إعلان

مهرجان كارلوفي فاري يُكرم مؤسسة مارتن سكورسيزي السينمائية

د. أمــل الجمل

مهرجان كارلوفي فاري يُكرم مؤسسة مارتن سكورسيزي السينمائية

د. أمل الجمل
07:00 م الإثنين 23 أغسطس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

لا شك أنه بفضل هذه المؤسسة العريقة تم ترميم عدد من أجمل وأهم الأفلام في تاريخ السينما العالمية، والتي كانت على وشك الفناء، ومن بينها التحفة البصرية والسينمائية المصرية «المومياء.. يوم أن تُحصى السنين» للمخرج القدير شادي عبدالسلام الذي ما زلنا حتى اليوم نتباهى به أمام العالم أجمع كأحد أبرز كلاسيكيات السينما العالمية.

كذلك، غيره من التحف السينمائية الأخرى من بلدان عربية كما في المغرب ورائعة «الأليام الأليام» للمخرج البارز أحمد المعنوني الذي شكلت تجربته السينمائية دفعة قوية شديدة الذكاء الفني، والتي أخرجت السينما المغربية من بوتقة المحلية إلى العالمية، بتوظيفه الفني الجيد للتراث الثقافي والشعبي والموسيقي والغنائي للمغرب. وسيُعرض هذا الفيلم المغربي ضمن البرنامج الاستعادي هذا العام بمهرجان كارلوفي فاري.

"بعد مرور أكثر من عام بدون أن نتمكن من الالتقاء سويًا في دور العرض السينمائية، يسعدني أن تشارك «مؤسسة الفيلم» - The Film Foundation - مع مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي لتقديم 10 عروض سينمائية للجمهور على الشاشة الكبيرة.. إنه اختيار رائع يُلخص تنوع الأفلام التي تم ترميمها".

إنها كلمات المخرج الكبير مارتن سكورسيزي مُؤسس ورئيس «مؤسسة الفيلم» عقب الإعلان عن تكريم مؤسسته السينمائية في الدورة الخامسة والخمسين لأعرق وأبرز وأهم مهرجان في وسط وشرق أوروبا - والذي تمتد فعالياته من ٢٠ أغسطس حتى الثامن والعشرين من الشهر ذاته. وذلك بعد تأجيل مرتين وغياب أكثر من عامين منذ دورته الرابع والخمسين التي عُقدت نهاية يوليو ٢٠١٩.

إذن الفضل يرجع إلي سكورسيزي في المساهمة كذلك في أن يذيع صيت هذا المخرج المبدع - كما غيره من المبدعين من دول العالم الثالث - وذلك منذ أن قرّر مارتن سكورسيزي تقديمه في «كلاسيكيات كانّ» عام 2007، كأول عمل يفتتح به مشروع ترميم الأفلام وتقديمها من «مؤسّسة السينما العالمية".

هنا، لا يمكن إنكار أنه أيضًا لولا مؤسسة الفيلم لما حدث تتويج تجرب هذا المبدع المغربي بالإعلان عن طبع النسخة المرمّمة منه في إصدارٍ منفردٍ، وتوفيره على منصّات العرض الإلكترونية قبل عامين، وذلك تزامنًا مع الذكرى الأربعين لإنجاز الفيلم وخروجه للنور.

بقي أن نشير إلي أن «مؤسسة الفيلم» الشهيرة -The Film Foundation- تأسست عام 1990 بفضل جهود مارتن سكورسيزي أحد أبرز آلهة الإخراج في العالم، وهي منظمة غير ربحية تُكرس كل جهودها وأنشطتها لحماية تاريخ الفن السابع والحفاظ عليه، وقد نجحت هذه المؤسسة حتى الآن في استعادة وترميم أكثر من 900 عمل كلاسيكي للسينما، وذلك إضافة إلى روائع أقل شهرة من جميع أنحاء العالم.

في المهرجان التشيكي العريق وضمن برنامجه الاستعادي الذي خُصص لتكريم جهود تلك المؤسسة، الفريدة من نوعها، والذي يُشرف عليه بمشاركة الناقد السينمائي المصري جوزيف فهيم، والذي كتب ملاحظات نقدية حول تلك الأفلام العشرة التي سيتم عرضها، وهي أفلام مختارة بعناية تم إنتاجها بين عامي 1932 و1991 من بلدان مختلفة - من الولايات المتحدة وساحل العاج وسريلانكا والمكسيك وتايوان والمغرب - إذ كما يُؤكد سكورسيزي على تنوعها قائلاً: «من خلال دعمنا الذي يشمل كل عصر ونوع ومنطقة.. خالص شكري لفريق مهرجان كارلوفي فاري على إتاحة هذا البرنامج وتسليط الضوء على عمل "مؤسسة الفيلم".

من هذه الأفلام «نقطة الانهيار» لمايكل كيرتس عام 1950، وفيلم الرعب الكلاسيكي المكسيكي «شبح الدير» إنتاج عام 1934، و«الأليام .. الأليام» لأحمد المعنوني ١٩٧٨، ودراما «المرأة ذات السكين»، وفيلم «الأب» إخراج روبرت داوني عام 1969 "بوتني سوب"، إضافة إلي فيلم المخرج جورج كوكور المنتج عام 1932 بعنوان: «أي ثمن يا هوليوود؟»، وفيلم جون كاسافيتس «امرأة تحت التأثير» ١٩٧٤.

ليس غريبًا أبدً أن يأتي هذا التكريم من المهرجان التشيكي العريق فهذا المعرض الاستعادي - الذي يُكرم «مؤسسة الفيلم» يرتبط ارتباطًا وثيقًا بدعم مهرجان كارلوفي فاري منذ زمن بعيد وجهوده لأجل الحفاظ على التراث السينمائي التشيكوسلوفاكي. إنها رحلة مليئة بالعاطفة بدأت قبل عقد من الزمن بترميم أعمال فرانتيسيك فلاجيل، والذي تم التصويت على أعماله كأفضل مخرج تشيكي في كل العصور ومن أبرز أعماله ماركيتا لازاروفا.

ما سبق تُؤكده كلمات كارل أوخ المدير الفني لمهرجان كارلوفي فاري، إذ يقول: «إن الشغف الذي أبداه مارتن سكورسيزي بلا كلل في عمله مع «مؤسسة الفيلم السينمائية» هو ذاته الشغف الذي يُوجه عملنا نحن أيضًا في مهرجان كارلوفي فاري، إنه الشغف الذي نتشرف بمشاركته مع المعلم الأمريكي، وهو أيضًا الشغف الذي يُسعدنا الآن أن نتشاركه مع جمهورنا".

إعلان