إعلان

هل أظهرت ''جمعة الحسم'' ضعف قدرة الإخوان على الحشد؟

هل أظهرت ''جمعة الحسم'' ضعف قدرة الإخوان على الحشد؟

12:07 م الثلاثاء 03 سبتمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتبت- علياء أبو شهبة:

''جمعة الحسم'' التي دعا لها التحالف الوطني لدعم الشرعية أمس الأول، والتي تم الدعاية لها على أنها سوف تنافس الأعداد التي خرجت يوم 30 يونيو الماضي، تفاوت الحديث عنها ما بين البيانات الخاصة بالتحالف والتي تحدثت عن خروج الملايين، بينما نقلت وسائل الإعلام الرسمية صور الشوارع الخالية من المارة، وتحدثت وسائل الإعلام العالمية عن خروج الآلاف إلى الشارع.

ونقلت وكالة الأنباء العالمية أن آلافا فقط، وليس ملايين كما قال الإخوان، من أنصار الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي مسيرات في القاهرة ومدن أخرى، وأن معظم المسيرات مرت دون حوادث كبيرة، وانتهت بمقتل ستة أشخاص، واستخدمت الشرطة خلال المسيرات الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين في منطقة المهندسين.

 

''أطول مظاهرة''

قال هيثم أبو خليل، القيادي السابق بجماعة الإخوان المسلمين ومدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان، ''لمصراوي'' إن الحشود التي خرجت للشوارع في الإسكندرية كانت غير مسبوقة، مشيرا إلى أن الأعداد تجاوزت المليون، وأنها كانت أطول مظاهرة في تاريخ المحافظة من شاطئ ستانلي حتى شاطئ سيدي بشر بطول 5 كيلو متر.

أضاف أبو خليل بأن محافظة القاهرة نظرا لما تشهده من ضغط أمني، لم يتم تنظيم مظاهرة مركزية فيها، ورغم ذلك كانت مظاهرة مدية نصر هائلة العدد تجاوز عدد المشاركين فيها 100 ألف على أقل تقدير، بخلاف عشرات التظاهرات الأخرى.

حول التغطية الإعلامية لـ''جمعة الحسم'' قال أبو خليل: ''إعلام تامر بتاع غمرة شغال تعتيم جامد، وهو ما يخالف تفاعلات الناس في الشارع والبلكونات والتي تؤكد أن الشعب انقلب على الانقلاب''، على حد قوله.

 

''تظاهر ضعيف''

وذكر دكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان، أن المسيرات شهدت خروج ما يقرب من 30 ألف متظاهر من مختلف المحافظات، مضيفا أنه الواضح من قراءة المشهد أن معظم المشاركين من خارج جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يبرره بأن السيطرة الرسمية للجماعة على أعضائها تأثرت بشكل كبير نتيجة الملاحقات الأمنية للقيادات، وهو ما أضعف من هيكل التظاهر.

وطرح عودة رؤيته حول الشكل الأمثل للتعامل مع من تبقى من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، ويرى ضرورة الانتقال لشكل آخر من العمل السياسي من خلال دعمه بالعمل الاقتصادي، مضيفا بأن ما تنقله وسائل الإعلام من اجتماع المستشار الإعلامي للرئيس مع قادة الأحزاب ورؤساء النقابات لا يمت بأي صلة للعمل السياسي.

أضاف أستاذ العلوم السياسية قائلا: ''علينا لملمة الأشياء و الانتقال لمرحلة أعلى على المستوى السياسي و الاقتصادي و الأمني، وهو ما نفتقده في الفترة الحالية، حيث تغيب إجابات الكثير من الأسئلة، ومنها المتعلقة بلجنة الـ 50 و سبب اختيار هذا العدد، وطبيعة تشكيل اللجنة''.

 

''الاعتقالات''

وقال ياسر عبدالمنعم، عضو التحالف الوطني لدعم الشرعية، إن التحالف رصد خروج أعداد كبيرة إلى الشوارع، مشيرا إلى أن محافظة القاهرة وحدها شهدت خروج 60 مسيرة، وهو ما يعتبره نجاحا في ظل ما وصفه بـ''القمع الأمني الحالي، والاعتقالات التي سبقت التظاهرات''.

أشار عبدالمنعم في تصريحاته لـ''مصراوي'' إلى أن التغطية الإعلامية لم تكن على قدر الحدث، في حين أن المسيرات بدأت بعد صلاة الجمعة واستمرت حتى بعد بداية ساعات حظر التجوال، ويعتبر الرسالة التي يوصلها المتظاهرين بأنفسهم لساكني العقارات المطلين من الشرفات أهم كثيرا من تغطية وسائل الإعلام، حسب وجهة نظره.

 

''الحفاظ على المكاسب''

أوضح المحلل السياسي، خالد يوسف، أنه بتحليل موقف جماعة الإخوان المسلمين على المستوى الدولي، نجد أنها خسرت المركز الرئيسي لها و البؤرة الرئيسية الرابطة بين شتى الدول، وعلى المستوى المحلي فإن القيادات المعروفة والبارزة هي التي تحارب حربها الأخيرة التي تعتبرها بمثابة اختيار ما بين الموت أو الهزيمة، وذلك للحفاظ على مكاسبهم.

أضاف يوسف أن القيادات الوسطى لجماعة الإخوان المسلمين تعاني الآن من الانقسام، كما أنهم في حالة شديدة من الارتباك.

كما أشار إلى أن عدد كبير من المشاركين في ''جمعة الحسم''، وغيرها من مظاهرات الإخوان هم من أعضاء الجماعات الدينية التي رأت في انتشار الإخوان الدفء الذي يحقق لها الأمان، ويوضح أن منهم من يخشى التعرض للانتهاك، الذي يخالف قيم حقوق الإنسان، وهو ما يتطلب المساندة و الدعم، لأنها حق أصيل لكل إنسان.

أضاف بأن البعض الآخر من المشاركين في مسيرات جماعة الإخوان المسلمين تحافظ على مصالحها وأنشطتها الخاصة، حيث أنها تلقت أموال من الخارج في فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسى.

 

جمعة الغضب الإسكندرية

اعتبر دكتور أحمد حسن بديع ،المتحدث باسم حزب الوطن، أن الأعداد المشاركة في مسيرة ''جمعة الحسم'' جيدة وتمثل دلالة واضحة على رفض الخروج عن المسار الديموقراطي، وذلك في إطار الأسلوب الغير سلمى في التعامل مع المتظاهرين من حيث تفريقهم بطلقات الرصاص الحي.

أضاف في تصريحات لمصراوي أنه لو تم إلغاء حظر التجوال و توقفت الشرطة عن إطلاق الرصاص سوف تتضاعف الأعداد بصورة كبيرة.

كما أكد على أن الأعداد التي خرجت في محافظة الإسكندرية كانت مماثلة لمن خرجوا في يوم جمعة الغضب، وهو ما يؤكد على التمسك بأهداف ثورة 25 يناير.

وعلق بديع على التغطية الإعلامية لـ''جمعة الحسم'' قائلا إن نفس العقلية التي كانت تتحكم في الإعلام والاقتصاد في عهد مبارك هي الموجودة الآن، وشبهها بإعلام ''أحمد سعيد'' في نكسة 1967، الذى اختفت منه المعايير المهنية والأخلاقية.

 

تآكل شعبية الإخوان

قال الدكتور فريد زهران القيادي بحزب المصري الديموقراطي، إن الأعداد القليلة التي شاركت في مسيرات ''جمعة الحسم'' التي روجت لها جماعة الإخوان المسلمين بصورة مبالغ فيها، تعتبر دليل يؤكد على التراجع المتزايد في شعبية الجماعة، علاوة على ضعف قدرتها على الحشد.

كما أشار زهران، في تصريحات لمصراوي إلى أن شعبية الإخوان تتأكل، وهو أمر بدأ منذ تولى الرئيس السابق محمد مرسى منصب الرئاسة، حيث كان هذا هو بداية الانكشاف الحقيقي لأكاذيب الجماعة، وكانت المحطة الثانية في عقب الإعلان الدستوري، وتلاها أحداث فض اعتصام الاتحادية، ثم الوقوف أمام إرادة الملايين في 30 يونيو الماضي، ومن بعدها العنف المتزايد منهم سواء في الاعتصامات وكذلك ما تلاها من أحداث.

أضاف زهران أن عمليات إلقاء القبض المتتالية على قيادات الجماعة أضعفتها، وأثرت على قدرتها في الحشد و التنظيم.

 

إعلان

إعلان

إعلان