إعلان

سيادة الرئيس المقبل لا تنسى التوك توك!!

محمد الحكيم

سيادة الرئيس المقبل لا تنسى التوك توك!!

02:00 م الجمعة 16 مايو 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد الحكيم:

أتصل بي أحد المصريين الذين سافروا إلى السعودية منذ حوالي 11 عاماً يشكو حاله.. لكن شكوته كانت غريبة وفريدة من نوعها.. فالشكوى كانت ضد ''التوك توك'' ذو الثلاث عجلات الذي غزا شوارع وحارات المحافظات المصرية ويعمل فيه مالا يقل عن ثمانية مليون توك توك بدون ترخيص.

توقعت أن حدث له حادث أو لأحد أقاربه وسيتحدث عن التراخيص وأزمتها وفوضى سير التوك توك في مصر، لكن الأمر كان مختلف تماماً.. صديقي تنهّد تنهيدة غريبة وقال: ''نزلت مصر أفتح شركة مقاولات بعد أيام الغربة وكان هدفي تنمية مصر وتوظيف شبابها لكني لم أجد عمالة على الإطلاق، فجميع الصنايعية تركوا مجالهم واشترى كل منهم توك توك أو عمل سائق عليه''.

''أنا ركبت مع مراهق عنده حوالي 17 سنة وقال لي أنا تركت مهنتي كصنايعي وبكسب كويس من التوك توك وبشرب سجائر زي ما أنا عايز، وهاقدر أشتري شقة وأتزوج'' ..بهذه الجمل صدمني صديقي المغترب وهو يحكي عن حوار دار بينه وبين أحد سائقي التوك توك والذي بسببها فقد الأمل وطلب مني أن أنقل موقفاً يعكس سوء إدارة الدولة المصرية لأحد المشاكل التي تحتاج لحلّ جذري.

الأزمة أننا في دولة تحتاج إلى تنظيم ولا تترك سداح مداح، فالإدارة العامة للمرور لم تستطع حلّ أزمة تراخيص التوك توك، فازداد عددها دون وجود عملية رقابة كاملة، ووزارة القوى العاملة تعاني من قصور شديد في حلّ أزمات العاملين في القطاعات المختلفة، ويبدو أنه لا يوجد تنسيق كامل بين الوزارات المصرية المختلفة على الرغم أن جميع القطاعات تؤثر على بعضها البعض مثل الأواني المستطرقة.

أجرة ''التوك توك'' أصبحت حالياً أعلى من أجرة ''التاكسي'' فمتوسط أقل توصيلة يصل إلى خمسة جنيهات في القاهرة ويقل في الضواحي الأخرى التي في المحافظات، والمسافة الزمنية لا تستغرق الربع ساعة لذلك فمكاسب أصحاب ''التوك توك'' لا بأس منها، في سوق لا ينظمه سوى العُرف ما بين الراكب وصاحب التوك توك أو السائق، ومن الغريب أن تكلفة الوقود المستخدم في قيادة ''التوك توك'' لا تتعدى الثلاثين جنيهاً!!

البطالة في مصر ليست بطالة بالمفهوم الدقيق فهناك الكثير من المصريين الشباب والمراهقين يعملون في سوق موازي لا علاقة للدولة بها، ويؤثر سلبياً على نوعية القوى العاملة في مصر، وتهدد الأمن القومي أيضاً، فلم يعد غريباً أن تجد العديد من العاملين في الشركات المصرية من جنوب شرق آسيا، وباكستان، واندونيسيا وشباب المصريين من الفنيين يعملون في ''التوك توك'' تاركين الصناعة التي هي أساس المجتمع.

العمل في مصر كثير لكن يحتاج لتغيير ثقافة المجتمع ومحاربة المحسوبية والواسطة والفساد، وعلى الجميع أن ينظر إلى أصحاب المهن الحرفية نظرة ليست دونية فهم ليسوا أقلّ من أصحاب المؤهلات العليا فالأثنين لهما دورهما في تنمية المجتمع والدولة تتحمل المسئولية الكاملة عن وضع وتفعيل قوانين حينما يكون لمصرنا برلماناً يعبر عن الشعب ورئيساً يحقق أماله وطموحاته..أزمة التوك توك ما هي إلا مثال مرتبط بقطاعات عديدة مثل التربية والتعليم، والصناعة، وتشريع القوانين، والإعلام.. سيادة الرئيس المقبل لا تنسى التوك توك.

للتواصل مع الكاتب: https://www.facebook.com/mohamed.elhakim.9

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان