لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''بشار أصبح جزء من الحل''!- وستصبح داعش أيضا!

''بشار أصبح جزء من الحل''!- وستصبح داعش أيضا!

01:43 م الثلاثاء 17 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – د. أمين عبد اللطيف المليجي:

''بشار جزء من الحل السياسي للمشكلة السورية''.. هكذا صرح مبعوث الأمم المتحدة، هذا ما سمعناه ورأينه، بعد ما ذهب وجلس مع بشار، الذى قتل ما يزيد على مائة الف سوري ومازال يقتل كل يوم، وشرد الملايين، وهدم البيوت فوق رؤوس أهلها، وخرب البلاد وهدم الأثار وأهلك الحرث والنسل.

كل ذلك ذهب مع الريح، ريح السياسة العفنة، التي لا تعرف إلا المصالح الشخصية، ويذهب الناس الأبرياء إلى الجحيم، الموت والجوع والتشريد لا يشفع لهم، أصبح نسيا منسيا، في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، وأصبحت الفتن كقطع الليل المظلم، كما أخبر بذلك رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ويموت الناس بغيظهم، ولا نصير للمظلومين الضعفاء على الأرض اليوم.

كل ذلك نراه ولا نقدر على شيء إلا إلى اللجوء إلى رب العباد، خالق الظالمين والمظلومين، ونقول له يا رب ها قد طغى الطغاة، ولا راد لطغيانهم إلا أنت، فقد خذل الأقوياء الضعفاء، خذل من كنا نظنهم يدافعوا عن البشرية، ومن صدعوا رؤوسنا بالديمقراطية وحقوق الأنسان، أين هي الآن تلك الديمقراطية؟ أنها ديمقراطية المصالح فقط، ولا مكان فيها للضعفاء، المغلوب على أمرهم.

لقد ظننا أن هؤلاء الأقوياء، الذين أفاء الله عليهم من فضله وكرمه، لأنهم أخذوا بالأسباب، فرب العباد رب عادل، لا يظلم من يجتهد ويسعى في طلب العلم ويجتهد في البحث ليتقدم، ويصل إلى المخترعات والمكتشفات، حتى ولو كان يعبد حجر، فالله لا يظلم أحدا، ولكننا نحن من نظلم، فأعطاهم الله القوة، كل أقوياء العالم من حولنا، وعلى رأسهم أمريكا، نسوا أو تناسوا ما قالوه، وما صرحوا به، فقد سمعنا ورأينا ما قالوه، وهو مسجل بالصوت والصورة، فليرجعوا اليه، إذا كانت الذاكرة قد تناست، فأحيانا يكون النسيان نعمة، وأحيانا يكون نقمة، تصريحاتهم طوال السنوات الماضية قبل ظهور داعش، تقول بأنه لا مكان لبشار في حل المشكلة السورية، لا مكان له لأنه قتل وشرد، لا مكان له لأنه لم يراعى حقوق الإنسان، كل ذلك قيل وأكدوا عليه مرارا وتكرارا، والمتابع للمشكلة السورية، يجد أن لهجة التصريحات تتغير من حين إلى أخر.

فبعد أن كانت اللهجة شديدة وعنيفة، لأن البداية كانت مفاجئة، وهول الدمار والقتل كان كبيرا جدا، ثم خفت اللهجة بعد ذلك لآن المصالح بدأت تظهر وتدخل في اللعبة، ثم خفت اللهجة بعد أن سلم كل ما لدية من أسلحة كيماوية خزنها أبوه وهو من بعده منذ ما يزيد على أربعين عاما من قوت الشعب السوري، لماذا كدستم كل هذه الأسلحة؟ تلك تهمة كافية لمحاكمتهم، كدستموه لتقتلوا به الشعب، وهذا ما حدث ويحدث كل يوم، ثم خفت اللهجة حتى صار بشار جزءً من الحل، وراح كل شيء، وماتت الديمقراطية وحقوق الأنسان، وعاش القتلة والظالمين، ولا عزاء للإنسانية وحقوق الضعفاء تضيع، ولا حول ولا قوة الا بالله.

هكذا تمر الأيام وتتغير الأحداث، ونرى العجب العجاب، وسنرى ما هو أعجب، ومن سيطول عمره بأذن الله، سيرى الأعجب والأعجب، فما دام بشار قد أصبح جزء من الحل، فلماذا لا تكون داعش أيضا؟! ربما يحدث ذلك في القريب العاجل، فكما ذهب المبعوث الأممي الأمريكي إلى مقابلة بشار، والتحدث معه، وتبادل الأفكار والرؤى لمستقبل مشرق لأهل سوريا والمنطقة!!!، فأنه لن يكون من المستغرب أن يذهب هذا المبعوث أيضا إلى داعش، ثم يصرح بعد ذلك بأن داعش قد أصبح جزء من الحل!!!، ولما لا وقد أصبح بشار جزء من الحل، يا لسخرية القدر، ولا مكان في القلب الا أن نقول لك وحدك يا رب الأمر من قبل ومن بعد، ومن للمظلومين سواك؟.

الآراء الواردة في هذا المقال تعبر عن كاتبه ولا تعبر بالضرورة عن موقع مصراوي.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان