير وتحقيق الطفرة المرجوة.

وهكذا فإن الرئيس قد أمهل الأجهزة الأمنية والتنفيذية، ووزير الري ستة أشهر لإزالة أية تعديات على الأراضي الزراعية والنيل في أي مكان بمصر، وتقديم تقرير تمام، بالتعبير العسكرى، بأسماء المتعدين المفسدين.

لقد تم القضاء نسبيا علي الإرهاب بتكليف منذر مثل هذا التكليف. تم التشييد وشق الطرق وبناء المصانع والمدن بتكليفات وفق جداول زمنية محددة. هذا إذن منهج عمل، يستند إلى أسلوب الأهداف والوسائل والنتائج، فيما يسمى بالحملة الشاملة.

تحقق الحملات من هذا النوع نتائجها وفق توقيتات وادوات... وتسمح بالانتقال إلى مناطق تسيّب أخرى لا يصلح معها إلا أسلوب المداهمة المخططة ولو بالقوة المفرطة.

حسنا، بعيدا عن القطاعات المحسوسة المادية، في الزراعة، وفي الصناعة، وفي التجارة، وفي الأمن، فإن هناك قطاعا بامتداد الوطن طولا وعرضا وعمقا، هو المجتمع كله يعاني أعراضا مرعبة. نعرف جميعا أن المجتمع المصرى مريض، ليس فقط منذ عشرة أعوام، بل سبقت العشرة الماضية خمسة قبلها، شهدنا فيها جرائم مروعة غير مسبوقة، تفاقم المرض بعدها وتضخمت الأعراض، وبات كل المصريين يدينون كل المصريين. جرائم لم تخطر علي البال بأساليب لا تخطر علي بال إبليس... هو أمامها فاغر فاه، غير مصدق ! الفوضى في المجتمع المصرى هي أم الكبائر. نعم هناك قانون، لكنه انتقائي أحيانا... وغالبا... ولو كان سائدا لتلفت المعتدون ذات اليمين وذات الشمال، وتوجسوا وترددوا...

حسمًا للأمور، لابد من إطلاق حملة انضباط مجتمعي، تستخدم فيها كل أدوات التوعية والحض والثواب والعقاب. لابد من حضور أمنى غير محسوس، في الميادين وفي الطرقات وفي التجمعات. لابد من تفعيل أدوات الضبط الاجتماعي. السوشيال ميديا تمارس نوعا منه لكنها في أغلبها تلجأ للتشهير والفضح. لن تتحقق الجدية الكاملة لهذه الحملة إلا إذا أعلنها رئيس الجمهورية.. وكلف بها وألزم المنفذين والمجتمع بمدة زمنية، تتحقق خلالها حالة هدوء وسكينة وتسامح وتفاهم وعقاب لمن أخطأ وثواب لمن أصلح. يثق الناس في منهج الرئيس، لأنه متجرد عن أي هوى أو نزوع في التلذذ بسلطة، بل همه الأكبر بناء وطن قوى ومجتمع صحيح الروح والبدن. من أجل هذا ندعو الرئيس إلى عقد مؤتمر للتشخيص العلمي ووضع العلاج وإقناع المريض أنه لا يمكن أن يستمر هكذا...

على المديين الطويل والمتوسط، فإن آلية محددة لإنتاج أعمال فنية وبرامجية هادفة مفيدة، إصلاحية، هي مطلب حيوي.. بدلا من ملاحقة الوهم وإهدار ماء الوجه على مكاتب إنتاج احتكارية.. الفن بمخرجين مبدعين ومؤلفين فاهمين أمراض وبلاءات المجتمع سيساعد في شفاء القلوب وتخليص العقول من السموم.

ابدأ الحملة الآن يا ريس.

إعلان