لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

القانون الأعرج

القانون الأعرج

12:28 م السبت 25 فبراير 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - عمر حسانين:
 
الحديث عن ''إصلاح جهاز الأمن'' يأخذ طريقا سوف يفرغه من مضمونه إذا سار فى هذا الاتجاه، فهناك كثيرون يدفعون بالقضية إلى نقاط هامشية، وآخرون يجرونها للحفاظ على مصالحهم ومكاسبهم، ويبقى فى النهاية ''الوطن'' هو الذى يدفع الثمن.. تحولت ربوعه إلى ساحات من المعارك، التعامل فيها بقوة ''الدراع''، هذه الحالة بدت واضحة فى قصة - أغرب من الخيال - دارت تفاصيلها فى ''القاهرة الكبرى''، حيث عجزت الشرطة عن مقاومة بلطجية، فاستخدم الضحايا نفس الأسلوب فى انتزاع حقوقهم، و''سلم لى على دولة القانون''.

كانت الساعة تقارب العاشرة مساء، على الأطراف، حين اعتدى مجموعة من ''البلطجية'' - الذين يتسترون خلف قيادة سيارات دون أرقام أو أبسط وسائل الأمان - على ركاب إحدى السيارات، راكب منهم أجرى اتصالا بمسؤول فى مديرية الأمن، وبعدها تم إخطار رئيس مباحث القسم الذى شهد الواقعة، ودار حوار بين الراكب ورئيس المباحث.
 
■ رئيس المباحث: ألو.. مساء الخير يا أستاذ ''فلان''.. أنا الرائد ''....'' رئيس المباحث، أنا تحت أمرك، ''علان بيه'' بلغنى إن فيه مشكلة عندك، خير؟!
 
■ الراكب: مساء النور يا سيادة الرائد، أنا هنا فى ''........'' والناس بتتبهدل وتتضرب وتتشتم فى موقف ''.......'' وياريت حضرتك تلحق الموقف قبل ما تحصل كارثة.
 
■ رئيس المباحث: آه عارف المنطقة دى، مليانة عيال بلطجية وبتاعة مخدرات، ونص العربيات اللى معاهم من غير ورق، لكن حضرتك عارف وضع الشرطة، أنا إذا نزلت عندك ممكن أعرض نفسى والقوة للخطر.
 
■ الراكب: وإيه الحل يا ''......'' بيه؟
 
■ رئيس المباحث: شرفنى فى المكتب، اشرب القهوة وادينى اسم ''الواد'' اللى اتهجم عليك وأنا هجيبه بطريقتى، وسيبك من اللى حصل للناس.
 
■ الراكب: شكرا يا ''....'' بيه، خلى حضرتك فى المكتب وأنا اللى هتصرف.
 
وبعد أقل من ساعة، كان هذا الراكب - حسب روايته وشهود العيان - يجلس يشرب ''شاى وشيشة'' فى نفس الموقف الذى شهد الواقعة، والسائق الذى تهجم عليه يتلقى كل أنواع الضرب والسب، وتم إرغامه على تقبيل رأس الراكب، الذى طلب مسؤول المديرية من تليفونه المحمول، ودار بينهما هذا الحوار:
 
■ الراكب: مساء الخير يا ''........'' بيه، متشكرين على خدمات الشرطة.
 
■ الضابط: عملت إيه؟ أنا كلمت رئيس المباحث، عمل إيه معاك؟
 
■ الراكب: أنا اتصرفت بمعرفتى وجبت حقى، البيه عارف إن فيه بلطجية وعربيات مضروبة ومخدرات، لكن خايف على نفسه والقوة.
 
■ الضابط: عملت إيه؟!
 
■ جبت ناس علموا السواق الأدب، ولو حد مضايقكم وعاوزين تأدبوه اتصل بى وأنا أبعت لك ''الرجالة''.
 
هذه المصيبة الثقيلة هى نموذج مصغر لأحوال الشرطة فى بلدنا، وسنرى مزيدا من الكوارث، إذا لم نستطع إعادة تأهيل هذا الجهاز ووضعه على خط البداية الصحيح.

 

إقرأ ايضا:

خبير: الإعلام الحكومى لم ينحاز لأي قوي سياسية فى الانتخابات البرلمانية

إعلان