لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"الطيب" يأمر ويوجه ويقترح.. هل أنقذ السيسي ما أفسده مختار جمعة؟

الرئيس السيسى ومختار جمعة والطيب

"الطيب" يأمر ويوجه ويقترح.. هل أنقذ السيسي ما أفسده مختار جمعة؟

11:36 م الأربعاء 03 أغسطس 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب - محمود أحمد:

عدة أشهر من "الصراع الخفي"، كانت بوادره بإطلاق الرئيس عبدالفتاح السيسي إشارة البدء لرجال الدين بسرعة توجيه أنظارهم نحو "تجديد الخطاب الديني"، فتحولت دعوة الوحدة إلى منافسة "مذمومة غير محمودة غير مجدية"، إلا أن الصراع ظهر جليًا بين مؤسستي الأزهر والأوقاف عندما أعلن الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، تعميم "الخطبة المكتوبة" بجميع المساجد التابعة للوزارة على مستوى الجمهورية، متجاهلا هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والتي يرأسها "الطيب"، وينوط بها تقديم الدين الوسطي الحنيف.

كان للخطبة المكتوبة أكبر الأثر على تعميق تلك الخلافات، فأدخلتهما في جو من "التصارع الذي لا يليق بأكبر مؤسستين إسلاميتين" في مصر، فأعلنت هيئة كبار العلماء صراحةً رفضها لتلك الخطبة خلال اجتماع أعضائها في الخامس والعشرين من يوليو الماضي، وقالت في بيانها: "نرفض بالإجماع قرار تعميم الخطبة المكتوبة الذي أصدره الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف مؤخرا وذلك لأنها تعد تجميدا للخطاب الديني"، وخرج وزير الأوقاف بعدها في اليوم التالي لبيان الهيئة، ليعلن صراحة أنه يرفض بيان "كبار العلماء"، باعتبار أن لخطبته المكتوبة أهمية كبيرة في مواجهة التطرف، وقال إن قرار الأزهر "تسطيحا للفكر وتجميدًا للخطاب الديني"، ودعا أئمة الأوقاف بالالتزام بها.

تدخل السيسي

بعد أسبوع من وصول الأزمة لذروتها بإصرار وزير الأوقاف على تطبيق الخطبة المكتوبة، وتجاهل أكبر مؤسسة إسلامية، وهو ما يعد انتهاك لدور المؤسسة ذاته، وتعدٍ على اختصاصاتها، فكان لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي الأربعاء، بشيخ الأزهر في قصر الاتحادية، ليخرج بعدها الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب، بعدة ساعات ويستدعي وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية شوقي علام، وكبار رجال الدين لـ"يُدلي عليهم بدلوه"، ويُعلن قراراته التي اتفق وتشاور وناقش فيها الرئيس.

السفير علاء يوسف - المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، قال إن لقاء الرئيس وشيخ الأزهر، تناول الجهود التي يبذلها الأزهر الشريف لتصحيح صورة الإسلام وتنقيتها مما علق بها من أفكار مغلوطة، فضلًا عن التعريف بصحيح الدين، وإن "الطيب"، استعرض الجولات الخارجية التي قام بها خلال الفترة الأخيرة.

كانت كلمات المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، واضحة حول ما عرضه شيخ الأزهر، حينما قال إن شيخ الأزهر أكد خلال اللقاء، أن الأزهر ظل وما زال يمثل منبرًا للإسلام المعتدل بوسطيته وسماحته لا يدخر جهدًا لإيضاح الحقائق وبيان فضائل الإسلام، وأن هناك جهود كبيرة للارتقاء بمستوى شباب الوعاظ بمختلف محافظات الجمهورية، وتحسين مستواهم العلمي والثقافي وزيادة إلمامهم بالقضايا المستجدة، وأن الرئيس رد بدعم الدولة الكامل والمتواصل لمؤسسة الأزهر الشريف، وشدد على دوره المحوري في التعريف بصحيح الدين الإسلامي، والاستمرار في تقديم النموذج الحضاري الحقيقي للإسلام، في مواجهة دعوات الغُلو والتطرف.

قرارات "الطيب" الحاسمة

بعد لقائه بعدة ساعات، دعا شيخ الأزهر وزير الأوقاف ومفتي الجمهورية إلى اجتماع مغلق، وجه فيه الوزير بوضع الخطط التدريبية اللازمة لرفع كفاءة الأئمة والوعاظ في مواجهة القضايا التي تحل مشكلات الناس وتلامس واقعهم والتركيز الكامل على إصقال مهارات الأئمة ورفع كفاءتهم في تحضير الخطب وإلقائها.

ووجه بضرورة التنسيق التام بين مجمع البحوث الإسلامية ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء في إعداد الأئمة للخطب وإلقائها، وهو ما يعد "انتصارًا للأزهر" على خطبة الوزير "المكتوبة"، وإبعاد غير المؤهلين والمستغلين للمنابر عن المجال الدعوي والتعامل مع الجماهير.

واقترح الإمام الأكبر إنشاء أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والوعاظ والمفتين لتأهليهم التأهيل الدعوي والعلمي المناسب والمواكب لتطورات العصر، باعتبارهم يمثلون المنهج الوسطي الأزهري، على أن يعقد اجتماع الأسبوع المقبل لبحث الترتيبات والإجراءات اللازمة والعاجلة لإنشاء "أكاديمية الأزهر لتدريب الأئمة والمفتين".

وكان حديث "الطيب" واضحًا، حينما أمر خلال اللقاء بالالتزام بالمنهج الأزهري، وحس الوزير على العمل المشترك من أجل الارتقاء بالخطاب الديني والارتقاء بمستويات الأئمة والوعاظ والمفتين علي كافة المستويات.

إعلان

إعلان

إعلان