- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - محمد أحمد فؤاد:
هناك في الشام.. على أطراف دمشق بين مزارع الزعفران المترامية، حيث يجري نهر بردي بأفرعه السبعة.. بين جبلي الدف والجنك تقع تلك ''الربوة''.. واحة الصيف لكل أهل دمشق، وراحة المسافر منذ قديم الزمان، من هناك تطالعنا ذكرى ''محمد الماغوط'' الذي مر على رحيله ثماني سنوات ومازال صدى كلماته يتردد في كافة أرجاء ما كان يسمى يوماً ''الوطن العربي''، هناك حيث اعتاد ارتياد مقهى ''أبو شفيق''، المكان الذي جمعت جنباته بحب وود العديد من أبناء هذا الجيل الذهبي للأدباء السوريين، وأخرين كثيرين من كل حدب وصوب...
''وحدهم الفقراء يستيقظون مبكرين قبل الجميع، حتى لا يسبقهم إلى العذاب أحد..!'' في هذه الجملة شديدة الإيجاز لخص محمد الماغوط فلسفة عمره الذي تعدى السبعين ربيعاً لم يكن بينها ربيعاً عربياً واحداً.. مرت بهذا الرجل الساخر دائماً مراحل عدة، منها ما هو مؤلم، ومنها الأكثر إيلاماً.. هذا الرجل المثير للعجب، وقدراته الاستثنائية على استخلاص السخرية الضاحكة من ثنايا الألم الرهيب، ربما دون أن يدري تجده كسب بكلماته كل القضايا التي ظنها يوماً خاسرة...
''الماغوط'' عشق الحرية عشقاً، وقال فيها: ''لو كانت الحرية ثلجاً لنمت في العراء''.. عرفته من خلال كلماته التي كانت ومازالت كالسوط الرحيم، الذي يضرب بقسوة دون أن يؤذي، عرفته أمام لهيب تنور القمع والاستبداد يخبز كلمات الحقيقة لتصير خبزاً للفقراء والتعساء ممن عاش بينهم بداياته الأولى وأخرياته.. تمنيت مقابلته ولم أحظ بهذا الشرف، لكن صورته تطالعني دوماً من خلال كلماته، وأستطيع رؤيته في كل مكان تستباح فيه الحريات، حراً شامخاً يرد عنها طعنات الغدر والخيانة بحروف من سجيل، هو أيضاً القلب الرقيق الذي قال: '' يا رب امنحني أرجل العنكبوت لأتعلق أنا وكل أطفال الشرق بسقف الوطن حتى تمر تلك المرحلة ''..!
محمد أحمد عيسى الماغوط من مواليد ''سلمية- سوريا'' 1934، فلاح فقير معدم درس في الكتَّاب، ثم التحق بالمدرسة الزراعية، جاء التحاقه بالسياسة مثيراً للسخرية، فقد انضم للحزب السوري القومي الاجتماعي دون أن يطالع مبادئه أو يعتنقها، لكن فقط لقرب مقر الحزب من بيته، وكان البديل وهو حزب البعث يقع في مكان أبعد من مربعه السكني.. ومن عمله كفلاح بدأت تظهر لديه بوادر الشعر، وبدأ بقصيدة ''غادة يافا'' باكورة أعماله، وقد نُشر له لاحقاً بعض الأعمال الأدبية في مجلة الجندي وكان من بين الأسماء التي لمعت على صفحات تلك المجلة ''أدونيس''، و''خالدة سعيد''، و''سليمان عواد''.. بدأت ملاحقته أمنياً وباقي أعضاء الحزب بعد اغتيال ''عدنان المالكي'' رئيس الأركان العامة بالجيش السوري في أبريل 1955، وتم اعتقاله حينها.. وخلف القضبان بدأت حياته الأدبية الحقيقية في التبلور.. إبان فترة الوحدة بين مصر وسوريا استطاع ''الماغوط'' الهروب من الملاحقة الأمنية في سوريا إلى بيروت، ودخل إلى لبنان بطريقة غير شرعية سيراً على الأقدام، وهناك انضم لفريق عمل مجلة ''شعر'' حيث تعرف على الشاعر ''يوسف الخال'' عن طريق ''أدونيس''، وتعرف ''الماغوط'' على الشاعرة ''سنية صالح'' في بيت ''أحمد سعيد إسبر'' الملقب بأدونيس، وكانت زوجته ورفيقة الدرب فيما بعد.. أصدر ''الماغوط'' مجموعته الشعرية الأولى ''حزن في ضوء القمر'' في دمشق بعد عودته، كانت رحلته مع العمل الصحفي حافلة بالمحطات معظمها داخل سوريا، تنقل بينها حاملاً هموم الوطن العربي، وجاءت ثمانينات القرن الماضي، والتي كانت من أقسى المراحل التي مرت به، وربما كانت السبب الرئيسي في تأثر كتاباته الأخيرة بالتشاؤمية والحزن، فقد ''الماغوط'' شقيقته ''ليلى'' عام 1984، ثم أباه ''أحمد عيسى'' 1985 ، وفي نفس العام رحلت زوجته الشاعرة ''سنية صالح'' بعد صراع المرض، ثم كانت وفاة أمه ''ناهدة'' عام 1987.. أما بناته، ''شام'' تزوجت وتعيش في الولايات المتحدة، و''سُلافة'' مقيمة مع زوجها في بريطانيا...
راوغ ''الماغوط'' رغم آلامه المرض، وأنهكه وتندر عليه، وأوسعه سخرية دون أن تغادر لفافة التبغ شفتاه.. حتى جاءت ظهيرة يوم الأثنين 3 نيسان (أبريل) 2006 ليتوقف قلبه عن الخفقان، وليضع أوزار رحلة 72 عاماً من مداعبة القدر والسخرية منه، لتكون نهاية ربما رحيمة نوعاً لرجل عشق الحرية وعرفها حق المعرفة، ولكن ظني أنه لم يذق من حلو ثمارها إلا مرار خلفته سنوات مظلمة في حياة العرب، وأظنه كان أصدق من عبر عنها بكلمات بليغة وقاسية: '' إن الموت ليس هو الخسارة الكبرى.. الخسارة الأكبر هو ما يموت فينا ونحن أحياء ''..!
الآراء الواردة في هذا المقال آراء الكاتب وليست بالضرورة تعبر عن موقع مصراوي.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
إعلان