لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لا مصالحة مع الإرهاب

لا مصالحة مع الإرهاب

09:21 م الثلاثاء 30 يوليو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم ـ عمرو عبدالرارق:

لا تصالح حتى لو منحوك الذهب , أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما هل ترى؟ هي أشياء لا تُشترى.. لا تصالح على الدم حتى بدم.

أستعير كلمات الراحل أمل دنقل في أنه لا تصالح على الدم ثم أتساءل هل يجوز التصالح مع الإرهاب أيا من كان وراءه سواء كان حزبا سياسياً أو جماعة؟

كيف يمكن أن نتصالح مع جماعة تُحرض على قتل نفسٍ بشرية؟

كيف نتصالح مع من يهددنا بالقتل أو بالذبح لو لم نرضى بآرائه و نرضخ لأفكاره؟

كيف نتصالح مع من أشبعونا وعيدا وتهديدا بتحويل أرض سيناء الغالية لبؤرة إرهابية جديدة ونجحوا فى إدراجنا بل وتصدرنا لقائمة الدول الراعية للإرهاب فى العالم؟؟

كيف نتصالح مع من يستقوى بعناصر وجهات خارجية ودول غربية ضد الأمن القومى للبلاد؟؟

كيف نتصالح مع من يتاجر بالدم أمام شاشات قنوات الفتن التى تنفذ أجندات التقسيم فى المنطقة بأسرها؟؟

عفوا أبدا لن تصبح مصر "عراقا أو سودانا آخرا"

القصاص هو أهم ما يحقق العدل في المجتمع فمن قتل يُقتل ولو بعد حين ومن حرض على القتل لابد وأن يُحاسب.. لا مفر من محاكمات عادلة منجزة شفافة ضد كل هذه الجرائم والدم المصري الطاهر الذى يراق يوما بعد يوم من قتلة إرهابيين لا يمتون للسلمية بصلة.

من الضروري التفكير في أساس هذه المصالحة، و يجب التفرقة هنا بين أمرين. إذا كنا بصدد التصالح مع حزب سياسى أم مجموعة من الإرهابيين ترتكب أعمال عنف وجرائم قتل وتروع المواطنين.. فالأولى نرحب بها لوحدة الوطن أما الثانية تخرج عن نطاق التنافس السياسي بين أحزاب أو فصائل وطنية تختلف فى أيديولوجيتها

هذه رسالة أوجهها للشباب المغرور به من قيادات جماعة الإخوان:

عودوا إلى رشدكم وقدموا مصالح الوطن على مصلحة الجماعة وسوف تجدون الباب مفتوحا على مصراعيه لاستيعابكم في الحياة السياسية شريطة ألا تكونوا قد تورطتم فى أى جرائم قتل أو خيانة عظمى.

علينا ان نستفيد من تجاربنا فالأحزاب التي تدعى أنها ذات مرجعية دينية تقوم بتكفير معارضيها وتحض على الفتن الطائفية وتُمزق النسيج الوطني الواحد.

لا بد من فصل الدين عن السياسة حتى لا نعود مرة أخرى لصكوك الغفران وموجات التكفير التي أفسدت الحياة في مصر منذ صعود التيار الديني المتطرف لصدارة المشهد السياسي.

كما أن أحد أهم دعائم ثوره 25 يناير هي القصاص, وقد ساندنا الإخوان في هذا المطلب لذلك لابُد أن يجنوا ما فعلوا من قتل وحرق وتدمير وإراقه لدماء المصريين وتروعيهم.. فالقصاص ثم القصاص لكل من سرق ثورتنا وقتل وحرض على القتل.

لابُد أن تعلو كلمة الحق داخل قلب كل أب وأم فقدا ولدهما ولا نستطيع أن ننسى أم الشهيد وهى الأم التى قدمت فلذة كبدها لهذا البلد الجليل وكل يوم تتجدد ذكرى الشهداء العطرة التي لا تغيب عن قلوب أمهاتهم، ولا عن قلوبنا جميعاً.

من الجلي والواضح من كل الملايين من المصريين التي خرجت بل وتخرج باستمرار للحفاظ على مكتسبات الثورة نفاذ رصيد الثقة في إمكانية عودة هؤلاء المتاجرين بالدماء مرة أخرى لصوت العقل والحكمة فضلا عن تزايد اليأس من جماعة الإخوان وما تقوم به من إرهاب ضد المواطنين خاصة عدم التزام الجماعة في أي تظاهرة أو اعتصام بمعايير السلمية ولجؤهم الدائم للعنف, فتاريخهم بصفة عامة والأحداث الأخيرة بصفة خاصة خير دليل على جرائمهم.. لذلك فإن التصالح لم يعد قائماً مع الإرهاب الذى تمثله جماعة وقيادات الإخوان و يجب على كل الفصائل السياسية أن تُدين ما يحدث من إرهاب و بكل قوة.

بعد اندلاع الثورة كان دائماً المطلب الأساسي لجموع الشعب المصري هو مُحاكمة و مُحاسبة كل القيادات المسؤولة عن التحريض على القتل والعنف و إراقة دماء المصريين لذا أول طريق المصالحة يبدأ بتفعيل القانون على الجميع ثم العزل من ممارسة الحقوق السياسية لكل من تورط في جرائم قتل أو خيانة عظمى للوطن بعد ذلك نبدأ بكل صدق وأمانة في تفعيل العدالة الانتقالية.. القصاص والمحاكمة العادلة أول شروط المصالحة بعد ذلك نضع ضوابط الوفاق الوطني لتحقيق إرادة الشعب التي تجسدت في ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

وفي النهاية فالمجد للشهداء الذين يمثلون وقود الثورة.. المجد للشهداء أنبل من فينا.

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن سياسة الموقع.

إعلان

إعلان

إعلان