لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

اتحادات طلاب دون الحاجة لانتخابات...إيه رأيك في النظام

اتحادات طلاب دون الحاجة لانتخابات...إيه رأيك في النظام

د. جمال عبد الجواد
09:00 م الجمعة 15 ديسمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

انصرف الطلاب عن انتخابات اتحاداتهم. الفوز بالتزكية هو القاعدة في انتخابات الطلاب هذا العام. في أغلب الكليات لم يتقدم للانتخابات سوى العدد المطلوب بالضبط، فكان الفوز بالتزكية، دون انتخابات.

كانت هناك منافسة بين أكثر من مرشح على بعض المناصب، لكن الطلاب الناخبين امتنعوا عن الحضور للتصويت، فلجأت السلطات لشغل المناصب بالتعيين وفقا لنص اللائحة. إذا، فقد حدثت المعجزة، وأصبح لدينا اتحادات طلابية دون إجراء انتخابات.

مشهد صناديق التصويت الخالية من البطاقات في نهاية يوم الانتخاب محبط ومحزن. أتمنى لو أتيحت لي الفرصة للتعرف على رأي الأشخاص الذين تولوا مهمة هندسة الاتحادات الطلابية في الأعوام الماضية.

أود أن أعرف منهم ما إذا كانت هذه النتيجة التي أرادوا الوصول لها، أم أن الأمر خرج عن السيطرة. أريد أن أعرف ما إذا كانوا يعتبرون ما حدث في انتخابات الطلاب هذا العام نجاحا لهم، أم أن أحدا سيسائلهم بسبب إجراء انتخابات لم يشارك فيها أحد.

أود أن أستمع إلى إجابات يقدمها هؤلاء عن أسئلة تدور في ذهن الكثيرين. أسئلة من نوعية ما إذا كانت جامعاتنا أفضل حالا بدون مشاركة طلابية؟ وما هي من وجهة نظرهم فائدة اتحادات لا يشارك الطلاب في انتخاباتها؟ أريد أن أعرف وجهة نظرهم فيما إذا كانت جامعات بلا مشاركة تنتج لنا خريجين أفضل. أريد أن أستمع إلى رأيهم فيما إذا كان الفراغ الفكري والتنظيمي والسياسي الناتج عن غياب المشاركة هو اختيار أفضل بالنسبة لمصر، وما إذا كانوا يظنون أن هذا الفراغ يجب ملؤه بطريقة مفيدة وغير خطرة، وعن الطريقة التي يمكن بها مُلئ هذا الفراغ بغير مخاطر؟ وما إذا كان استمرار الفراغ يتيح الفرصة لقوى الشر أن تتقدم وتملأه بالهدم من أفكارها.

سنتان تفصلاننا عن آخر انتخابات طلابية تم إجراؤها. في عام 2015 كانت انتخابات الطلاب غنية بالحيوية، وانتهت بصدام حول شرعية انتخاب اتحاد طلاب الجمهورية. تم تجميد انتخابات الطلاب منذ ذلك الحين، وعندما أتيحت الفرصة لانتخابات جديدة، كان المشهد كما رأيناه. في انتخابات 2015 كانت بقايا الجيل الذي شارك في ثورة يناير وما تلاها مازالت موجودة، أما بعد عامين من الغياب فلقد انقطعت الاستمرارية.

ما حدث في اتحادات الطلاب يذكرني بمشهد رجال الإطفاء وهم يقطعون الأشجار المحيطة بموقع الحريق لكي لا تصل النيران إلى بقية الغابة، فهل تم فعلا إنقاذ الغابة، أم أننا خلقنا الأسباب لحريق جديد قد يشتعل لأسباب خارج توقعاتنا وبطريقة تفاجئنا.

لست ثورياً، ولست من دراويش يناير. امتلأت ساحات يناير بالكثيرين من أصحاب الأفكار الهدامة بكل ألوانها، فدخلنا في طريق مسدود. أومن بأن الساحات يمكن ملؤها بالملايين من الأسوياء، أصحاب العقائد السليمة والرؤى الصائبة، لكن إخلاء الساحات من الناس، كل الناس؛ وتفريغ العقول من الأفكار، كل الأفكار؛ هو إعلان للهزيمة وليس قبولا للتحدي.

إعلان