لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكايات "حوش عيسى" عن المنايفة

حكايات "حوش عيسى" عن المنايفة

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 22 يناير 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تحمل عودة برنامج إبراهيم عيسى على قناة "أون تي في"، في هذا التوقيت، دلالات متعددة، خاصة من حيث تزامنه مع انطلاق عملية الانتخابات الرئاسية، لاسيما أن هذا الإعلامي المتميز ترك بصمته في النقاشات المتعلقة بأوضاع بلدنا خاصة في الفترات التالية لثورتي 2011 و2013، حيث مثل عيسى ظاهرة متميزة في الإعلام المصري، تحاكي ربما في تأثيرها وتميزها خبرة لاري كينج، وذلك مع إدراك الفارق.

اللافت للنظر في برنامج عيسى الجديد هو اهتمامه باستخدام التاريخ والجغرافيا في تفسير التطور السياسي لمصر بطريقة بسيطة ومبدعة، وتعد الحلقة التي تحدث فيها عن المصريين أبناء المنوفية مثالًا واضحاً على عمق ثقافته وقدرته، والفريق العامل معه من المعدين الشباب، على تفسير الكثير من الأمور التي كانت تؤخذ مسلمات في أحاديثنا العادية عن أهل المنوفية.

اهتم عيسى في هذه الحلقة ببيان الصفات المميزة لأبناء المنوفية من واقع ما كتب عمن وصل منهم إلى السلطة، ومنها أن المنوفي "حدق" لا يمكن خداعه، واستدل على ذلك بشواهد من حياة أنور السادات والرئيس مبارك. كما أوضح كيف أنه بحكم الجغرافيا والتاريخ يقدس أبناء المنوفية تطوير الذات باعتبار ذلك السبيل للترقي الاجتماعي، وربما هذا يفسر تميز فئة مهمة من أبناء هذه المحافظة، كلٌّ في مجاله، مقارنة بأقرانه، وحرصهم على التعليم والترقي في مجال تخصصه.

بدون شك، مست هذه الحلقة كل مواطن تنحدر أصوله من المنوفية، بمن فيهم كاتبة هذا المقال، فهذه الحلقة قدمت شرحاً لعبارة "المنوفي لا يلوفي ولو أكلته لحم الكتوفي"، وما تعنيه من أن الاختيارات لا ترتبط بمحاباة بقدر ماهي متعلقة بحسابات ذات طبيعة خاصة ترتبط بالموقف. وربما تكون هذه هي من المرات التي يتم فيها شرح تلك العبارة بموضوعية، ودون أن تحمل اتهامات مسبقة لأبناء المنوفية، الذين شأنهم شأن غيرهم من أبناء المحافظات الأخرى، فيهم نماذج سلبية وأخرى إيجابية.

برنامج الإعلامي إبراهيم عيسى هذه المرة يقدم طرحاً مختلفاً، ولكنه يحمل معاني ودلالات عميقة، تقدم لمن يعي رسائل عن مستقبل السياسة في هذه الدولة.

إعلان