لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تبرعوا ولو بمليار جنيه

الكاتب الصحفي بشير حسن

تبرعوا ولو بمليار جنيه

بشير حسن
08:35 م الخميس 21 مايو 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي نتناول فيها أموال التبرعات، فمع بداية مسلسلات رمضان كل عام.. يبدأ الحديث عن تبرعات المصريين وينتهي بانتهائها، وبين الثناء على نزاهة بعض المؤسسات الخيرية والتشكيك في البعض الآخر.. يأتي التناول الذي لا يخلو في بعض الأحيان من دراما لا تحملها المسلسلات نفسها، وربما كان هذا دافعاً لعرض مسلسل (لعبة النسيان) الذي تدور فكرته الأساسية حول مؤسسة خيرية تعبث بأموال التبرعات، وتجرب أدوية غير مسموح تناولها على الأطفال المصابين بالسرطان، ما أدى لوفاة أربعة منهم.

ربما كان (لعبة النسيان) بعيدًا في بعض تفاصيله عن الواقع، أو قريبًا منه، أو هو الواقع نفسه، هذا كله لا يعنينا، يعنينا فقط هذا الكم من المؤسسات والجمعيات والذي يزيد على ٤٠ ألفاً، يجمع عدد قليل منها لا يزيد على أصابع اليدين أكثر من ٨٠% من أموال التبرعات، وإذا كانت نهاية مسلسل النقد الموجه لبعض المؤسسات الخيرية تنتهي بانتهاء المسلسلات الدرامية كل عام.. فيجب أن تكون النهاية هذا العام مختلفة.

واختلاف النهاية الذي نطالب به لن يكون كشف حساب تقدمه كل مؤسسة يتضمن حجم ما جمعته من تبرعات، أو حجم الملايين التي أنفقتها على الحملات الإعلانية، أو حتى حجم ما تقاضاه (العاملون عليها) أو غيرهم، مثلما يفعل صندوق (تحيا مصر)، فهذه النهايات أصبحت من رابع المستحيلات؛ لذلك رضخنا وسلمنا ولن نطلب شفافية من هذه الجمعيات، بعد أن صرنا على يقين من أن حصانة بعضها أقوى من حجم وتأثير الانتقادات التي توجه للقائمين عليها.

النهاية التي نطلبها ونرجوها هي توجيه أموال التبرعات هذا العام لوزارة الصحة حتى تتمكن من علاج هذا الكم المتزايد من مصابي "كورونا"، مليار جنيه فقط تحل أزمة آلاف المصابين، فما بالكم بمليارين، الوزارة في حاجة إلى مستشفيات، وكثير من المستشفيات في حاجة إلى مستلزمات طبية، إضافة إلى متطلبات الأطباء وطواقم التمريض والإداريين، ملياري جنيه تبني عدة مستشفيات لمصابين، وتستوعب آخرين من الذين نعاني من عدم وعيهم ، وهؤلاء هم الذين يتبرعون لمؤسسات تعزف دائمًا على وتر الوعي.

مصر تمر بظروف استثنائية، ولا بد أن يكون سلوك المؤسسات الخيرية استثنائيًا، لا نطلب منكم الدفع بأثر رجعي، ولا نطالب بالتفتيش في ملفات قديمة، ادفعوا أموال الناس للمصابين من الناس، حتى لو هذا العام فقط، وعودوا إلى ما كنتم عليه إن شئتم، اعتبروها تبرعًا منكم، إن لم يكن للدولة التي تتغنون بحبها، فللمواطن الذي تعملون من أجله كما ترددون.

إعلان