لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وكأنه فتح عكا

وكأنه فتح عكا

09:45 م الثلاثاء 08 أكتوبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - حمدي رزق:

قبل أن يحل الليل كانت مدينة ''عكا'' قد صارت فى يد المسلمين بعد حصار دام أربعة وأربعين يوما، وبعد أن احتلها الصليبيون مائة عام، وصلت أنباء تحرير عكا إلى دمشق، ففرحت كثيرا، وتزينت، ودخلها الأشرف يجر الأسرى الصليبيين مقيدين بالأغلال، وقوبل بفرح عظيم، ورفعت رايات النصر فى القاهرة، وفرشت الشقق الحرير تحت حافر فرس السلطان، زار الأشرف قبر أبيه الملك المنصور، ثم صعد إلى قلعة الجبل.

عجبا بين صفوف تحالف دعم المعزول من يود صعود جبل المقطم، وبعضهم يتهيأ إلى جوار قبر أبيه، ونفر منهم يتخيل إخوانه بالجلاليب والخرطوش جيش السلطان الأشرف، ويدعوهم للزحف على التحرير وحصاره 44 يوما، سقوط التحرير أول طريق ''فتح مصر''، التحالف يدعو الشعب يوم الجمعة إلى وليمة دم، ولن يمنعنا أحد عنه مهما كانت التضحيات!!

الحمد لله رب العالمين، القدس عادت إلى ديار المسلمين، وعكا فتحت من جديد، يا سلام ع الزحف المقدس، لم يتبق محتل من أرض الإسلام سوى التحرير، عجبا التحرير ليس الكعبة المشرفة، ولا دخول التحرير فتح عكا، ولا مسجد عمر مكرم هو المسجد الأقصى الذى يتوجب تحريره من الصهاينة المغتصبين، التضحيات تبذل فى مكانها الصحيح فى القدس يا إخوان يا مسلمين.

التحرير ليس مهبطا للوحى، ولا أمّه الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام، ودخول التحرير ليس دخول فلسطين، يشددون على دخول التحرير مهما كانت التضحيات، ألم تكفكم التضحيات فى رابعة وأخواتها، ألا ترتوون من الدماء، ألديكم فائض من الدماء والأرواح لتخضبوا ميدان التحرير.

أتتبضعون مذبحة جديدة، أتسعون إلى جريمة جديدة تضاف إلى جرائمكم، ألا ترعوون لقول المولى عز وجل: ''وَأَنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ'' البقرة :195، دخول التحرير مستحيل، وضع اليد لا ينفع فى التحرير، أمن أجل التحرير تضحون بخيرة شباب الجماعة، أمن أجل لقطة عبثية فى الجزيرة القطرية تسوقون زهرة شباب الجماعة إلى حتفهم؟

ولو دخلتم التحرير ما عساكم فاعلون، أتقتلون وتقتلون، خيالكم مريض، من يؤم التحرير ليسوا صهاينة محتلين، ولا يتحصن بعماراته ''فرسان المعبد''، التحرير ملك للمصريين، وحشكم التحرير، من إمتى، فاكرين الشرعية للبرلمان ليست للميدان، أنسيتم تقبيحكم للتحرير ومن ينزل التحرير؟ كل الهرى والجرى، والكر والفر، والضحايا من أجل دخول التحرير، مهما كانت التضحيات، أأدمنتم التضحيات، ولِّفتم على الدم؟!

سبحان الله، الأولة مرسى، والثانية الشرعية، والثالثة التحرير، عجبا كل يوم بعنوان جديد، وجديدكم التحرير، كنتم فين لما كان التحرير تحرير، كنتم لابسين حرير فى حرير، وفرشتم الشقق الحرير تحت حافر فرس السلطان مرسى، كنتم فى التحرير قبلا، ما ولاكم عن قبلتكم، تركتم التحرير ما ترككم التحرير، فضلتم عليه الاتحادية، وتناديتم إلى البرلمان، أتنسون أم على شبابكم ومنهم تضحكون.

تذكرتم التحرير، عن أى تحرير تتحدثون، وتدعون للزحف، ألا تتدبرون ما يجرى لشبابكم فى الشوارع والميادين، أكلما خرجت مسيرة تعود حاملة خيرة شبابها، جثامين، ألا تضج مضاجعكم الأرواح البريئة التى تزهق فى الشوارع وتراق دماؤها على الأسفلت، ألا تتفكرون من يتصدى لمسيراتكم، أتتخيلون أنه جيش السيسى أو شرطة محمد إبراهيم، إنه الشعب العظيم الذى يرابط فى التحرير. الأحد فات، والسبت فات، والنهاردة يوم الثلاثاء، ماذا أنتم فاعلون؟ إلى متى تنزفون؟ صحيح أنتم لا تنزفون من دمائكم، ولكنها دماء المصريين حتى لو كانوا إخوانا مسلمين، الدماء تغرقكم، الأرواح فى رقبتكم، لماذا تدفعون بزهرة شباب الجماعة إلى التحرير إلى المحرقة؟ ولو أُرهِقَتم الدماء شلالا لن تغرقوا التحرير، ضرب من الجنون ما تسعون إليه، صعود الجبل أو نزول القبر أقرب إليكم من دخول التحرير.. مهما كانت التضحيات!!

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان