مؤمن الشناوي يكتب - العيب في"ماتيريال مش ديزاين"

بقلم – مؤمن الشناوي:
ماذا لو كنت خياطاً وأتيت لك بقطعة كبيرة من - الخيش - وخيرتك في أن أحيكها لك جلباباً يصلح (لشيخ) كهل ذو هيبة وسلطة معتمدة علي عنصر الدين، أو حِلة أجنبية ذات رونق ولمعان خفيف راقِ بتفصلية (موسينو دوتي) تصلح لإعلامي مشهور له متابعيه أو رجل أعمال يتحكم باقتصاد دول، فأيهما تختار؟

حينما طرحت هذا السؤال على من حولي وجدت إجاباتهم تتصارع؛ فمنهم من فضل الجلباب لأنه مريح وفضفاض (ومتعودين عليه) ومنهم من استحسن الحِلة لأنها تتماشي مع مستواه الاجتماعي والثقافي .

وبعد استماعي لأجوبتهم، طرحت عليهم سؤال آخر: هو انتوا مقامكم خيش أصلاً يا جدعان؟، احنا ناس زي الفُل والله ونستاهل حرير أو صوف إنجليزي، ثم واجهتهم بسؤال آخر: ما الفرق بين أعضاء مجلس الشعب السابق والحالي؟

ما الفرق بين من كان يمتنع عن الوقوف للسلام الجمهوري والذي يمتنع عن أداء حلف اليمين بنصه الكامل، ما الفرق بين من كان يرفع لافتة (عايز أخُش الحمام) والذي يكمم فاه بلاصقة مكتوب عليها (ممنوع من الكلام بأمر من الحكومة)، ما الفرق بين من كان يتوقف وسط المداولات ويرفع الأذان ومن كرر وقوفه أمام الكاميرا وأخذ يلوح بيديه للمدام!!

ما وجدت منهم سوي الصمت !!

فقطعته قائلاً : لِما فعلنا ذلك بأنفسنا؟، فكان بيدكم كامل الحرية في الاختيار؟!، وكانت عملية الانتخابات نزيهة بكل المقاييس الدولية فلم يتدخل فيها أحد.

لا تعيبوا علي اختياراتكم إذاً سواء بالتهكم أو الاستهزاء فهي في الأول وفي الآخر (اختياراتكم) بكامل إرادتكم، اخترتم الخيش ومقامكم حرير، العيب مش عليهم العيب عليكم .

اخترتم بالشكل والديزاين ولم تهتموا بالخامه والماتيريال .