لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما بين منتخب الساجدين ومنتخب الفراعنة.. يظهر الجهل!

ما بين منتخب الساجدين ومنتخب الفراعنة.. يظهر الجهل!

كريم سعيد
09:09 م الخميس 19 أكتوبر 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

جرى العرف أن يكون الإعلام منبرا لتعليم وتثقيف العامة من المجتمع سواء كان هذا من خلال الصحف أو المواقع الإلكترونية أو البرامج التلفزيونية أو الإذاعية حتى، لكن يبدو أن هذا العرف انقرض تماما في زمن أصبحت فيه لغة الجهل والترديد التلقائي هي السائدة وهو ما شاهدته وما سمعته بنفسي من خلال برنامج الأستاذة لميس الحديدي الأخير.

حلقة توك شو عادية مثل أي حلقة نراها يوميا في مختلف القنوات الفضائية، كان عنوان فقرتها الأساسية مناقشة هاشتاج أطلق على السوشيال ميديا يطالب فيه بعض المشجعين بعودة "محمد أبوتريكة للمنتخب للمشاركة مع مصر في المونديال القادم".

ولست في هذا المقال بصدد مناقشة الموضوع أو طرح وجهة نظري فيه، فدائما أؤمن أن الجماهير والمشجعين لهم كامل الحرية في التعبير عن وجهات نظرهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن ليس كل شيء يطرح على السوشيال ميديا يكون قابلا للنقاش في الإعلام.

ولكني أريد التركيز على جملة قالتها إحدى الضيوف والتي كانت تعارض الفكرة وهي على خلاف سياسي مع أبوتريكة في نهاية المناقشة حيث قالت بالحرف الجملة التالية: "يكفي أن أبوتريكة حول الفريق لمنتخب الساجدين، وإحنا رجعنا فراعنة".

وهنا أيضا لن أتطرق للاختلاف السياسي، وما أكثر السلبيات التي أصابت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بوجه خاص في السنوات الأخيرة بسبب الخلط الزائد عن اللزوم.

ولكن تبادر إلى ذهني بعض الأسئلة جراء الصدمة التي أصابتني من جملة الضيفة الكريمة، هل كانت تريد الإشادة أم الذم لأبوتريكة؟ هل فعلا كانت تعي ما تقوله؟

هل وصف منتخب الساجدين وصف متطرف لا سمح الله يجعل الأستاذة أو غيرها يتبرأ منه؟ وما علاقة السجود لله عند الانتصارات أو الهزائم حتى بمشكلة أبوتريكة أو غيره بالانتماء فكريا لهذا الاتجاه أو ذاك؟ ما علاقة السجود لله أساسا بالجماعات المتطرفة؟ وهل أساسيات الدين ومن ضمنها السجود أصبح علامة على كون صاحبه متطرفا؟

بكل بساطة، فكر الضيفة الكريمة لم يخرج عن الأفق الضيق الذي أصاب المجتمع منذ عقود كثيرة، وجعل الكثيرين يرسخون فكرة أن كل شيء به نزعة دينية يجعل صاحبه بشكل غير مباشر منتميا لجماعة دينية أو متشددة.

وهذا هو الكارثة الحقيقية في وجهة نظري والذي تستفاد منه الجماعات المتطرفة، بأن تجد بعض "جهلاء الحديث" يخطئون في تصريح أو مقولة حتى يستخدموها هم أفضل استخدام من أجل مصالحهم الشخصية.

كان يجب على الأستاذة الفاضلة أن تختار ما تقول قبل أن تتفوه به، حتى لا تكون مثل الدبة التي قتلت صاحبها، جاءت لتحارب فكرا معينا، فوجدت نفسها أفادت هذا الفكر أكثر وأكثر.

إعلان

إعلان

إعلان