لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ستدفع ثمن اختيارك

ستدفع ثمن اختيارك

06:35 ص الجمعة 07 ديسمبر 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - زياد العليمي :
فى تقرير لوكالة رويترز للأنباء، قدرت الأعداد التى خرجت فى محافظات مصر المختلفة، يوم الثلاثاء الماضى، بـ25 مليون مواطن، خرجوا رافضين إدارة دولتهم بطريقة التنظيمات السرية، خرجوا ليرفضوا أن تدير أيها الرئيس دولتهم لصالح أهلك وعشيرتك! خرجوا مؤمنين بأن مصر يجب أن تظل وطنًا لكل المصريين، مطالبين بأن يكون رئيسهم الذى انتخب، حتى لو كان ناجحًا بفارق بسيط بعد عصر الليمون، رئيسًا لكل المصريين.
 
الملايين التى خرجت توجه جزء منها إلى قصر الاتحادية، آملين أن يخرج لهم الرئيس، الذى تباهى فى بداية ولايته بأنه لا يرتدى قميصًا واقيًا، كما خرج لأهله وعشيرته، يشرح لهم موقفه، ويخبرهم لماذا يتخذ ما اتخذه من إجراءات استثنائية ويفعل ما يفعله بدستور بلادهم، بعدما كانوا يأملون أن يكون دستورًا لكل المصريين يجمعهم لا يفرقهم، فيجعل منهم شعبين لا شعباً واحداً.
 
لم تخرج لهم، ولم تكلف نفسك عناء تبرير موقفك، الذى لا يمكن فهمه إلا بأن دولتنا تديرها الآن جماعة سرية لا مؤسسات الدولة! قررت الخروج من باب خلفى وتحصين نفسك، فخرجت من السجن، لتسجن نفسك بنفسك فى سجن أكثر فخامة، لكنه فى نهاية المطاف يبقى سجنًا. تصرف المتظاهرون بأقصى درجات التحضر التى عرفهم العالم بها خلال ثورتهم الباسلة، ورغم إطلاق قوات الشرطة قنابل الغاز عليهم فإنهم قاوموا ذلك بصدورهم العارية وحناجرهم فقط، فكان لهم ما أرادوا! وصلوا إلى أبواب قصر الاتحادية، وأمنوا خروج قوات الشرطة التى كانت تواجههم بقنابل الغاز منذ قليل! عاملوهم كما يحب المصريين أن يعاملوا خصومهم وكما علمهم دينهم «وأتبِع السيئة الحسنة تمحها» و«إذا ضربك أحدهم على خدك الأيمن فأدر له الأيسر»، هذا هو شعبنا وهذا هو ديننا.
 
لم تخرج لهم، فاعتصم عدد منهم أمام «قصرنا» - الذى تعمل به - انتظارًا لأن تراجع نفسك! دخلت «قصرنا» فى اليوم التالى، ولم يتعرض لك أحد.
 
وجاءت رسالتك واضحة للجميع، فقد جمع أحدهم بلطجيته من أنحاء مصر، وأرسلهم محملين بأنواع مختلفة من الأسلحة من قنابل المولوتوف وقنابل الجبس والمسدسات بأنواعها «الخرطوش والحى»، ليهاجموا - فى وضح النهار - متظاهرين عزلاً استخدموا حقهم السلمى فى التظاهر والاعتصام.
 
وفى اليوم التالى احتفلت العصابة باستشهاد ستة شباب من أبناء شعبنا - كأى قوات احتلال تتمكن من إصابة أبناء الأرض التى تحتلها - لكنك نسيت، كما تناست العصابة، أننا شعب لا مكان لمحتلين أو مستبدين على أرضه، فنحن من نتنفس الحرية، فهل تستطيع أن تدفع هذه الملايين للتوقف عن التنفس؟!
 
لم تع - كما لم تع العصابة المسلحة - أن هناك فارقًا شاسعًا، بين أن يكون بينك وبين أبناء شعبك خلاف - أو حتى تناقض فى الأفكار - وأن يصبح بينكم دم! اليوم صار بيننا دم أريق على أيدى رجالك. أنت تواجه شعبًا قد يصبر، لكنه لا ينسى الثأر ولا يسكت عن حقه! نؤمن بحقنا فى إقامة دولة وطنية قوية يحكمها القانون، وفى دولة القانون يكون مكان المجرمين السجون لا السلطة.
 
اخترت بنفسك ألا تكون رئيسًا لنا، ولم نطالب بإسقاط شرعيتك حتى أسقطتها بنفسك، فلن يحكم بلادنا يومًا حاكم بيننا وبينه دماء أنبل من فينا. سنحمى بلادنا وندافع عن حريتنا حتى آخر نفس يدخل صدر كل منا، لن يعوقنا شىء عن استرداد حقوقنا، والثأر لشهدائنا، فليس هناك أغلى من الدم. وستظل حبيس سجنك، الذى صنعته لنفسك، حتى تصل للمكان الذى تستحق. سنحاسب كل من تلطخت أياديه بدماء المصريين، فرسالتك وصلت واضحة جلية، وعلى الباغى تدور الدوائر.

إعلان