إعلان

مواكب الرئيس.. جدل كبير وخبراء يعتبرونها ''نضج سياسي''

مواكب الرئيس.. جدل كبير وخبراء يعتبرونها ''نضج سياسي''

02:49 م الجمعة 28 يونيو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

 

كتبت-علياء أبوشهبة:

منذ تولى الرئيس محمد مرسى الحكم و الحديث عن مواكب الرئيس وتكلفتها لا يتوقف، أرقام عدة تناولتها وسائل الإعلام، وبالأخص في كل مرة يخرج فيها الرئيس لأداء صلاة الجمعة في إحدى المحافظات، لتنهال بعدها ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مرحب بالفكرة، لأنها تعبر عن تدين الرئيس و مهما كانت تكلفتها فهي لا تقارن بمواكب الرئيس السابق.


الاعتداء على الموكب

أثناء خروج موكب الرئيس من قصر الاتحادية اتهم 4 أشخاص بالاعتداء على موكب الرئيس محمد مرسي، وهم عامل و طالب و مشرف أمن و ربة منزل، وذلك في شهر أغسطس على خلفية أحداث رفح التي راح ضحيتها 16 شهيدا من ضباط و جنود القوات المسلحة.

قام المتهمون بإلقاء أحذيتهم على سيارات الموكب، بالإضافة إلى قيام أحدهم إلى تهشيم زجاج إحدى السيارات، بعدها قضت محكمة جنح مصر الجديدة ببراءة المتهمين، ثم رفضت الاستئناف المقدم من النيابة العامة على حكم البراءة.

في واقعة تعتبر غريبة سرقت سيارة من موكب الرئيس في شهر سبتمبر الماضي، من أمام مسكنه في محافظة الشرقية، و تم ضبط الجناة و هم عاطلان و القبض عليهما بعد محاولة بيعها مقابل خمسة آلاف جنيه.

كما تداولت وسائل الإعلام الاجتماعي فيديو لانحراف سيارة تابعة لموكب الرئيس محمد مرسى عن مسارها و ذلك في شهر أغسطس الماضي، حيث يظهر الفيديو الذي بث على موقع يوتيوب انحراف السيارة بسبب السرعة المبالغ فيها ،وذلك أثناء إحدى الزيارات الميدانية.


صلاة الجمعة

تعتبر مواكب الرئيس أثناء أداء صلاة الجمعة من أكثر الأمور إثارة للجدل، وقد كانت الصلاة الأولى للرئيس عقب القسم الجمهوري في جامع الحسين في منطقة الأزهر، ثم توالت بعدها صلاة الرئيس في محافظات مصر منها أسيوط والفيوم و القليوبية ودمياط.

و توالت بعدها الأخبار عن مواكب الرئيس لأداء صلاة الجمعة حتى أصبحت خبرا أسبوعيا، حيث يعقب الصلاة خطاب يلقيه الرئيس، ولكن مع استمرار الانتقادات الموجهة لهذه المواكب أصبح الأمر يقتصر على أداء الرئيس للصلاة في منطقة التجمع الخامس حيث يقع مقر سكنه، وتتم الصلاة في مساجد: القدس والفاروق وفاطمة الشربتلي.


اعتراض حزب النور

انتقد حزب النور السلفي موكب الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، أثناء افتتاحه أحد المصانع بالإسكندرية، وقال الدكتور يسرى حماد، المتحدث باسم الحزب، في تصريحات صحفية موجهاً حديثه إلى الرئيس: ''هالني بشدة موكب البذخ الذى شاهده الجميع، في زيارة سيادتكم ميناء الدخيلة بالإسكندرية''.

وأضاف حماد على صفحته بموقع فيسبوك أن موكب مرسى يتعارض تماماً مع الصورة الذهنية التي عرفناها عن موكب الرسول، صلى الله عليه وسلم، وهو يفتح مكة، وما كان عليه من التواضع، مضيفا أن ما يحدث يذكر بنظام الرئيس السابق حسنى مبارك.

حول نفقات مواكب الرئيس أعلن الدكتور ياسر على، المتحدث السابق باسم الرئاسة، في عدة تصريحات صحفية له أن تنشره وسائل الإعلام من أرقام حول نفقات مواكب الرئيس ''مبالغة''، واصفاً ما ينشر حول الأرقام والمبالغ المنفقة لتأمين مرسى، بأنه عار تماماً من الصحة.

وكانت تقديرات وضعها عدد من الخبراء الأمنيين منهم اللواء محمد زاهي الذى قال في تصريحات صحفية له إن تأمين حياة الرئيس محمد مرسى أثناء زياراته الميدانية يكلف الدولة نحو 1.3 مليار جنيه تقريبا بينما كان يصل إلى 3 مليارات جنيه في عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك. وأن أن صلاة الجمعة خارج القصر الرئاسي تكلف الدولة نحو 3 ملايين جنيه من أجل تأمين الموكب واتخاذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية وهو ما يعنى أن صلوات الرئيس في المساجد الميدانية بالمحافظات وطوال فترة ولايته تكلف الخزانة العامة أكثر من 810 ملايين جنيه.


التكلفة مازالت معقولة

فيما يتعلق بالمقارنة بين ما تنفقه مؤسسة الرئاسة المصرية الآن على مواكب الرئيس و ما كان ينفق في عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، قال دكتور عبدالخالق فاروق مدير مركز النيل للدراسات السياسية و الاقتصادية، إنه لا يمكن عقد المقارنة بين مواكب الرئيسان، مشيرا إلى أن مواكب مبارك كانت ذات تكلفة ضخمة تفوق تكلفة مواكب مرسى التي يصفها بأنها مازالت تكلفتها معقولة.

أضاف عبدالخالق قائلا إن مواكب مبارك كانت أضخم من حيث عدد السيارات المشاركة في الموكب، فضلا عن عدد الأفراد الواقفين على جانبي الطريق لمراقبة و تأمين الموكب قبل مروره بفترة طويلة فضلا عن طيارات الهليكوبتر المستخدمة للتأمين، علاوة على الحظر الذى كان يتم ممارسته على الطائرات لمنع مرورها في المناطق التي يمر فيها موكب الرئيس، هذا بخلاف تعطيل مصالح المواطنين هو ما لايحدث الآن بنفس درجة التأمين.


نضج شعبي

أكد دكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة قناة السويس، على أن اهتمام العامة بمناقشة تكلفة مواكب الرئيس أمر لا يرتبط بنظام حكم أو يمس تيار سياسي معين، ولكنه سلوك طبيعي بعد الثورة التي أطاحت برأس نظام فاسد، وحركت في العامة عنصر هام جدا و هو مساءلة المسؤول.

أضاف سلامة قائلا إن حس المساءلة يعتبر أمر إيجابي وصحي، مشددا على أنه من إيجابيات الثورة التي جعلت المسؤول شخص يسأل بصفة دائمة و يحاسب على كل تصرفاته، بغض النظر عن التيار السياسي الذى ينتمى له، وهو ما يعتبر نضجا سياسيا.

كما أشار رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة قناة السويس إلى أن الحديث عن مواكب الرئيس قبل الثورة كان يقتصر على ما تسببه من زحام مرورى و أعطال، مضيفا بأن الاهتمام بالتكلفة الضخمة لمواكب الرئيس يرجع إلى أمران، أولهما زيادة الشعور بحدة الأزمة المالية ومعاناة الأفراد بسببها، وهو ما يتوجب معه إتباع سياسة التقشف، والأمر الثاني أن الرئيس محمد مرسى في بداية فترة حكمه خرج على الشعب فاتحا صدره في مشهد يتسم بالطفولة السياسية، ويتنافى مع البرتوكولات المتبعة لحماية الرؤساء.

إعلان

إعلان

إعلان