لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قراءة سريعة في تقرير الدول الرخوة ٢٠٢١ (٣)

د. غادة موسى

قراءة سريعة في تقرير الدول الرخوة ٢٠٢١ (٣)

د. غادة موسى

أستاذ مساعد - كلية الاقتصاد والعلوم السياسية - جامعة القاهرة 

07:00 م الجمعة 11 يونيو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

وفقًا لتقرير الدول الرخوة (الهشة) الصادر هذا العام، كان أداء بعض دول العالم الثالث في التعامل مع تحديات جائحة "كوفيد-١٩" أفضل نسبيًا من بعض الدول المتقدمة مقارنة بالعوامل الهيكلية التي ساعدت في الحد من تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول المتقدمة.

ومن بين تلك الدول "طاجيكستان". وتعتبر أصغر وأفقر دول آسيا الوسطى. فقد تمكنت الحكومة فيها من الحفاظ على موقع مستقر نسبيًا في المؤشر والصمود رغم التحولات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية، وتقييد بعض الحريات وظروف الجائحة. ومن بين تلك الإجراءات التي حدت من انتشار الجائحة عدم الاستجابة لاحتجاجات العمالة الصينية في طاجيكستان، والتي أرادت العودة للصين. حيث أغلقت السلطات الحدود وأوقفت الرحلات الجوية إلى الصين، خاصة بعد أن تسببت الجائحة في إبطاء معدلات النمو الاقتصادي التي تراجعت من ٧٪ عام ٢٠١٩ إلى ٤.٢٪ عام ٢٠٢٠. إضافة لإجراءات الإسراع في تطعيم السكان، حيث قامت الحكومة بحملة توعية شارك فيها المحامون من أجل الحد من نشر الشائعات المتعلقة بفيروس كورونا والتطعيم. وتجدر الإشارة إلى أن موقع طاجيكستان في مؤشر الدول الرخوة للعام ٢٠٢١ هو ٧١/١٠٠ مقارنة بموقعها عام ٢٠١٩ الذي كان ٦٦/١٠٠. وهو تراجع لا يعتبره المحللون تراجعًا كبيرًا بالنظر لظروف الجائحة وظروف عدم الاستقرار السياسي بفعل تداعيات الانتخابات الرئاسية الأخيرة وبعض أعمال الاحتجاج.

بالنسبة للدولة الثانية التي تمكنت من الحفاظ على موقعها في مؤشر الدول الرخوة فهي "أرمينيا"، رغم معاناة الدولة مما يطلق عليه "صراع مجمد"، منذ عقود مع جارتها دولة "أذربيجان" حول إقليم "ناجورنو كاراباخ"، المتنازع عليه. وهو الصراع الذي عمق صراع الهويات أو فرض "سياسة تحددها الهويات"، والتي تسببت في تجدد القتال عام ٢٠٢٠ بين الدولتين.

كما شهدت أرمينيا قبل الجائحة بعض التحولات السياسية الإيجابية، مثل التحول لجمهورية برلمانية تحت رئاسة حزب معارض استطاع الحفاظ على علاقات مصالح مستقرة مع روسيا. وبلغ موقع أرمينيا على مؤشر الدول الرخوة الحالي ٦٩/١٠٠.

ورغم محاولة العديد من دول العالم الأخذ في النمو مقاومة تداعيات الجائحة إلى جانب التعامل مع التداعيات الاقتصادية والسياسية لظروف استمرت قبل انتشار الجائحة، إلا أن عدم معالجة الأسباب الهيكلية لعدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي وإخفاقات السياسات الاقتصادية وزيادة معدلات البطالة والجريمة كانت كاشفة لعدم القدرة على التعامل مع الجائحة. فلم تكن الجائحة هي السبب بل العامل الذي كشف عن الأسباب الحقيقية لعدم جاهزية بعض الدول لمواجهة مخاطر وكوارث طبيعية. ومن بين تلك الدول لبنان ومالي واليمن.

إعلان

إعلان

إعلان