لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

منى سلمان والبحث عن الحرية !!

منى سلمان والبحث عن الحرية !!

11:02 م الجمعة 01 مارس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- طارق الشناوي:

لا أتصور أن منى سلمان سوف تبوح للإعلام بأكثر مما كتبته على صفحتها الإلكترونية لتنهي رحلة عمرها 8 سنوات مع قناة الجزيرة كانت هي واحدة من ألمع نجوم تلك القناة.

تابعت المذيعة السمراء ابنة الصعيد على مدى أكثر من 15 عاماً عندما بدأت خطواتها الأولى بعد تخرجها من كلية الإعلام في إذاعة الشرق الأوسط المصرية ثم انتقلت للقنوات المتخصصة التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون في بداية إنشاءها عبر محطتي الدراما والثقافية حتى استقرت في الجزيرة وبعد ذلك كانت الجزيرة مباشر من القاهرة هي خطوتها الأخيرة مع  الجزيرة.

شكلت ثورة 25 يناير بين مقدمي ومذيعي الفضائيات منعطفاً خطيراً في الفرز وأيضاً في التلون حيث أن القطاع الكبير من هؤلاء سارعوا بارتداء زى الثوار بينما كانت منى واحدة من قلائل زادتهم الثورة إصراراً على مواصلة الطريق فلقد كانت مواقفها معلنة قبل الثورة ضد فساد مبارك وضد توريث الحكم لجمال، توافقت مشاعرها مع توجه القناة وكانت منى في الجزيرة مباشر صوتاً إعلامياً هادئاً ورصيناً حافظت على هدوء النبرة برغم  الصخب الدائر من حولها، كانت مشاعرها تحتضن الثورة ورغم ذلك حرصت على الأداء المهني الذي يرنو إلى الحقيقة.

بعض الإعلاميين ضبطوا موجتهم على الثورة لم تكن لديهم قبل الثورة مواقف ولا قناعات بل إن عدداً منهم كانوا ضالعين في الدعاية والتمهيد للتوريث بحجة وليه لأ، أليس جمال مواطناً مصرياً، هؤلاء رأيناهم أول من تغير 180 درجة وانقلبوا على مبارك والهانم وجمال وصفوت وعزمي وعز. بينما منى لم تكن أبداً سوى مذيعة لديها موقف معلن وجاءت الثورة لتحقق حلمها.

لم تذكر منى شيئاً محدداً في الاستقالة ولكن من الممكن أن تقرأ إحساس مذيعة تريد أن يكون صوتها هو تحديداً فكرها، الجزيرة تقف الآن مع مرسي الذي أصبح بينه وبين الثورة  تناقض حاد بعد أن أصبح رهانه فقط على أهله وعشيرته، من الواضح أنها أرادت التعبير عن نفسها بحرية أكبر من خلال منبر يتوافق سياسياً مع قناعاتها، بعض مقدمي البرامج ينتقلون من قناة إلى أخرى بحثاً عن المرتب الأعلى وليس التوافق السياسي. لا أدري ما هي خطوة منى التالية ولكني أتصورها الآن في مرحلة التقاط الأنفاس، أنا موقن أنها لم تغادر الجزيرة من أجل إغراء مادي تلقته من قناة منافسة. الجزيرة منبر واسع الانتشار يحرص الإعلامي على البقاء تحت مظلته حتى لو كان هناك من يدفع أكثر لأن ما تحققه الجزيرة من كثافة في المشاهدة يجعل الإعلامي يفكر ألف مرة قبل اتخاذ قرار المغادرة ولهذا لا يتبقى سوى أننا بصدد اختيار سياسي وفكري.

 سبق لكل من حافظ المرازي ويسري فودة وسوزان حرفي أن انتقلوا من الجزيرة لقنوات مصرية وعربية وأطلوا على المشاهدين من منابر أخرى، لدينا في الحقيقة نموذج واضح هو الإعلامي الكبير حمدي قنديل تاريخه الإعلامي هو بالضبط يشكل ملامح لخريطة الوطن في البحث عن حريته بدأ مع بدايات التليفزيون المصري بعد عامين من إنشائه عام 1962 ببرنامج ''أقوال الصحف'' وبعدها انتقل بعد بزوغ الفضاء إلى محطة ART وليس سراً أن حسني مبارك هو الذي طلب من صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها أن يعيده للتليفزيون المصري وعندما لم تستطع الدولة أن تتحمله انتقل إلى دريم ثم  قناة دبي وبعدها رأيناه في رحلة قصيرة جداً إلى قناة ليبية تُبث من لندن أغلقها القذافي بعد حلقات قليلة مراعاة لخاطر مبارك، كان قنديل هو الصوت الذي ضبط الناس في مصر موجتهم عليه وقبل الثورة بعامين ابتعد عن الإعلام ولكنه كان في بؤرة النضال ولا يزال يناضل بالكلمة المكتوبة ويبدو أن غيابه سيطول عن الفضائيات رغم أنه رسمياً لم يعتزل.

 لا أتصور أن منى سيطول غيابها، نعم هي لم تغادر الجزيرة لأن هناك عرضاً أفضل رغم أن هذا الموقف لا يعيب مقدم البرامج المحترف، ولكن هناك فارق بين مذيع  مهني وآخر لديه موقف فكري ووطني حيث أن الرهان يصبح في هذه الحالة مرتبطاً بالحرية المسموحة ولهذا من المؤكد سوف نرى منى سلمان  قريباً وهي تطل علينا في قناة تحتضن قناعاتها.

إعلان