- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
لم يجد الولد في هذا الصيف القائظ سوى الغمام كي يظله. كان يمضي حافيًا في منتصف الزمن بين الظهر والعصر وحيدًا إلى حقلهم البعيد. تراب الجسر يلتهب قد قدميه، والشمس تلسع رأسه المحلوق، ولا ظل سوى ذلك الشفيف المتخفي وراء حبات العرق التي تتفصد من كل خلية في جسده.
رفع عينيه إلى جوف السماء فرأى سحابة رمادية تدفعها الريح نحوه. كانت تجري في الاتجاه الذي يذهب إليه، تماما فوق الجسر، فانتظرها حتى أتت، يرفع قدما ويحطها ليرفع الأخرى، حتى يتحمل النار التي تسري من أسفله إلى أعلاه، بينما وضع كفيه لتحميه من نار أخرى تسري من أعلاه إلى أسفله.
حين وصلته الغمامة حرص على أن يمضي تحتها، تحدد هي مقدار خطواته. فتحتها انتعش الظل، لكنه كان عابرا فلم ينفع في تبريد التراب تحته، وإن كان قد أزاح عن رأسه سيوف الشعاع الساخن التي لا ترحم. انحرفت إلى اليسار قليلا فمال معها، ثم عدلتها دفقة هواء يهرول في الأقاصي فاعتدل.
صارعت الشمس السحابة فشطرتها نصفين، وكان عليه أن يختار إلى أي نصف يميل. اختار النصف الأيمن الذي كان أكثر كثافة واتساعًا، لكنه لم يلبث أن ذاب بعضه، وتحول إلى ندف صغيرة، فجرى نحو الأيسر الذي كانت سحابته لا تزال متماسكة.
بدا لرجل يجلس تحت شجرة صفصاف في الطرف الآخر من حقله أنه مجرد طفل يرقص أو يعبث، متلكئا في الذهاب إلى مهمة تنتظره، لم تكن سوى نقل جاموستهم الضامر جسدها إلى ظل شجرة السنط، بعد أن ربطها أبوه قبيل الظهر على أول البرسيم لتتناول غداءها، مطمئنا قبل عودته إلى البيت إلى أن السحاب الذي تكاثف وقتها في قلب السماء لن يكف عن الجريان.
ذاب السحاب وذهب، ولم يبق للجاموسة سوى السخونة التي ألهبت ظهرها، فوقفت تلهث في مكانها، بعد أن جف ريقها. وحين أكلها الضجر، دارت حول الوتد محاولة اقتلاعه، لتهرب نحو الظل. كان متينًا، فطال دورانها، بينما جسدها يرتج بقوة، مطوحة رأسها لتقطع الرسن بلا جدوى، وضاربة قدميها في المكان القاحل الذي أتت على كل ما فيه من برسيم، فثار غبار إلى منخريها، حاولت أن تزيحه بقرنيها وأذنيها، لتنبعث في وصلة رقص ساخن.
مد يده إلى أعلى فاردًا أصابعه، ثم أخذ يجذب الهواء إلى فوق رأسه، وكأنه يريد أن يجمع أشتات السحابة التي كان نصفها الأيسر قد أخذ يتمزق تحت ضربات الشمس، فاهتز جسده بعنف، واكتمل الرقص.
غلبته الشمس، ولم تطاوعه السحابة، لكنه اكتشف، وهو يهز يديه وينقل قدميه فوق التراب الساخن، أن الرقص هو اللعبة الوحيدة الجادة التي عليه ألا يوقفها كي يصل إلى مراده متعافيًا، غير عابئ بالوقت، ولا بنظرات الرجل الذي وقف هناك يراقبه ويراقب الجاموسة في عجب، ثم وجد نفسه يرقص بقوة، لكن تحت الظل.
إعلان