إعلان

ألم يأتك الوحي بعد؟!

ياسمين محفوظ

ألم يأتك الوحي بعد؟!

ياسمين محفوظ
09:09 م الثلاثاء 31 ديسمبر 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

رجل من طراز خاص.. شكلا ومضمونا..

فهو يتمتع بقدر عالٍ من الوسامة، بهيّ الطلة، أنيق الملبس، فضلا عن تمتعه بالهيبة التي تصيبك بالرهبة عند لقائه.. يبدو كأنه أمير من العائلة المالكة.. أما عن مضمونه.. فهو يتميز بالـ"نُبل" الشديد فيبدو كأنه أمير من زمن الفرسان.. أمير لم يحظ شمس الدين الذهبي بلقائه ليروي سيرته في كتابه "سير النبلاء" ..

بات مستحيلا في هذا الأوان.. أن تلتقي بأحد يجعلك تحن لذكرياتك القديمة التي ترعرعت عليها وشكلت وجدانك.. بما فيها ذكرياتك مع الشخصيات التي أثرت فيك منذ طفولتك سواء في أعمال كرتونية أو درامية..

المُعلم رشدان "سبلنتر"

من منّا لا يتذكر هذه الشخصية الكرتونية .. الذي صنع من "سلاحف النينجا" أبطالاً..فعزم على تدريبهم على جميع الفنون القتالية.. وبفطنته وخبرته.. استطاع أن يكتشف مهارة كل منهم ومن ثم توظيفها في مكانها الصحيح.. فاستطاع أن يجعل منهم أبطالا يتحاكى العالم عنهم وعن انتصاراتهم في معاركهم ضد الأشرار حتى ينعم العالم بالعيش في سلام.. وأصبح "رشدان" الأيقونة المباركة لهم ومرجعا ومُلهما ومنهجا..

"رشدان" يرغمك عند مشاهدته أنه ليس بـ"فأر" كم تراه نظرا لحكمته وإنسانيته.. لن يتقبل عقلك غير أنه أعظم "إنسان" تتمنى أن تهبك الحياة شخصًا مثله.. يقودك في الحياة .. يعلمك ان القيادة شرفها المسؤولية" والقيادة لا يتحملها ولا يعرفها إلا من "خُلق" لها .. فالقيادة لا تُمنح هباء.. القيادة تُمنح لمن يستحقها .. "رشدان" يعلمك أن القوة ليست بالضرورة أن تولد بها.. فهو يستطيع بعقله الرشيد أن يولد بداخلك القوة..

"رشدان" يرى أن أي إنسان يحمل بداخله الشر والخير .. لكن "رشدان" يجعلك دون أن تشعر أن يولد بداخلك أعظم مشاعر الإنسانية .. لتدمجها مع قوتك ..

والقوة التي يتميز بها رشدان.. ليست قوة بدنية فحسب .. بل قوته تتمثل في "العدل والإنصاف.. الحق.. والشرف.." فـ"مُعلمي رشدان" ليس من دعاة العنف وإن كان من أجل نشر الخير.. وحين يقتضى الأمر يتحول إلى "سوبر مان" لحماية "ناسه" ودفع الأذى عنهم بكل قوة..

قوته تكمن في ذكائه الذي يصل إلى مرحلة الدهاء.. ويُدرك جيدا متى يستخدم ذكاءه.. ومتى يستخدم دهاءه؟ .. إلا أنه ومن المؤكد لن يستخدمهما إلا في الخير أو دفاعا عن نفسه من أعداء الإنسانية.. نعم من يعرف رشدان سيعلم جيدا أن من يعاديه ليس إلا بحاقد .. والحاقدون عادة يبتليهم الله بالغباء انتقاما من سوداوية قلوبهم .. فتتنزل عليهم اللعنات من كل حدب وصوب ..

"رشدان" إنسان متحقق .. واثق من نفسه.. لا يتحدث عن نفسه.. بل يجعل أفعاله وإنجازاته هي من تتحدث عنه.. فالعالم يتحدث عنه وهو قابع داخل صومعته يباشر عمله لإتمام إنجاز جديد يضاف إلى سلسلة إنجازاته .. فهو يميل إلى الصمت والعزلة..

يتمتع بروح الإيثار.. يتحدث دائما بلسان فريق العمل.. قد يكون هو صاحب الفكرة ومُنفذها.. إلا أنه يُفضل دوما أن ينسب نجاحه إلى فريق عمله.. دائما يتباهى بهم.. ويتحدث عنهم بكل فخر.. ورغم أنه يبدو صارما جدا في العمل إلا أن صرامته تشع رحمة وإنسانية وحب..

رشدان يعلمك كيف تتحدى نفسك.. ويخلق بداخلك الإرادة والعزيمة لتحقيق ذاتك.. يُعلمك كيف تصبح مسئولا عن نفسك لتحافظ عليها .. يعلمك أن تتمسك بمبادئك .. وشعاره دائما الإنسانية فوق القوة والسلطة.. وأجمل ما يتميز به "رشدان" أن إنسانيته هي من تتحدث عنه.. كما تتحدث عنه إنجازاته ..

.. وببراعة شديدة يظهر الوجه الآخر له.. وهو وجه "العراب" الذي يرتقي بروحك ويحلق بها إلى السماء السابعة..

ليخلق بداخلك نزعة روحية شديدة الوهج.. تُشعرك بأنك خارج حدود المكان والزمان.. وفي هذه الرحلة الروحانية للسماء.. ترى الله.. نعم ترى الله فيه.. ترى رحمته.. ترى رضاه وحبه لك .. لتبدي ندمك على ما ارتكبته من ذنوب طيلة حياتك وتعود إلى ربك تائبا مستغفرا .. مندهشا من رحمة الله .. متسائلا كيف رغم هذا الكم من الذنوب التي أذنبتها لم يحرمك الله من رحمته؟ .. ليرزقك هذه الرحمة الغالية .. رحمة تحمل في طياتها رسالة من الرحمن .. وهي "إن صدقت سريرتك حتمًا ستنفتح بصيرتك وحينئذ تيقن أنك تستحق هديتي"... وتعلم أن الله يُحبك .. يُحبك، وفي انتظار عودتك اليه..

وإذا أدركت ما رزقك به من رحمة في وقت.. كنت في أشد الاحتياج لترى آية من آيات رحمته.. فأنت أهل لرحمته.. فتسجد لله شكرا على رحمته.. وتعود إليه بكل شوق متعهدًا ألا تغفل عنه مرة أخرى.. ومن يغفل عنه بعد أن رأى رضاه ورحمته وجنته على الأرض متجسدة في "العراب رشدان" ما هو إلا ضال من أعوان إبليس وأعوذ بالله من الضلال ومن إبليس وأعوانه..

العراب يرى أن القوة الحقيقية هي في إقامة العدل.. وأن تنعم بالحرية.. الحرية التي تسعى لإحياء الإنسانية.. والكرامة وعزة النفس.. الحرية التي تكفل لكل إنسان أن يعيش حرًا آمنًا .. وأن الكفاح الحقيقي هو أن تجاهد من أجل إبقاء ضميرك حيًا .. نقي القلب.. وأن تكون أشد أعداء الظلم والعبودية .. ولا تتهاون مع لصوص الأحلام .. وأن الجهاد الحقيقي هو أن تجاهد نفسك كي تبقى حقيقيًا كما أنت مهما كان الزيف هو السائد ..

.. العراب يحرر عقلك من الجمود .. يجعلك تطلق بعنانك الخيال.. لتبدع .. وتبدع.. فهو يرى أن المجتمع لن يتقدم إلا بحرية الإبداع.. لا بالشعارات الواهية..

العراب عندما تتجلى روحه في قلبك .. ستضمد جراحه.. وتمحو كل ندوبه.. ويرمم كل كسر نال منه.. سيستقيم قلبك رغما عنك ويلين.. وستحرص دائما على تنقية قلبك من أي شوائب عالقة حتى يليق بسكن روح العراب..

العراب هو مرآتك التى ستخبرك بعيوبك وخطاياك .. لتتخلص منهم ..

وحتى تنعم بالسُكنى في محراب العراب.. عليك أن تتطهر من آثامك وذنوبك.. فأرض محرابه مقدسة.. مروية بماء نقائه.. فمحرابه ملجأ للباحثين عن الإنسانية الهاربين من الواقع الوضيع المشين..

إلى من أطلقت عليه "العراب رشدان".. أنت ومضة من ومضات الحقيقة المطلقة.. وأصبحت ثابثا من ثوابتي التي لا تهتز .. وأعوذ بالله من اهتزاز الثوابت..

أنت نور أرسله الله ليضيء به قلبي.. فانعكس ضياؤك على صفحات

إعلان

إعلان

إعلان