إعلان

الوزير الكذَّاب يروح النار

الوزير الكذَّاب يروح النار

08:06 ص الأحد 12 مايو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - حمدي رزق:

الكذب ملوش رجلين، إخوان كاذبون، صدّعونا بعشرة ملايين طن قمح، والزرعة صحت، والاكتفاء الذاتى من القمح يا دادى، وسى مرسى رضى الله عنه- على خطى سيدنا يوسف عليه السلام- سيملأ الصوامع قمحًا، سبع سنبلات خضر وأخر يابسات، والقمح الليلة، الليلة، ليلة عيده، يا رب تبارك تبارك وتزيده، والحضرة والذكر انجلى وارقص ولعلع يا وله، وفجأة وقبل الحصاد بهنيهة، وأكل الفطير المشلتت بالعسل الأسود، يخرج فى التغيير وزير القمح فى مفاجأة من العيار الثقيل.

كنت مع الوزير صلاح عبدالمؤمن، الشهير بصلاح يوسف، (تيمنًا بسيدنا يوسف) على موعد فضائى للتحقق من رقم عشرة ملايين طن قمح هذا العام فى إنجاز نهضوى يشبه الإعجاز، ونفرح شوية، فرحة القلب الحزين ليلة الحصاد. الوزير قرر تأجيل اللقاء، الفار كان بيلعب فى عب الوزير، أجّل اللقاء أيامًا إلى ما بعد التغيير الوشيك، لعل وعسى يصير، وصدق حدس الوزير، خرج فى التغيير. هنأته هاتفيًا على الخروج الآمن من وزارة قنديل، عادة ما يخرج الوزراء على سجن طرة مباشرة، سالمة يا سلامة، سألته: حسنًا خرجت، ولكن لماذا التغيير وأنت صاحب الرقم الفريد، عشرة ملايين طن قمح كفيلة بأن يرفعك الرئيس فى أعلى عليين، لو بالإنجاز تستحق منصب رئيس الوزارة، الوزير الذى يحقق اكتفاء ذاتيًا من القمح قليل عليه رئاسة الوزارة، يجعله الرئيس على خزائن الأرض، على الأقل رقم يثبتك فى مقعدك الوزارى سبع سنوات سمان؟

على طريقة عبدالوهاب أجابنى: من غير ليه، طيب والقمح الليلة، وعيد الحصاد، أنت صاحب الإنجاز الذى يتباهى به مرسى وإخوانه العالمون، ويلوموننا على تجاهل معجزة القمح، كان عليهم الإبقاء عليكم حتى نهاية الحصاد، حتى زيارة القمح الرئاسية فى شرق العوينات، ويوزنوا بالطن، قال باقتضاب المتحسر: لا تسألنى اسأل رئيس الوزراء؟

باغته: أخشى أنك كذبت على الرئيس فى رقم العشرة ملايين، ولذا عاقبوك، قال الوزير: العشرة ملايين هى مجرد توقعات، لم نقل بها وحدنا، وقال بها غيرنا، مضيفًا:

القمح فى الغيطان، لما يتحصد نتكلم عن الملايين، قلت: ربما توقعاتكم خابت ولذا تمت الإطاحة بكم فى التغيير الوزارى، شدّد الوزير: القمح لسه فى الغيطان، لما يتحصد نعرف، الدكتور قنديل كلمنى وشكرنى على الفترة التى قضيتها فى الوزارة، ففهمت إنى من الخارجين، ولكن لابد أن يقولوا للناس الأسباب، دخلنا ليه وخرجنا ليه؟

فعلا جايين الوزارة ما نعرف ليـــــــــــــه، ولا قاعدين ليه، ولا خارجين ليه، ولكن فى قضية وزير الزراعة- تحديدًا- مطلوب بيان من رئيس الوزراء يفسر خروج وزير الزراعة تحديدًا، وزير صاحب موسم زراعى ناجح بشهادة الرئيس والمرشد، وزير بركة، وبركته حلت بلا سماد ولا سولار، البركة طرحت فى الغيطان، والسنابل امتلأت بلولى من نظم سيده.

آخرة خدمة الغز، فيها قولان، إما أن العشرة ملايين كانت كذبة ورّط فيها الوزير رئيس الوزراء، وبالتالى ورّط رئيس الوزراء الرئيس، فورّط الرئيس المرشد، وتورط المرشد فى حديث البركة، إذن الوزير لو كذاب يخرج من الوزارة غير مأسوف عليه، ويروح النار. وإما أن الوزير صادق ويخرج من الوزارة أيضًا لأن هناك من يود أن ينسب لوزير التموين باسم أفندى عودة الإنجاز القمحى الوهمى، خاصة أن باسم عودة هو أول من بشّر المصريين برقم العشرة ملايين طن قمح، أو أن الرئيس يحمى ''عودة'' من تداعيات الكذبة السودة، يشيلها الوزير، خد الشر وراح، وزير كذاب قال رقمًا بدون حساب، يقينًا الدكتور صلاح وزير صادق، هم إخوان كاذبون.

إعلان

إعلان

إعلان