لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عندما تعانق حركة "حسم".. داعش والقاعدة

عندما تعانق حركة "حسم".. داعش والقاعدة

محمد جمعة
09:04 م الثلاثاء 24 أكتوبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

منذ تنفيذها لأولى عملياتها الإرهابية ( فى يوليو2016 بالفيوم ) حاولت حركة حسم أن ترسم صورة لنفسها بوصفها "حركة ثورية" تركز بوضوح ودقة منذ نشأتها على هدف وحيد، هو الإطاحة بحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي. وتنفذ عمليات إرهابية تستهدف عناصر أجهزة الأمن المصرية، وتعلن بوضوح أنها تتجنب استهداف المدنيين.

إلا أن الحركة مؤخرا تتجه على ما يبدو إلى توسيع نطاق قائمة أهدافها....

ففي تطور لافت أصدرت "حسم" في الأول من أكتوبر الجارى، بيانا تعلن فيه مسؤوليتها عن تفجير عبوة ناسفة عند سفارة ميانمار في القاهرة، في الثلاثين من سبتمبر الماضى، بدعوى الثأر لمسلمي الروهينجا وما يتعرضون له على يدي حكومة ميانمار، بحسب ما جاء فى البيان.

صحيح أن الحادث لم يسفر عن مقتل أو إصابة أي من عناصر الأمن، أو موظفي السفارة، أو حتى مدنيين من المارين أمام السفارة. لكن هذا التطور ربما يشير إلى:

- تحول محتمل في كيفية إدارة التنظيم لعملياته، وأيضا أهدافه المستقبلية، لتشمل أهدافا تستقطب تعاطف المسلمين وعلى رأسهم أنصار وعناصر جماعات السلفية الجهادية، ممن يُنتَظر عودتهم من مناطق الصراعات في سوريا والعراق، وتجنيدهم لصالح التنظيم.

- وربما أيضا، تكون هذه إشارة إلى تحول "حسم" في اتجاه مزيد من التقارب الفكري والعملياتي مع تنظيمات سلفية جهادية، على غرار ما فعلته حركات إخوانية أخرى نشطت في السنوات الأخيرة، مثل "حركة المقاومة الشعبية" و"العقاب الثوري"، اللتين نفذتا عمليات مشتركة بالفعل مع خلايا لداعش فى مصر خارج سيناء.

وكانت حركة حسم أصدرت في السابع عشر من يوليو الماضي بيانا إعلاميا مفصلا ومعززا بالصور والإحصاءات، عن أنشطتها خلال عامها الأول، منذ 16 يوليو 2016 وحتى 16 يوليو 2017.

خلال هذه الفترة زعمت "حسم" أنها قتلت 27 من عناصر الجيش والشرطة المصرية، وأصابت 56 آخرين. وتعتبر هذه الأعداد المذكورة كبيرة نسبيا، بالنظر إلى عدد العناصر التنفيذية للحركة. بل وربما يشير هذا البيان إلى أن التنظيم لم ينجح فقط في البقاء تحت وطأة الضربات الأمنية المتلاحقة، بل إنه ينمو..... إذ معروف أن الشرطة المصرية كانت قد أعلنت في الرابع والعشرين من أغسطس الماضى أنها تمكنت من قتل عنصرين بارزين في حركة حسم في تبادل لإطلاق النار، بالقرب من وادي النطرون. وخلال الأشهر الأخيرة أعلنت السلطات المصرية أنها تمكنت من قتل وأيضا إعتقال العشرات من العناصر التنفيذية التابعة لحسم. وكان آخر تلك العمليات ضبط 14 عنصرا تنفيذيا لحسم في محافظة المنوفية في السابع من أكتوبر الجارى.

إذن، تشير أعداد المقتولين والمقبوض عليهم من عناصر الحركة( بحسب بيانات السلطات المصرية) إلى أن "حسم" تمكنت من التمدد ومضاعفة عدد عناصرها خلال عام واحد فقط على نشأتها. وأن شبكة الحركة باتت أوسع، وربما بات لديها الكفاءة اللازمة لتجنيد العناصر اللازمة لتعويض خسائرها.

أيضا يشير استخدام الحركة (فيما وصفته الحركة ببيان "عام على الانطلاقة") تكتيك العبوات الناسفة والسيارات المفخخة، إلى أنها قد تمكنت من تجنيد أفراد لديهم خبرة في المفرقعات.

باختصار، بالنظر إلى قوة وفاعلية أجهزة الأمن المصرية، فإن قدرة حركة صغيرة مثل حسم على الاستمرار في تنفيذ عمليات بعضها مُخطَط لها جيدا ، يعتبر أمرا خطيرا ولافتا للانتباه.

لكن الأخطر أن بيان الأول من أكتوبر، يشير إلى أن الحركة بدأت تعيد النظر في استراتيجيتها وأهدافها، بغرض إعادة التموضع كي تقطف بعض ثمار انتهاء "المعارك الجهادية الكبرى" في سوريا والعراق، وما يعنيه ذلك من احتمال تسلل عناصر مدربة وخبيرة للقتال في مصر.

بمعنى أن "حسم" تحاول تعزيز وضعها داخل سوق الإرهاب، من خلال محاولة استقطاب بعض تلك العناصر، التى ربما لا تفضل الالتحاق بداعش فى مصر، بعد الهزائم التي مُنيت بها في مركزها في سوريا والعراق.

ولا شك أن الجذور الإخوانية للحركة وتشكلها ( خلال عامها الأول على الأقل) من عناصر الإخوان المسلمين يضفي عليها بعدا عابرا للقوميات. وربما يعزز أيضا من صدقية بعض التقديرات التى ترى أن " حسم " بات لديها الآن "طموحا جهاديا" إن جاز التعبير. وأنها فى هذه الآونة تحاول اكتساب شهرة وشعبية دولية.

ذلك أن التأكيد عبر الهجوم على هدف أشارت إليه القاعدة وداعش بوصفه عدو للمسلمين، لن يمكن "حسم" من لفت الانتباه وفقط.... بل سيمنحها أيضا فرصة لتسويق نفسها كحامي حمى الإسلام.

إعلان