لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تشبُّثات الكائن الحى .."نصوص نثرية قصيرة"

د.هشام عطية عبدالمقصود

تشبُّثات الكائن الحى .."نصوص نثرية قصيرة"

د. هشام عطية عبد المقصود
09:00 م الجمعة 14 فبراير 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع


1/
وجوه تحملنا
ونحملها..
وما بين ألفة واعتياد ثم بعض من ملل
يحلو لنا أن نغير رتوشها
وهكذا يفرح الغرباء باللقاء الجديد ..
إذ يمنحهم تلك الإتاحات التي تضن بها المواقيت
تلك التي ربما تنقطع تماما عما مضى
أو – ودون أن يدروا- تتصل بها عميقا في الجذور
وحيث يبدأ كل منهم تأريخ حكاياته القادمات
2/
لقاء الناس وهج للحياة
الحياة التي هي عيش وانشغال ثم حكي جديد
يصنع كل ذلك ما نعرفه بكلمة "التاريخ"
أو يوضع عمدًا في ركن الذاكرة
والمُسمى خيال الراوي ..
3/
العقل هبة الله للأحياء
ما أحلى المتجملين به
وما أروع نبضه العفي
حين لا يفاجئه تثاؤب
ولا تسكته مسكنات التفكير
4/
الأيام.. محض خطوات
تترى على حائط الزمان الطويل
لا تصعد ولا تجرى وحدها
وفقط ندركها عندما يراها الآخرون
هكذا نحن حقا أبناء بعض
وجميعنا أيضا تواريخ أنفسنا
5/
وهكذا ..
تراود مجهدًا ما يحفز شرارات نفورك
ثم تأخذ هدأة
وترتدى نظارة القراءة
لتعيد ضبط السكون فوق حروف الكلام
فتكون أبا صالحا
6/
المتعبون الصامتون ..
ينسجون على مهل دثائر الشتاء العفي
يستلذون بطعم الهيل ثقيلا
وصوت شادية "في عيون الناس الفرحانة بلمح صورتك"
ويكتبون تذكاراتهم على أرصفة الشوارع القديمة
7/
شتاء بلا مطر
كلغة تخلو من مفردات الوصف
كأرض لا تنبت – مهما تباينت الفصول - سوى التكرار
شتاء بلا مطر
هو تماما
كإنسان لا يعرف من الحياة
سوى بعض الطقوس الرديئة
8/
مساء جديد
خيالات جديدة
رحابة في المسافة بين حدين
رحلة في مسالك أسطورية حفرتها الأمهات
تبدأ بـ"كان ياما كان.."
ودودة مهدهدة ..
مساء جديد
ولادة طازجة
فقط دون كثير من صراخ
9/
حين تداعبك الحياة
تعيد داخلك ما تشتهي
لكنها سرعان ما تدرك خطيئتها
فتئدها في لحظة البدء
10/
الثلج
هو لون البهجة
مثلها تماما
يفوح منه طوالع الزهر
وبعض من رائحة الانتشاء
11/
التردد
قالتها "شجرة الدر"
في ذلك الفيلم الكلاسيكي القديم
حين وقفت تحية كاريوكا تقولها بحسم
عزيزي أيبك: التردد !
فبان كأنه الخطيئة ذاتها
12/
قرأت البارحة
كتابا لطيفا اسمه
"الخذلان"
فكرت أنه ربما لو أتيح لكل أن يكتب شيئا
لصار ذلك سفر البشرية الكبير ..
وقد فكرت في إرسال ما جاء في رأسي للتو
ليكمل به المؤلف
حكاياته الساذجات !
13/
البهجة.. كلمة أسطورية مراوغة ..
لا يتوافر شيء عن تاريخ صكها وتشكل أفرع حروفها
وأولئك الذين في أزمنة اللغات واللهجات القديمة
منحوا لها المعنى وفتحوا لها مغاليق الدلالة فاستقرت
ثم ما سر انشراح ثمراتها الزاهيات؟
14/
الأصدقاء
خزانة طيبات الحياة
من لامسوا دوما ضحكتك ووسعوا لها المدى
خزانة صغيرة وحاضرة دوما
في ركنها القصي
ربما يصيبها بعض الصدأ
أو تنسى شيئا مما تضمه
لكنك إذ تفتح بابها فجأة يهل العبق
15/
التدافعات ..
ذلك التعلق الذي هو فطرة الأحياء
المحيط الذي يبدو لا نهائيا في امتداداته
ويظل دوما كلما ذقته
بلا طعم ولا لون ولا رائحة..
16/
النجوم زهور المتأملين ومدارات رؤى المحبين
معتمة كما هو وصف علماء الفيزياء
وتظل للبشر –النسبيين- تضيئ دوما في الليل
17/
الأغنيات التي تحبها
كم صار الآن عمرها؟
هي قوت المتشبثين بالحنين
ولافتة تعلن أن الحياة تمضي
وأن هناك دوما بهاء ما خفي للموجودات

إعلان