إعلان

صراع الغواصات تحت مياه المتوسط

خليل العوامي

صراع الغواصات تحت مياه المتوسط

خليل العوامي
07:00 م الإثنين 29 نوفمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

تشهد المياه الإقليمية في البحر المتوسط جولة سريعة وخاطفة من الصراع بين الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي من جانب، وبين روسيا من جانب آخر، حيث يسعى الطرفان للوصول لحطام المقاتلة الشبحية البريطانية الأغلى والأحدث في العالم إف -35 والتي تحطمت منذ أيام وسقطت في المياه.

المؤشرات الأولية تقول إن سبب السقوط هو سحب محركات الطائرة لأغطية المطر التي تغطيها أثناء الإقلاع من فوق حاملة الطائرات "كوين إليزابيث" ما أدى لتعطل المحركات وبالتالي تحطم الطائرة، وتجري تحقيقات موسعة داخل الجيش البريطاني بمساعدة أمريكية للتحقق من أسباب الواقعة. وكانت بريطانيا ضمن عدد قليل من الدول سمحت لها الولايات المتحدة بامتلاك هذا الطراز، وتسلم القوات البريطانية 21 مقاتلة منها خلال العام الجاري.

بينما الأهم الآن وما يشغل الغرب عموما هو منع روسيا من الوصول لحطام الطائرة وكشف أسرار التكنولوجيا المعقدة المستخدمة في صناعتها، فهذه الطائرة تعد فخر الصناعات العسكرية الأمريكية وأحدثها على الاطلاق، بل يعتبرها الأمريكيون أحد أكبر الأسرار العسكرية في العالم.

هذه الأهمية للطائرة أجّجت عمليات تمشيط المياه من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا وروسيا في عملية يصفها المراقبون بـ "صراع الغواصات تحت المياه" بحثا عن الحطام الراقد على مسافة 1500 متر تحت سطح البحر قبالة السواحل المصرية. بينما سبق ذلك تعقب من سلاح الجو الروسي للمقاتلة فور تحطمها.

الجولة الحالية هي جزء من الصراع التقليدي بين روسيا والغرب في حرب التسلح وفرض النفوذ في العالم، ولا شك أن عثور روسيا على حطام الطائرة يعد كنزا كبيرا، وصفعة قوية لن تقبل بها الولايات المتحدة وحلفائها.

فالطائرة إف – 35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن الأمريكية الأكبر في الصناعات العسكرية عالميا، فهي الثانية من طائرات الجيل الخامس الأمريكية الصنع الأكثر تطورا بالعالم، وأول مقاتلة شبحية أسرع من الصوت، حيث تتميز بقدرتها الفائقة في المناورة والتخفي من الرادارات؛ لذا تعتبر حجر الزاوية للجيوش التي تمتلكها ضد أنظمة الدفاع الجوي للعدو.

ووفق المعلومات المنشورة عن هذه الطائرة فإنها تتكون من قرابة 300 ألف قطعة، وتم تجهيزها بأجهزة استشعار هي الأقوى والأشمل من أي طائرة مقاتلة في التاريخ.

كما تتميز بمدى راداري واسع يسمح لها بكشف الطائرات المعادية مبكرا، فضلا عن قدراتها على التشويش على الرادارات المعادية من مسافات بعيدة، والتخفي من شاشات الرادار، وضرب أهداف أرضية دون الحاجة للاقتراب منها بفضل صواريخها الموجهة.

وبإمكان الطائرة حمل أسلحة متنوعة، بينها قنابل موجهة بالليزر، وصواريخ موجهة جو جو، بينما هناك أنباء أخرى غير مؤكدة حول قدرتها على حمل رؤوس نووية.

هذه الإمكانيات الفائقة للطائرة وأهميتها العسكرية تجعل الصراع محموما بين روسيا والغرب للعثور على "الكنز" فيما يشبه حربا عالمية مصغرة تجري في صمت تحت المياه العميقة.

إعلان