إعلان

الموائمون الجدد

الموائمون الجدد

08:23 م الإثنين 24 يونيو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - هاني عز الدين:

تبقى الأزمة في النهاية وتعود جذورها إلى لعبة السياسة الأولى ''المواءمة''، فكل مرة يتحول الصراع ويتغير الهدف يكون الغفران ونسيان الحساب.

هو عدم الارتكان على مبدأ منذ البداية، إذن هي لعبة المصالح، وهي التهمة الموجهة دوماً لجماعة الإخوان المسلمون.

عندما يتهم مرسي نظام الستينيات بالقمعي، وعندما يتهم الثوار السيسي بأنه أحد المتورطين في قضية كشوف العذرية، عندما ينتقد مرسي لقطع العلاقات مع نظام بشار الأسد، عندما يتم السعي لتطهير القضاء بدون قناعات.. ستلعب السياسة..

ستنقلب الآية على الأول ويتهم بأنه عدو للنظام الحلم الذي راعى البسطاء والفقراء، ولكنه في الحقيقة لم يكذب أو يجمل، لكنه لم يعتذر عن أبناء عباءته وعن بذلتهم القديمة الملطخة بالدماء، ربما لأنه مقتنع بأن فكرهم لم يكن كله ضلال وأن اللعبة تحكم أن يهادنهم.. لعبة سياسية..

سيقول فريق منهم، الإسلاميون قتلوا وقتلوا وسيرد الإسلاميون بأن فكرهم تغير وأن التجربة علمتهم وأنهم أعادوا النظر في ممارستهم القديمة، لكنهم ما برحوا يدافعون عن نظام لم يجلب حق ولم يعاقب ظالم بل عينه وزيراً وسيدعون للقتال والمناحرة بأسم الدين.. لعبة سياسية..

ثم بعد عام أو أقل من تعيين هذا الوزير المتهم، سيقوم من اتهموه بالالتفاف حوله لتخليصهم من صاحب عباءة الدين، الذي لا يمارسه، سيمارس الآخر الغفران، سيسمح به من ليسوا بضحايا من الأصل، بل من ساكتين عن حق.. لعبة السياسة..

طالما ظلت ورقة الشهداء مادة للمتاجرة في مناسبات عدة، وأهمها الثاني من يونيو الماضي يوم الحكم في قضية قتل المتظاهرين، عندما خرجت الحشود تطالب بالتطهير القضائي، ثم ما لبث أصحاب الكلمات المنمقة أن وقفوا بجانب من يمثل هذا القضاء ضد عدوهم.. لعبة مواءمة سياسية..

وإذا كانت وستظل اختيارات رئيس الجمهورية الحالي محل شك وريبة لدى البعض، فستتم مهاجمة أي وزير وتضخيم أي تصرف والوقوف له بالمرصاد دون التفكير الواقعي والصحيح.. لعبة سياسية..

ستظل السياسة هكذا، ولكن في ظل صراع بين مجموعة قتلة ومنتفعين، ستدهس كل المبادئ الثورية، التي لم يمتلك أصحابها الذكاء الواقي للدفاع عنها وعن أرواح شهدائهم..

ستكون النتيجة أن من انتقدوا الجماعة المواءمة مرات ومرات، حان عليهم الوقت ليرتدوا عباءتها، ولكن السؤال هل يمارسون نفس الموهبة في اللعب؟.

إعلان

إعلان

إعلان