لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

فيروس كورونا الجديد.. وبيزنس الأدوية والسياسة (1)

د. عبدالهادي مصباح

فيروس كورونا الجديد.. وبيزنس الأدوية والسياسة (1)

د. عبدالهادي مصباح
09:01 م الخميس 30 يناير 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لماذا يظهر كل فترة من الزمن نوع جديد من الفيروسات والكائنات الدقيقة والأوبئة؟ وأين كانت موجودة؟ وهل كان لها وجود قبل ذلك، وحدث لها طفرة، أم أنها فيروسات جديدة؟ فهناك 15 فيروساً بعضها جديد ولم يكن يصيب البشر، والبعض الآخر كان قد اختفى ثم عاد بشكل وتركيب جيني وأعراض جديدة مثل فيروسات: "الإيدز، الإيبولا، هانتا، ماربورج، حمى اللاسا، إنفلونزا الطيور، سارس، إنفلونزا الخنازير، كورونا 2012، زيكا، وفيروس كورونا الجديد2019-nCoV "، الذي أصاب حتى الأن 7915 شخصًا في 22 دولة، وتسبب في وفاة 170 حالة على مستوى العالم حتى صباح اليوم الثلاثين من يناير 2020، وغيرها من الفيروسات الجديدة.

والحقيقة أنني ترددت، فهل أكتب عن الحقائق العلمية ووسائل انتقال العدوى والأعراض والوقاية والعلاج، وأعتقد أنني تكلمت عنها كثيرا خلال الأسابيع الماضية، وموجودة ومتاحة على مواقعCDC ,WHO ووزارة الصحة المصرية، وجميع وسائل الإعلام، أم أتكلم عما وراء هذا الوباء من نظرية المؤامرة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والإعلامي، وأخيراً قررت أن أكتب عن الأخير، وربما نعود إلى الموضوع الأول فيما بعد.

ولنتذكر سوياً الأوبئة التي بثت الرعب في قلوب الناس منذ عام 1997، وكان قبلها الإيدز والإيبولا هي التي تشغل الساحة وتسبب الرعب، فقد أعلن عن انتقال إنفلونزا الطيور إلى البشر، وبدأت أيضاً في الصين، وفي عام 2002 ظهر الفيروس المسبب لوباء سارس SARS في الصين، وفي عام 2009 أعلن عن ظهور إنفلونزا الخنازير في أمريكا، وتم الإعلان عنه كوباء عالمي بأعلى درجات الخطورة والتحذير (6) في عام 2011، وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية آنذاك أنه من المتوقع أن يصيب المرض أكثر من 2 مليار شخص على مستوى العالم، بعدد وفيات غير مسبوق، وهرعت الدول لشراء الدواء " تاميفلو" واللقاح الواقي بمليارات الدولارات نتيجة الرعب الذي سببته ماكينة الإعلام الغربية، ومن وراءها كل وسائل الإعلام العالمية، فهل حدث شيء من هذا؟ بالطبع لا، فمع انتهاء أول موسم للحج بعد هذا الإعلان عن الوباء، وبحضور ما يزيد على 2.6 مليون شخص من شتى أنحاء العالم هذا العام، أعلنت المملكة العربية السعودية أن إجمالي عدد الوفيات بإنفلونزا الخنازير من بين كل هذا العدد لم يزد على خمسة أشخاص من بين 73 إصابة مؤكدة. وفي اليوم التالي أعلنت اليمن عن وفاة 30 شخصًا، وإصابة أكثر من 50 آخرين في حوادث مرورية وقعت في أول أيام العيد. والمؤكد أنه في اليوم نفسه، وقعت العديد من الحوادث في معظم أنحاء العالم، فقتل الآلاف وأصيب الملايين. وربما بسبب الجوع والفقر توفي في ذلك اليوم أيضا آلاف البشر في شتى أنحاء المعمورة دون أن يدري بهم أحد.

لماذا هذه المقارنة؟ لقد كان موسم الحج في هذا العام أهم اختبار، لما حذرت منه منظمة الصحة العالمية بشأن سرعة تفشي فيروس إنفلونزا الخنازير بين البشر آنذاك، بل إنها- وفي سابقة لم يعرف سبب لها حتى الآن في تاريخها- رفعت درجة الخطر من هذا الفيروس إلى الدرجة السادسة في أقل من شهرين فقط وسط توقعات بوفاة ملياري نسمة خلال عامين بسبب هذا الفيروس، وذلك رغم الاحتياطات والإجراءات الوقائية والاحترازية التي اتخذتها كافة دول العالم.

لقد كان الخبراء يتوقعون موسم حج كارثيا بسبب إنفلونزا الخنازير، فما يختلف في الحج عن أي شيء آخر هو أن الجسد يكاد يلتصق بالجسد، والنفس الخارج من حاجٍ واحدٍ يكون مجالاً للاستنشاق من عدة حجاج يكادون يخنقونه بأجسادهم المتراصة، وحدثت وفيات وإصابات، لكنها وفق المقارنة لم تزد نسبتها رغم ضخامة هذا العدد الهائل من الحجيج على نصف ما سببته وفيات المرور في يوم واحد في كافة أنحاء دولة مجاورة.

هل كان فيروس إنفلونزا الخنازير مؤامرة من صنع شركات الأدوية بتواطؤ من بعض الحكومات والشخصيات النافذة ومنظمة الصحة العالمية كما رجحت إحدى النظريات؟

وإن كانت مؤامرة؟ فمن هم المتآمرون؟ ومن الضحايا المستهدفون؟ وما المبررات؟ وأين الخطأ الذي وقعوا فيه ليكشفهم قبل أن يكشف موسم الحج والأيام زيف الكثير من الادعاءات التي لم تجعلنا ننام الليل آنذاك؟ وهل هي بالفعل عدوى انتقلت بشكل طبيعي أم أنه فيروس تم تصنيعه معملياً ونشره عمداً؟

يقول أنصار نظرية المؤامرة – وأنا منهم - إن عالم الجنوب، على عكس عالم دول الشمال، تعرض لعدد من المؤامرات في العقود الثلاثة الأخيرة بدءًا بمؤامرة الإيدز مرورًا بالإيبولا، والجمرة الخبيثة، وسارس، وجنون البقر، وإنفلونزا الطيور والخنازير، وزيكا، وكورونا "ووهان"، ويرى هؤلاء أن هذه الأمراض هي جزء من الحرب البيولوجية التي اتهم الجيش الأمريكي تحديدًا بالمسؤولية عن عدد منها، وهناك أيضاً معامل "بيوبريبرات" الروسية، ويشيرون بهذا الشأن إلى القرار الذي اتخذته مجموعة دول السبع زائد واحد، أي العالم القوي المادي الذي يحكم العالم الضعيف الروحي، حيث تم إخراج الشكل النهائي المقترح من أجل التخلص من عزم التسارع في التطور والتكاثر البشريين، وفي الوقت ذاته لجم التسارع العلمي النشط المسؤول عن ظهور الطاقات العلمية الهائلة، والتي أدت إلى امتلاك نهايات العلوم الغربية، وبدأت تتحول إلى نتاجات مبهرة في دول العالم الثالث (الروحي)، أي ازدياد مستوى ذكاء وفكرة الفرد في هذه الدول التي من المفترض أن تبقى ضعيفة ولاهثة وراء منتجات الغرب، أي بمعنى أدق أن تبقى مستهلكة ومنتجة لموادها الخام، ومستسلمة فقط لعالم الشمال، فاقتضت مراقبة التكاثر والتطور والبحث عن إعادة السيطرة على كامل الدول.

وكان من أبرز من تبنى هذا الموقف وزيرة الصحة الفنلندية الأسبق "روني كيلدة" التي اتهمت الولايات المتحدة مباشرة بالمسؤولية عن اختراع فيروس إنفلونزا الخنازير بهدف تقليص عدد سكان العالم بنسبة الثلثين، وجني مليارات الدولارات كأرباح من بيع الأدوية، وقد دفعت الوزيرة ثمن هذا الموقف بإقالتها من الحكومة بعد التصريحات التي أدلت بها حول هذا الموضوع.

ولفتت الوزيرة إلى أن الحكومة الفنلندية رفضت تصنيف منظمة الصحة العالمية، باعتبار أن إنفلونزا الخنازير وباء عالميًا، وأبقته ضمن تصنيف الأمراض العادية، حتى لا يجبر أحد على أخذ اللقاح، والفضيحة التي تتعلق بلقاح إنفلونزا الخنازير وآثاره الجانبية كشفتها الصحيفة النمساوية "يان بيرجر مايستر" العلمية في سبتمبر 2012 الماضي، وتتعلق بانتشار فيروس إنفلونزا الخنازير في وقت قياسي، فقالت إن ما بات يعرف بفيروس إنفلونزا الخنازير، الذي اجتاح بلدان العالم في ظرف قياسي، ما هو إلا مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال وشركات لصناعة الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية، واتهمت الصحيفة النمساوية منظمة الصحة العالمية، وهيئة الأمم المتحدة، والرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما، ومجموعة من اللوبي اليهودي المسيطر على أكبر البنوك العالمية، وهم ديفيد روتشيلد، وديفيد روكفيلر، وجورج سوروس، بالتحضير لارتكاب إبادة جماعية، وذلك في شكوى أودعتها لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف. بي. آي).

وتزامنت شكوى الصحيفة مع شكاوى أخرى رفعت في أبريل 2013 ضد شركات الأدوية باكستر وإيفر جرين هيلز وتكنولوجي، والتي رأت الصحيفة أنها مسؤولة عن إنتاج لقاح ضد مرض إنفلونزا الطيور، من شأنه أن يتسبب في حدوث وباء عالمي من أجل البحث عن الثراء في نفس الوقت.

ثم طرحت عدة نظريات تجرم جهات متعددة في إمكانية نشر الفيروس الفتاك وتعددت التحليلات والأسباب من عالم إلى آخر، وإن تقاطعت بشكل كبير.

* النظرية الأولى تحدثت عن تورط الحكومات المدفوعة بالتغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية والكثافة السكانية في إطار تصحيح الفوضى السكانية العالمية، والحد من الأعداد المهولة التي تؤمّ الكرة الأرضية.

* النظرية الثانية تحدثت عن سوابق الجيش الأمريكي في تصنيع وإطلاق هكذا نوع من الفيروسات، ثم سردت مآثر حكومات العالم واصفة إياه بأنها لطالما تورطت بجرائم ضد الإنسانية كهيروشيما ونجازاكي، واستعمال اليورانيوم المنضب في الحرب الأمريكية على أفغانستان والعراق ولبنان.

والخلاصة وفق هذه النظرية: إن الحكومات القادرة على القيام بكل هذه الأمور لن تقف عاجزة أمام تصنيع فيروس قاتل؛ لتحقيق غاياتها.

* النظرية الثالثة دارت حول تورط شركات تصنيع الأدوية، ومنها شركة باكستر التي فضحتها المختبرات التشيكية، ونوفارتس (التي سنستعرض أدلة الدكتور ليونارد هورويتش طبيب الأسنان السابق والمعروف بتأييده لنظرية المؤامرة لاحقا)، وتقول هذه النظرية إنه في ظل انهيار الاقتصاد العالمي وتدني الأرباح، إضافة إلى الخسائر المهولة التي لحقت بهذه الشركات، كان لزاماً أن يظهر وباء يكون تذكرة خروجهم من الأزمة خصوصاً أن عقار التاميفلو در الملايين على شركتي باكستر وروشيه خلال حقبة إنفلونزا الطيور، عاد يدر أرباحا خيالية عليها بعد الإعلان عن إنفلونزا الخنازير.

ويرى المحللون أن هناك عدة دوافع وراء هذه المؤامرة وهي: الرغبة في صرف أنظار الرأي العام عن ضغوط أزمات ومواقف سياسية، أو لصرف النظر عن الأزمة الاقتصادية العالمية، بحيث يكون الإحساس بالخطر الصحي أقوى من الإحساس بالخطر الاقتصادي، وهو ما يؤدي إلى إتاحة الفرصة أمام صناع القرار لكي يتخذوا مواقف معينه قد لا يقدرون عليها في توقيتات أخرى، وللحديث بقية إن شاء الله.

إعلان