لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بداية جديدة/ التغيير... وقفة مع النفس

فاطمة مصطفى

بداية جديدة/ التغيير... وقفة مع النفس

فاطمة مصطفى

أ. الصحة النفسية والعلاقات الأسرية

07:13 م الأربعاء 10 نوفمبر 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

نحتاج كل فترة أن نراجع أنفسنا وانفعالاتنا وهل فعلا نستحق ما نحن عليه أم لا .... هل راضين عن ما وصلنا له أم نستحق أكتر أو أقل ...هل كل ما وصلنا له من تكوين لشخصيتنا ومدى انفعالاتنا وتقيمنا لأنفسنا صائب أم محتاجين أن نعيد النظر فيه مرة أخرى ....هل كل الأحداث التي مرت علينا سواء إيجابية أو سلبية كانت أفعالنا فيها على حجم الموقف فعلا أم لا ... هل تغيرنا إلى الأفضل أم الأسوأ ....

هل ........... تعددت الأسئلة واختلفت من حيث معيار التقييم وأهدافه ونتائجه وأيضا من خلال أهدافنا ومدى استجابة النفس البشرية للتغير ومدى نضج ورجاحة العقل في الحكم على الامور وهنا نستطيع أن نقول اننا محتاجين إلى (وقفة مع النفس) .

(وقفة مع النفس) يعبر المصطلح نفسه عن المواقف السلبية التي مرت بينا أو بمعني أدق كل فرد طبيعي ومنطقي أن يعيد حساباته مرة أخرى في انفعالاته السلبية ولكن كما أوضحت في المقال السابق (الثبات الانفعالي) ليس فقط في المواقف السلبية ولكن في المواقف الإيجابية أيضا، التغير مطلوب دائماً في حياتنا سواء على المستوى الشخصي أو العملي لابد كل فترة من الفترات أن نعيد طريقة نظرتنا للأمور ونعطي فرصة لأنفسنا للحكم المنطقي والواقعي للأمور والمواقف وليس الصحيح لأن مقدار الصح أو الغلط يختلف من شخص إلى آخر وهذا ليس موضوعنا الآن عزيزي القارئ حتى لا يتم تشتيت أفكارك في أكثر من اتجاه.... لابد أن تعيد تقييم نفسك مرة أخرى أو بمعنى أصح عدت مرات لكي تصل إلى مرحلة التغيير السليم الذي يطلق عليه (وقفة مع النفس)، ما تعطيه في العمل ولأسرتك ولمحيط معارفك وللبيئة المحيطة بك هل يحقق لديك الشعور بالرضا هل أنت سعيد أو على الأقل تشعر بقيمة نفسك هل تستحق ما تتبادله مع الآخرين وهذا ليس معناه أنك دائما على صواب أو على حق ممكن أن تكون محتاج أن تعيد ترتيب نفسك مرة أخرى وأن ردود الأفعال ومدى خطائها أو حتى صوابها منك انت وليس من الاطراف الاخرى .

(وقفة مع النفس) تستطيع من خلالها إعادة بناء نفسك مرة أخرى وترتيب أهدافك وتقييم ما وصلت له سواء على المستوى العملي أو الشخصي حيث هذا ينعكس على مدى نجاحك الفعلي ....نجاحك في أن تكسب نفسك أولاً وأخيرا لأن أي خسارة أخرى ممكن أن تتعوض إلا خسارتك لنفسك وكيانك ونظرة تقييمك لنفسك أنت، أنت من تبني نفسك وتعلي بها إلى القمة وأنت من تنزل بيها إلى القاع وتقل منها ....اياك أن تنسي هذا أنت وليس الآخرين لأنك أنت من تفرض رؤية الآخرين لك انت من تفرض الاحترام والتقدير انت من تقول للآخرين كيف يعاملونك حتى وإن ضل أحدهم طريق المعاملة عليك فورا بإعادة تلك الخطوة إلى الوراء أنت عزيزي القارئ وليس الآخرين .

(وقفة مع النفس) مع كل أمور حياتنا مرة أخرى والعمل على تقويمها وتقييمها في الطريق الصحيح وعليك دائما بمراجعة نفسك وليس جلدها (جلد الذات) لأنك ما عليه اليوم من حكمة ونضج ورجاحة العقل ورؤية صحيحة وصائبة للأمور ليس إلا مجرد خبرات للماضي ومدى قدرتك على اكتساب الخبرات الصائبة وتحليلها وتنفيذها على أرض الواقع بطريقة ترضي التغيير الذي وصلت إليه وعليك دائما بالتحكم ومراقبة نفسك لأن الحياة والمواقف التي تمر بها سوف تتكرر عدة مرات هنا يأتي دورك أنت في أن تراقب نفسك وانفعالاتك وتصرفاتك اتجاه المواقف هل فعلا تغيرت إلى الأفضل أم محتاج إعادة تأهيل وتدريب مرة أخرى ....

(وقفة مع النفس) البداية من عندك أنت ....عليك أن تتعامل مع نفسك الداخلية على أنها شخص تريد أن تؤهله من جديد إلى الأفضل دائما وأن تقومه وتعطيه دروسا وتنفذ عليه مبدأ الثواب والعقاب حتى يتفهم أن التغيير يأتي من الداخل قبل أن يتأثر بالعوامل الخارجية. يقول الله تعالى في كتابه العزيز "إن اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حتى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ" وعد الله حق وكلامه غير قابل للجدال أو المناقشة بل للتصديق فقط وبيقين كامل ... الله عز وجل أمرنا أمراً مباشراً بأن التغيير من عندك انت (الإنسان) ويكون تغييرا حقيقيا وصادقا ونابعا من داخلك وفي نفس الوقت أعطاك النتيجة ووعدك بها انها تكون ايجابية لأن أكيد معطيات وتغيرات الله كلها خير وسعادة للإنسان وليس العكس حتى وإن ظهرت أن فيها ابتلاء سوف تكتشف فيما بعد الحكمة من هذا .

عندما يحثنا الله سبحانه وتعالى على أن التغيير (وقفة مع النفس) ينتج من داخلنا أولاً ثم بعد ذلك سوف تتدخل إرادته في تنفيذ كل ما هو في صالح الإنسان علينا هنا أن ندرك قوة التغيير داخليا ونبدأ بأنفسنا مرة أخرى بل ومرات حتى ولو فشلنا في ذلك خصوصا أن النفس البشرية من الصعب تأهيلها وترويضها بسهولة بل تحتاج إلى أوقات ومرات عديدة ومحاربة عالية لكي تستقيم أو حتى تبتدي في تغيير المسار إلى الأفضل وهنا نلاحظ الترابط القوي بين علماء النفس والاجتماع وبين كلام كتاب الله تعالى (القرآن الكريم) ومدى ترابطهم وهدفهم الصريح والواضح أن التغيير يبدأ من الداخل أما الاستجابة سوف تأتي فيما بعد إيجابية .

وعليك هنا عزيزي القارئ أن يكون لديك القوة واليقين في نفس الوقت أن القوة الحقيقية موجودة داخل نفسك انت... أنت من تستطيع التغيير إلى الأفضل والأحسن وأن ترتب أهدافك وسعيك مرة أخرى وحذار أن يكون وعيك بنفسك اقل من سعيك في الاتجاه الصائب لأنك إذا كنت لا تعرف قيمة نفسك الحقيقية سوف يكون الجهد الذي تقوم به جهدا مهدرا وليس له أي نتيجة إيجابية على أرض الواقع .....

و من هنا نصل إلى نقطة التحكم وضبط النفس والقدرة على التغيير للأفضل في حياتنا ونبدأ بداية جديدة في تغيير مسار مستقبلنا إلى ما يرضينا داخليا ويرضي تعاملنا في تقييم أنفسنا أولاً وهذا يعتبر من أولى خطوات النجاح (وقفة مع النفس).

بداية جديدة ....

إعلان

إعلان

إعلان