لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يعود ساركوزى؟!

هل يعود ساركوزى؟!

01:20 م الثلاثاء 08 مايو 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم -  محمد أمين :

الأنظمة فى الخارج تذهب ولا تعود.. فى مصر الأنظمة بسبعة أرواح.. لا تعرف لماذا؟.. تعتبرها نوعاً من العشرة.. تعتبرها محبة أو ربما لدواعى الاستقرار.. أى شىء من هذا القبيل.. المهم أن الأنظمة عندنا تبقى وتتمدد، ويظهر من يطيل عمرها.. أبسط مثل فى الانتخابات الرئاسية.. ذهب مبارك، لكن عندنا ألف مبارك آخر.. فى فرنسا سقط ساركوزى وهو فى الحكم، وفاز هولاند القادم من المعارضة!

أين نحن من هذه الديمقراطيات العريقة؟.. يسقط الرئيس فى الحكم.. دون هتافات ولا أى شىء.. حكم الصندوق على الجبين لازم تشوفه العين.. لا يتدخل الرئيس فى الانتخابات.. لا يأمر حبيب العادلى، ولا حتى زكى بدر - سامحه الله - لا الأمن المركزى يتحرك، ولا أمن الدولة، ولا أمن الموانى.. الشرطة فى خدمة الشعب.. الشرطة فى خدمة الوطن.. وليس فى خدمة النظام، وإن سقط الرئيس!

يا ترى متى يأتى اليوم الذى تُعلن فيه نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية؟.. متى نتلقى التهانى على الانتخابات؟.. متى يعود العسكر إلى ثكناتهم بكل بساطة وسلاسة وسهولة؟.. متى نجرى انتخابات رئاسية أو برلمانية دون تزوير ودون إملاءات ودون تدخل؟.. متى تكون النتائج عندنا فى حدود ٦٠% فقط؟.. فرانسوا هولاند حصل على ٥١.٦٢% من أصوات الناخبين، فى انتخابات الرئاسة الفرنسية!

لا أحد تدخل لتحسين صورة الرئيس ساركوزى.. لا أحد استخدم المال السياسى، لا أحد حاول رفع نسبته من ٤٨.٣٨%، لتبقى المسافة بين الفائز والخاسر ٢% مثلاً.. الشعب يتكلم عبر الصندوق.. يفعل الرئيس طوال حكمه ما يشاء.. ويقول الشعب فى الصندوق ما يشاء(!).. هذه هى الديمقراطية.. لا ساركوزى يستطيع أن يعود برجاله.. ولا يجرؤ أن يعتصم على أبواب قصر الإليزيه(!)

تداول السلطة يحدث عبر صناديق الاقتراع.. لا يحدث عبر بلطجة، وشعارات طائفية، ومال سياسى.. الشعوب لا تكره ولا تحب.. تتعامل بالورقة والقلم.. تراجع الإنجازات وكشوف الحسابات.. لا تحب ساركوزى لأنه لطيف، ولا لأن دمه خفيف، ولا لأن سيدة الإليزيه كارلا برونى دمها شربات.. ولا تكرهه لأن دمه بايخ.. الشعوب لا تحب ولا تكره.. الأوطان العظيمة لا تنشأ على الحب أو الكراهية!

فى بلاد الغرب، يحكم الناخب والمرشح كشف حساب.. لا تعرف حكاية «اللى عرفناه أحسن من اللى ما نعرفهوش».. ساركوزى مثلاً كان الرئيس.. فى عُرْفنا ممكن يبقى نديله فرصة تانية.. فى عُرْفهم فاشل.. طبعاً له جمهوره وله أنصاره، بدليل نسبة التصويت.. لكنها نسبة غير مؤهلة للحكم.. ولم تخرج ملايين ساركوزى تفعل ما فعله أنصار أبوإسماعيل.. هذا هو الفرق بين دولة القانون والغابة!

فى بلادنا يموت الرؤساء فى الحكم.. يستخلفون من بعدهم من يحكم البلاد.. كانت خيبة مبارك أنه استخلف الوريث.. حوّلها إلى ملكية.. لو أنه اختار أحد رجاله ما قامت ثورة تطيح بالنظام.. الآن ظهر رجال مبارك.. يستدركون ما فات الرئيس «المخلوع».. بعضهم يريد عودة مبارك من جديد.. لأنه صاحب الفضل، ولأنه المثل الأعلى.. الغريب أن هؤلاء يريدون أن يكونوا رؤساء جمهورية الثورة؟!

الطريف أن الأنظمة فى بلاد الشرق تبقى وتستمر وتنتشر.. لأنها أنظمة بسبعة أرواح.. أما فى بلاد الغرب فهى تنتهى بكلمة من الشعوب، وتستمر بكلمة أخرى عبر الصندوق.. لا يعرفون غزوة الصناديق، ولا المال السياسى، ولا شرطة العادلى، ولا أمن الدولة.. ومن هنا سقط ساركوزى.. ولن يعود!

اقرأ أيضا :

هل يسكن الرئيس قصر عابدين؟

إعلان

إعلان

إعلان