لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المنطقة واحتمالات الحرب ضد حزب الله

المنطقة واحتمالات الحرب ضد حزب الله

محمد جمعة
08:44 م الثلاثاء 14 نوفمبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

منذ الاستقالة المفاجئة التي تقدّم بها رئيس وزراء لبنان سعد الحريري فى الرابع من الشهر الجارى، والتوقعات والتنبؤات بأنّ هذا نذير حرب مقبلة، لم تنقطع. لا سيما وأن تصعيد لغة الخطاب السعودي ضد "حزب الله" تزامن مع فتح إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لملف المليشيات الإيرانية التي تطالب واشنطن بحلها أو عودتها إلى ديارها، على اعتبار أن الحرب على "دولة داعش" قاربت على نهايتها.

أيضا، قرارات حظر السفر إلى لبنان، واستدعاء بعض دول الخليج لجالياتها من هناك، ربما أثار قلقاً إضافياً، حتى بدا الأمر وكأن الحرب باتت مسألة ساعات لا أيام!!

بالتأكيد يمكن فهم التصعيد السعودي ضد حزب الله، في سياق تصاعد حمّى العداء بين القطبين السعودى والإيرانى في المنطقة... فحزب الله بات يمثل "رأس الحربة" في حروب محور بأكمله، ودوره تخطى لبنان إلى سوريا ومنها إلى العراق.

وثمة تقديرات بأنه لامس حدود اليمن والبحرين... وهذا أمرٌ مقلق للمملكة التى تنظر منذ عدة سنوات إلى إيران بوصفها العدو والتهديد الأكبر.
مع ذلك ثمة مبالغة (أحسب أنها مقصودة- من قبل البعض على الأقل) في تقييم الحراك والمواقف السعودية الأخيرة من قبل قوى 8 آذار فى لبنان، هدفها تجييش بيئة هذا الفريق وتعبئتها، وهي مبالغة تسقط من حساباتها أن ثمة لاعبين آخرين، إقليميين ودوليين في لبنان، ليست لهم مصلحة في امتداد ألسنة اللهب إلى لبنان ...

مصر، على سبيل المثال، قالت كلمتها في هذا المجال... وهناك عواصم عربية وأوربية تشاركها نفس الموقف، وإن من منطلقات أخرى...

ناهيك عن أن استقالة الحريري (حتى بالحسابات السعودية) هي جزء من مفاوضات ما بعد الحرب في سوريا، وفي جزء منها على الأقل محاولة لقطع الطريق على استثمار حزب الله لانتصاراته في سوريا على شكل نفوذ في لبنان، يخدم الحزب وقوته داخلياً، ويخدم نظامي طهران ودمشق إقليميا، وبما يُقلق الرياض بشأن المسألة الإيرانية.

بل حتى بحسابات واشنطن، ثمة تقديرات ترى أنها ما زالت تقبع في "المنطقة الرمادية"... فهي لا تريد للبنان أن ينفجر، وفى نفس الوقت لا تريد لحزب الله أن يبقى بقدراته المكتسبة مؤخراً، وهي حائرة بين الأولويتين.
إذن، تبقى إسرائيل- ربما وحدها- المعنية بشن حرب ذات يوم على لبنان، لإبعاد تهديد حزب الله، حتى إنها دعمت "جبهة النصرة" فى القنيطرة والجولان المحتل، استناداً لرؤية مفادها أنها أقل سوءاً من حزب الله!!

لكن إسرائيل فى كل الأحوال ستفعل ذلك، حين تقرر هى فعل ذلك، ووفقاً لتقديراتها وحساباتها هى، وليس وفقاً لحسابات أي عاصمة أخرى، وخدمة لأجندة إسرائيلية، وليس لأي أجندة أخرى.

وفى هذا السياق، يمكن القول إن تزايد النفوذ الإيراني في سوريا، وجهودها لتطوير القدرات الاستراتيجية لحزب الله، يمثل تحدياً خطيراً لصناع القرار الإسرائيليين، ويدفعهم إلى الشعور بالحاجة العاجلة إلى العمل والتحرك الآن، حتى يتجنبوا التعايش مع أمر واقع، تصبح معه الحدود الشمالية لإسرائيل معقلاً للميليشيات التابعة لإيران.

وقد تعززت هذه الفكرة، مؤخراً، أكثر فأكثر، بسبب عدم التزام روسيا والولايات المتحدة بأخذ متطلبات الأمن الإسرائيلي بعين الاعتبار. إذ لم تنجح القيادة الإسرائيلية إلى حد كبير في إقناع روسيا والولايات المتحدة بتطبيق إجراءات من شأنها الحد من التواجد الحالي لإيران وجهودها.

كذلك، فشلت إسرائيل في إقناعهما بالعمل للحد دون انتشار أسلحة متقدمة، نُقِلَت إلى حزب الله بواسطة إيران.

باختصار، صنًاع القرار فى إسرائيل ينظرون اليوم للمرحلة الحالية من الحرب الأهلية السورية بوصفها مرحلة مهمة وخطيرة، حيث تتشكل بنود وقواعد الانخراط الرئيسية. ومكمن القلق عند إسرائيل أن الفشل في تحدى التواجد الإيراني في سوريا قد يسفر عن تطورات دائمة سيصبح من الصعب فيما بعد تغييرها.

 

إعلان