لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خطة الانسحاب.. بين ''دهاء'' خالد بن الوليد و''براعة'' سعد الدين الشاذلي

الفريق سعد الدين الشاذلي

خطة الانسحاب.. بين ''دهاء'' خالد بن الوليد و''براعة'' سعد الدين الشاذلي

10:46 م الثلاثاء 07 أكتوبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب- محمد الصاوي :

خالد بن الوليد، واحدا من أشهر القادة العسكريين على مستوى العالم فيما يخص الخطط العسكرية بشكل عام وخطط الانسحاب المتقنة بشكل خاص، حيث قاد أول حرب خارجية يخوضها المسلمين وهي غزوة ''مؤتة''، بعد استشهاد قادة الجيش الثلاثة بالتوالي، زيد بن حارثة، وجعفر بن أبي طالب، وعبدالله بن رواحة.

غزوة ''مؤتة'' التي صمد فيها ثلاثة آلاف مقاتل مسلم أمام مائتي ألف من الروم ، ستة أيام كاملة، وفي اليوم السابع قام قائد الجيش خالد بن الوليد بانسحاب تكتيكي ناجح وبأقل الخسائر.
حيث أظهر ''بن الوليد'' سيف الله المسلول كما اطلق عليه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مهارة نادرة في إنقاذ جيش المسلمين‏، من خلال مَكيدة حربية، فقد أدار المعركة نهاراً بشكل طبيعي، وفي الليل أمر مجموعة من المسلمين بأن يخرجوا إلى خلف الجبال ليعودوا فجراً مثيرين للغبار رافعين أصواتهم بالتكبير والتهليل، فيظن الروم بأن مددا قد أتى للمسلمين.

وقام بحيلة عسكرية فريدة من نوعها، مازالت تدرس في الأكاديميات العسكرية العالمية إلى الآن، إذ غير الميمنة ميسرة والميسرة ميمنة والمقدمة مؤخرة والمؤخرة مقدمة، لتختلف الوجوه على الروم، ويعتقدوا على غير الحقيقة أن مددا عسكرياً قد أتى لجيش المسلمين.

ثم فاجأهم خالد بالهجوم على قلب جيشهم وكاد يصل إلى قائدهم، وهنا رأى الروم أن جيش المسلمين ينتصر بالمدد الذي وصل إليهم، ثم فوجئوا بخالد بن الوليد ينسحب، فظنوا أنها خدعة منه، فلم يتبعوا جيش المسلمين والتزموا مواقعهم، فيما انسحب خالد انسحابا تكتيكيا منظما وعاد بجيشه سالما غانما إلى المدينة المنورة مخلفا 13 شهيدا فقط فى جيشه واكثر من ثلاثة الاف قتيل فى جيش الروم .

وفى نكسة 1967 المفاجئة، نرى نموذجاً آخر فى تكتيك الانسحاب وكان بطل هذة الواقعة الفريق سعد الدين الشاذلي والذي كان برتبة لواء حينها، ولكن واقعة الانسحاب بدأت بعد أن قام العدو الإسرائيلي بضرب الطائرات المصرية على الأرض، فقدت القوات على الجبهة الغطاء الجوي، وبدأت فى الانسحاب بشكل عشوائي مما جعله صيداً سهلاً للعدو الصهيوني .

إلا أن سعد الدين الشاذلي الذي كان يرأس مجموعة تتكون من 1500 ضابط وجندي تحت اسم ''مجموعة الشاذلي''التي كانت تقوم بمهمة حراسة وسط سيناء، قام بتنفيذ عملية انسحاب بارعة فى التاريخ العسكري الحديث، حيث قرر الشاذلي العبور بقواته شرقا على عكس اتجاه القوات المصرية، وتخطي الحدود الدولية بمسافة 5 كيلومتر في غروب 5 يونيو، وتمركز داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة بين جبلين داخل صحراء النقب لمدة يومين، لحماية قواته من هجمات الطيران الإسرائيلي، حتى اتصل بالقيادة العامة بالقاهرة والتي أصدرت قرارا بالانسحاب فورا.

نفذ عملية الانسحاب ليلا قبل غروب يوم 8 يونيو، فقطع أراضي سيناء كاملة دون أي دعم جوي ودون أن ينفرط عقد قواته تحت تهديد الهجمات الجوية من العدو وقطع نحو 200 كم، حتى وصل للضفة الغربية للقناة في عملية، فنفذت عملية الانسحاب بأقل الخسائر التي لم تتجاوز 20%.

بعد هذة الخطة ونجاح الشاذلي بالعودة بمعظم قواته سالمين، تم تعيينه قائدا لمجموعات العمليات الخاصة والمظلات .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان