- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
مع ظهور "داعش" على الساحة عاد البعض يتحدث عن أنماط حرب العصابات، مع بعض الاختلاف وفق الحال. ويعود مصطلح "حرب العصابات" إلى مطلع القرن التاسع عشر، حين كان الإسبان يهاجمون خطوط التموين والإمداد الطويلة للجيش الفرنسي في حرب شبه جزيرة إيبريا (1808 ــ 1814)، الذي كان يرد بقسوة على السكان المدنيين. ومعنى الكلمة باللغة الإسبانية "الحرب الصغيرة" وهو ينطبق على الحرب المحدودة وغير النظامية التي تستعمل مجموعات مقاتلة فيها ما يتوافر لها من إمكانيات اجتماعية وجغرافية ضد قوة عسكرية تتفوق عليها بشكل واضح.
وظل هذا المسلك الإسباني هو النموذج الأصلي لحرب العصابات Guerrilla warfare الذي لاقي نجاحًا في إنهاء العدو، لا سيما في الريف حيث الأرض الصعبة والأهالي المتلاحمين. وأضفى كثيرون طابعًا حالمًا، وإن كان هذا لا يعني أنها أخفقت في تحقيق مكاسب عملية.
ونشطت هذه الطريقة في القتال خلال الحرب العالمية الثانية، حيث كانت روسيا والبلقان مرتعًا لها. بل إن الشيوعية نجحت في آسيا على أكتاف الفلاحين المتمردين، الذي تمكنوا من إنهاك السلطة عبر الكر والفر، بعد أن جندهم الزعماء اليساريون الذين وجدوا من الصعوبة بمكان إسقاط النظم الحاكمة من خلال المواجهة المباشرة في داخل المدن، رغم أن رجال حرب العصابات قاموا بأعمال عنيفة بثت الرعب في نفوس الجميع، لكنها لم تلق تأييدًا من الناس، بل نفورًا وصدًا واشمئزازًا، على العكس الريف الذي أيدها أهله وانخرطوا فيها بيسر.
ومثل هذا الأسلوب جاء بماو تسي تونج إلى السلطة في الصين، ومكن الفيتناميين من هزيمة الأمريكان رغم الفارق التقني الهائل بين الجانبين، واتبع فيدل كاسترو ورفاقه هذه الطريقة ضد السلطة الباطشة حتى دان لهم حكم كوبا، وأدت إلى اضطرابات في كثير من الدول الفقيرة بأمريكا اللاتينية.
وقد اتبع حزب الله هذا الأسلوب في الحرب التي وقعت بينه وبين إسرائيل في صيف عام 2006، حيث كان مقاتلوه يراقبون عدوهم جيدًا عبر الأنفاق والمخابئ، فيما لا يتسنى له رؤيتهم أو تحديد أماكنهم، ومارس الحزب أسلوب حرب العصابات بنجاح باهر، واستخدم أرض المعركة بشكلٍ جيدٍ، فحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من موقع، وأوقع في صفوفهم خسائر جسيمة.
ويعد كتاب تشي جيفارا عن حرب العصابات هو أهم ما كتب في هذا الشأن، حيث وضع فيه خلاصة تجربته المريرة والمثيرة. وعول جيفارا على حرب العصابات في إمكانية كسب الحروب ضد الجيوش النظامية؛ لأنها تستمد قوتها من قوة الشعب العظيم، ولذا يجب ألا نقلل من شأن رجال العصابات لمجرد كونهم تنقصهم الأسلحة.
ويراها جيفارا "الوسيلة الوحيدة للجهة التي تدعمها أغلبية الجماهير التي تعاني من نقص في العتاد الذي يؤهلها لمقاومة التسلط. وأنها حالة لا تمنح الوصول إلى الفوز الكامل، وهي إحدى الحالات الابتدائية للحرب، والتي ستنمو باستمرار حتى يكتسب جيش العصابات بنموه المضطرد خصائص الجيش النظامي، عند ذلك يكون جاهزًا ليوجه ضربات قاصمة للعدو ويحقق الغلبة".
ويوجد نوعان من حرب العصابات، الأول هو الكفاح المتمم لمهمة جيوش نظامية كبيرة، كما كانت الحال بالنسبة للمقاتلين الأوكرانيين في الاتحاد السوفيتي. والثاني هو العصابات التي تحارب السلطة سواء كانت استعمارية أم وطنية مستبدة، بعد أن تتخذ لنفسها مكانًا للانطلاق، مثل ما حدث بالصين حين انطلق ماو تسي تونج من الجنوب، وفي فيتنام حين رسخ هوشي منه أقدام جماعته بين مزارعي الأرز، الذين كانوا قد ضاقوا ذرعًا بالاستعمار الفرنسي.
وهناك عدة وصايا يوصي بها جيفارا، من واقع خبرته، رجل العصابات، يمكن ذكرها على النحو التالي:
1 ـ أترك عدوك يبحث عنك وضعه دومًا تحت نظرك.
2 ـ لا تقف أمام عدوك بل اضربه من الخلف.
3 ـ اتبع طريقة الكر والفر، فمن واجب مقاتل العصابات أن يضرب ويهرب، ويترصد، ويختفي في كمين؛ ليضرب مرة ثانية ويهرب، ويستمر هكذا من دون أن يترك أي مجال للعدو للراحة.
4 ـ لا تضرب عدوك إلا إذا كنت متأكدًا من إصابته في مقتل.
5 ـ الالتفاف حول القوة المهاجمة، وضربها من الأطراف.
6 ـ مهاجمة المواقع الخلفية للعدو، واستغلال كل نقاط ضعفه.
7 ـ اعتماد مبدأ الحركة الدائمة، وعدم إخلاء الميدان ما يحول دون تحول الاختراق إلى احتلال، مع إنشاء مناطق اشتباك بدلاً من الأرض المحتلة.
8 ـ الانتقال من أسلوب السد الواقف والضرب على الأذناب إلى الوعاء الحاضن ثم المدمر، انتقالاً إلى إقامة كمائن بسيطة أو مركبة ومتعددة، وبعدها استدراج العدو إلى مناطق القتال، فالغارات المركبة والأفخاخ البسيطة، ذات القوة التدميرية الهائلة.
9 ـ الاعتماد على قدرات الفرد المقاتل، بعد غرس الروح الفدائية والاستشهادية فيه.
10 ـ الاعتماد على عنصر المفاجأة.
11 ـ العمل في أماكن قل سكانها وصعبت مسالكها.
12 ـ كن ثعلبًا، فاعتمد على السرية والمفاجأة والمباغتة والحيلة.
13 ـ احمل منزلك فوق ظهرك، واختر من الأشياء ما هو أخف وزنًا وأكثر فائدة، وأن يكون ما لا يمكن الاستغناء عنه، وعليك ألا تتخلى عنه إلا للضرورة القصوى. واكتفِ بأي نوع من الطعام، فإن لم تجد ما يسد رمقك، فصم يومًا أو يومين أو حتى ثلاثة، دون أن يؤثر هذا على معنوياتك، أو كفاءتك القتالية.
ويضع جيفارا عدة شروط في مقاتل "حرب العصابات": أولها: أن يتصرف على أنه مصلح اجتماعي حمل سلاحه ملبيًا غضب الشعوب ضد المتسلطين والغزاة، وأن يدرك أنه في حاجة طيلة الوقت إلى مساندة سكان المنطقة التي يقاتل فيها، وهذا أحد الشروط الأساسية، ومن هنا يفضل أن يكون من أهالي هذه المنطقة، له فيها أصدقاء وعزوة، وعليه أن يكون ملمًا بالمنطقة، من حيث المداخل والمخارج، والمخابئ المتوفرة، بما يمكنه من التحرك السريع.
ويجب أن يحافظ مقاتل العصابات على حياته في أي معركة، رغم أنه على استعداد دائم للتضحية بنفسه، ولا يجب أن يخوض أي معركة أو قتال دون التأكد من النصر، وأن يؤمن بأن الشعب لا بد أن ينتصر في النهاية، وأن كل من لا يؤمن بهذه الحقيقة من المستحيل أن يصبح من مقاتلي العصابات، وعليه أن يمد يد المساعدة إلى الناس ما داموا لا يقفون ضده، أو يتآمرون مع الأعداء عليه.
وأول صفة لرجل العصابات أنه "مقاتل"، ومن ثم فإن عليه أن يتصف بسمات جسدية وعقلية وسلوكية تؤهله للقيام بهذه الصفة. ويبدو أفضل عمر للمقاتل هو المتراوح بين 25 و35 سنة، ففي مثل هذا العمر تتبلور حياة الأشخاص وتتجدد، ويتخذ الناس القرارات الحاسمة في حياتهم، وينحازون إلى ما يعتقدون أنه الأفضل لهم.
وهناك تكتيكات قتالية يوصي بها جيفارا رجل حرب العصابات، قاصدًا بها تحديد الأهداف الثانوية في ضوء الظروف الحربية الكلية والوسائل الشاملة الموصلة لمثل هذه الأهداف، وهذا يتطلب تفصيلا:
1 ـ معرفة كل شيء عن العدو، عدده وتسليحه وطريقته في القتال، وطبيعة قيادته، وأهدافه، والمصادر التي يعتمد عليها لبلوغ تلك الأهداف.
2 ـ التركيز دومًا على اغتنام ذخيرة من جيش العدو، لسد النقص المزمن في الذخيرة لدى رجال العصابات.
3 ـ يطلق رجال العصابات النار بحساب، حتى لا تنفد الذخيرة سريعًا، وذلك إلى الدرجة التي يستطيع فيها أي مراقب لميدان المعركة التفرقة بين الجيش النظامي ورجال العصابات، فالأول يطلق النار بكثافة.
4 ـ التحلي بمرونة شديدة في أساليب القتال وأهدافه، حسب تطورات المعركة، والاستعداد لمواجهة أي ظروف لم تكن معروفة أو منظورة، واستنباط تكتيكات قتال متجددة حسب ما يطرأ، ومفاجأة العدو بها، والقدرة على تحويل جميع الوقائع التي تظهر فجأة إلى صالح رجال العصابات.
5 ـ تقسيم المعركة على مراحل، أولها، عدم تمكين العدو من القيام بهجوم كاسح، ثم إضعافه رويدًا رويدًا، فإن تم إنهاكه تهجم العصابات هجومًا مضادًا، وتتوغل في أراضي العدو؛ لتهاجم مصادر تموينه وطرق مواصلاته، ونقاط مراقبته، وتسعى قدر المستطاع إلى تأخير مراكز عملياته، والوصول إليه من جميع الأطراف، حسب ظروف وقوة هذه العصابات، حتى يتم الوصول إلى "الضربة الشاملة"، التي يتم خلالها الاقتراب من المناطق والمواقع التي يدافع عنها العدو بقسوة وقوة، بعد أن تتحول الحرب إلى حرب مواقع، ويتصاعد معها التحول إلى مستوى العمل الجماهيري العام وعلى مستوى الدولة بأسرها، الذي يمهد لنصر ساحق.
ـ يبدأ هجوم العصابات بالمفاجأة وإلقاء الروع في نفس العدو، وبشكل لا يسمح له بأن يلتقط أنفاسه، أو تكون لديه القدرة على المقاومة، ثم يتبع ذلك فترة هدوء خادع، يظن معها مع ما تبقى من جيش العدو أن رجال العصابات قد رحلوا، فيخلدوا إلى الراحة، ويمارسوا روتينهم اليومي في معسكراتهم، وعلى حين غرة يجدوا أنفسهم أمام هجوم جديد مباغت من العصابات، بينما تركز القوة الرئيسية للعصابات على قطع الطريق على الإمدادات والتعزيزات.
6 ـ عدم السماح لجنود العدو بالخلود إلى الراحة، بحيث يشعر أنه محاصر في كل لحظة من جميع الجهات
7 ـ في المناطق الوعرة جغرافيا، والسهلة عسكريًا، يجب أن يتواصل الهجوم على العدو ليل نهار، أما في الأماكن المنبسطة، فيجب أن يكون الهجوم تحت جنح الظلام.
8 ـ الاستعانة بجماعات متعاطفة مع رجال العصابات، أو ثبتت قدرتها على المشاركة في مهام أقل خطورة من عمليات القتال، للقيام بتخريب منظم يرمي أساسًا إلى شل حركة جيش العدو، ويثير حالة من السخط العام بين المواطنين ضد النظام الحاكم.
9 ـ الحذر من أي توسيع غير مدروس لجبهة القتال، والاحتفاظ بتحصينات معينة للعمليات، والعمل دومًا على تقويتها طوال مدة الحرب، والاهتمام بجميع التدابير الدفاعية كالخنادق والمتاريس وزرع الألغام، وقطع طرق المواصلات.
10 ـ العمل بدأب ووعي كامل على تجنيد ثوار ومقاتلين جدد.
11 ـ حين يتضخم عدد المقاتلين المنضمين إلى رجال العصابات فيجب تقسيمهم إلى فرق، بما يشبه ما تقوم به خلايا النحل أحيانا، حين ترسل بملكة جديدة إلى منطقة جديدة ومعها قسم من الخلية، على أن تبقى الخلية الرئيسية تحت أجدر قائد عصابات، وفي أقل الأماكن خطورة. وتتكرر هذه العملية مع كل خلية جديدة يتضخم عددها.
12ـ تكوين عصابات صغيرة منفصلة تهاجم الخطوط الخلفية للعدو، وتعمل بنفس الأساليب التي قامت بها الجماعات الأصلية.
13 ـ سرعة الحركة وخفتها، بما يجعل العصابات قادرة على تغيير مواقعها، والانسحاب من مسرح القتال، إذا كان هذا ضروريًا، الأمر الذي يجعلها قادرة على تغيير طبيعة القتال، وتجنب أي نوع من أنواع التطويق، الذي يعد الوسيلة الوحيدة لدى القوات النظامية لإرغام العصابات على الدخول في قتال شرس في وقت لا تكون فيه مستعدة لذلك.
14 ـ في حال قتل أحد أفراد العصابة يجب استرداد ما يحمله من أسلحة وعتاد.
ـ يجب ألا يعتاد العدو وقتًا معينًا تقوم فيه العصابات بتنفيذ هجومها، ولا أماكن محددة تستهدفها، بل من الضروري تنويع ساعات الهجوم والأماكن التي يتم فيها، حتى لا يتمكن العدو من تنظيم دفاعه، أو صنع كمائن لرجال العصابات، كما أن التغيير في زمان الهجمات وأماكنها يصيب العدو بارتباك، ويؤثر كثيرًا على معنوياته.
15 ـ يجب عدم اصطحاب أي أسرى، إن لم تكن هناك تحصينات قوية، ولذا يترك كل من تخلف من جنود العدو في أرض المعركة، كما يجب العناية بالجرحى.
16 ـ تنقسم المناطق بالنسبة لمقاتل العصابات إلى ثلاثة أقسام، مناطق مرنة، ومناطق خاصة لا يقدر العدو على الوصول إليها، ومناطق يسهل فيها تضليل العدو. ولا بد أن تتخير العصابات الأراضي المناسبة التي تقاتل عليها، فإن كانت المنطقة صعبة المسالك، لا يقدر الجيش النظامي على التوغل فيها يجب على العصابات أن تتقدم إلى أماكن يمكن للجيش بلوغها، حتى تستدرجه إلى الاشتباك. أما في الأراضي غير المناسبة، وهي الأراضي المفتوحة المنبسطة، فيجب أن تنفذ العصابات عملياتها خلال الليل وفي سرعة خاطفة، وتتحرك بعدها إلى مخابئ آمنة.
17 ـ الانتباه إلى عدم الوقوع في فخ الإرهاب الذي يستهدف بسطاء الناس والأبرياء؛ لأن هذا من شأنه أن يفقد رجال العصابات تعاطف الجماهير، واللجوء إليه فقط حال وجود ضرورة للتخلص من أحد قادة أو رموز العدو ممن يتصفون بالبطش والقسوة والفساد. وفي الوقت نفسه يمكن تخويف كبار الملاك والوجهاء الذين يساندون النظام.
18 ـ استخدام سلاح "التخريب"؛ لأنه شديد التأثير، لكن لا يجب استخدامه لوقف حركة الإنتاج، وترك بعض أفراد الشعب بلا عمل. وهناك نوعان من التخريب، الأول ضد خطوط القتال والثاني موجه ضد أهداف معينة، مثل: المواصلات من جسور وسكك حديدية والاتصالات وبعض الصناعات الحيوية التي تقع تحت سيطرة الحاكم مباشرة، وموارد المياه، وأعمدة الكهرباء، وكل "كماليات" تلزم الحياة العصرية.
19 ـ تفادي سلاح الجو بالاختباء في الأماكن الوعرة والأحراش، والسير ليلاً في الأماكن المكشوفة.
20 ـ يجب احترام وتقدير عادات وتقاليد سكان المنطقة التي ينشب فيها القتال، وتقتصر المعاملة الصارمة معهم على وقت المعركة، لكن بعد انتهائها يجب ألا تستمر هذه المعاملة الجافة سوى مع العناصر الوضيعة التي تلجأ إلى الفساد والوشاية والقتل. أما بالنسبة لجنود العدو النظاميين الذين يذهبون إلى المعركة تنفيذًا للأوامر، ويعتقدون أنهم يقومون بواجبهم، فلا بد من التعامل معهم بشفقة ورحمة قدر الإمكان.
21 ـ من الضروري تكوين "جماعات مساعدة" حين يتمكن رجال العصابات من محاصرة المدن والدخول إلى بعض أطرافها. وتخضع هذه الجماعات لقادة العصابات المقيمين في أماكن قريبة، ويجب عليها ألا تقوم بعمليات مستقلة، وأن تلتزم دوما بتكييف نشاطها مع الخطة الشاملة للعصابات، وتكون مهمتها الأولى هي التخريب. ونظرًا؛ لأن هذه الجماعات لا تستطيع الابتعاد عن أماكن عملياتها بسهولة فإنها مطالبة بأمرين مهمين، قياس المسافة بين موقع العمليات ونقطة الانسحاب، والاختفاء عن الأنظار طيلة النهار. وتستعمل هذه الجماعات أسلحة خفيفة من غير النوع الذي تستخدمه العصابات؛ لأنها لا تحتاج للسلاح إلا للدفاع عن النفس. وحين تتقدم الثورة أو تصل العصابات إلى المعارك الفاصلة ضد النظام فإن تلك الجماعات يمكنها المشاركة في حصار المدن وفي القتال شأنها شأن مقاتلي العصابات.
22 ـ يمكن للنساء أن يقمن بدور غاية في الأهمية بالنسبة لحرب العصابات، فوجود المرأة جنبًا إلى جنب الرجل يجعله أكثر قدرة على تحمل المصاعب، وبوسعها أيضًا أن تشارك في القتال حتى في ظل أقسى الظروف، أو تقوم بأعمال الطهي وتجهيز الطعام للمقاتلين، أو تطبيب الجرحى والعناية بهم، أو حياكة الملابس التي يرتدونها. ويمكن للنساء أن يقمن بدور الاتصال بين المحاربين والموالين لهم، الذين يعملون في مناطق أخرى داخل أراضي العدو، فتحمل النساء الموثوق فيهن الرسائل والنقود والذخيرة، وأي شيء خف وزنه وغلت قيمته.
23 ـ من الضروري توافر فرق ماهرة للتموين، تؤدي عن المقاتلين هذه المهمة، كي يتفرغوا هم لحمل السلاح. وفي بداية تكون العصابات المقاتلة، يمكنها أن تعتمد على سكان المنطقة في تزويدها باحتياجاتها التموينية، لكن مع نمو حجمها وتقدمها في المعارك عليها أن تشكل جماعات خاصة بالإمداد. ومن المهم إنشاء نقاط ومخابئ على طول جبهات المواجهة لإخفاء المواد التموينية، خاصة خلال النهار.
24 ـ لا بد أن يكون لرجال العصابات تنظيم مدني، ينتشر بين الأهالي المؤيدين لهم، ويقوم بمهام عديدة منها جمع التبرعات للمقاتلين، وتوفير المؤن. وحين يتمكن رجال العصابات من السيطرة على منطقة بكاملها يكون هذا التنظيم مجالس عدلية، تحكم بين الناس، وتدير مختلف شؤونهم الحياتية. كما ينشئ هذا التنظيم جهاز إعلامي ينطق باسم المقاتلين، وينشر أفكارهم، ويحمس الناس على الانضمام إليهم، ويفند ذرائع عدوهم.
25 ـ يمكن للعصابات حين تتمكن من الاستيلاء على منطقة واسعة، وتدين لها بالولاء، أن تقيم صناعات حربية، حتى ولو لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الملابس العسكرية، خاصة الأحذية، التي يحتاجها المقاتلون بشدة وهم يسيرون في المناطق الجبلية والأحراش والمستنقعات. ويمكن للصناعات أن تتطور إلى إنتاج الأسلحة، مثل الألغام والعبوات الناسفة وغيرها، وكذلك الأغذية المحفوظة التي يحملها المقاتلون معهم، أو تقتصر، لا سيما في المراحل الأولى، على ورش لإصلاح السلاح المعطوب والتالف.
26 ـ من الأهمية بمكان أن يُكوِّن الثوار جهازا استخباريا، يجمع معلومات دقيقة عن العدو، ويتنبأ بما ينوي القيام به، ويمكن لأفراد هذا الجهاز أن يندسوا بين جنود الأعداء ويطلقوا الشائعات التي تثبط هممهم، وتنال من عزيمتهم، وتضللهم. ولا بد للفرد الذي يتم تجنيده في صفوف هذا الجهاز أن يكون من الموثوق بهم. وينمو عدد أفراد الجهاز تبعًا لنمو عدد رجال حرب العصابات.
إعلان