لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خالد الصفتي يكتب لمصراوي: مصر بيتلعب فيها يا ريس!

خالد الصفتي يكتب لمصراوي: مصر بيتلعب فيها يا ريس!

06:41 م الخميس 15 نوفمبر 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- خالد الصفتي:

عند قُتل العشرات من جنود مصر في سيناء، وإهراق دمائهم الطاهرة على حدودنا وهم مرابطون لحراستنا وحراسة أرضنا، لم نرَ رد فعل من الرئاسة كما حدث عند قتل أحد أعضاء حركة حماس، حيث تم سحب السفير المصري من تل أبيب (مرة واحدة) وبسرعة البرق دون أن تحسب عواقب هذا التصرف، ولانتائجه!

ماهي الخطوة التالية؟

هل ستكون إعلان الحرب على إسرائيل من أجل عيون منظمة حماس، لافلسطين، فضلاً عن مصر (المسكينة) التي لم يعد لها أحد؟

وهذه الحرب التي يجب أن تكون الخطوة التالية لنا، كيف سيكون شكلها في ظل (الموت الإكلينيكي) الذي يعاني منه اقتصادنا؟ كيف سيكون أداء جيشنا فيه أمام جيش إسرائيل المدعوم بجيش الولايات المتحدة؟

هل سنعلن الحرب ونهاجم نحن تل أبيب.. أم سننتظر حتى يتم احتلال سيناء وندخل بجيشنا الذي فشل في تطهيرها من بضع عشرات من الإرهابيين المدنيين؟

أم أننا سنصمت عندن احتلالها و(نطرمخ) كالعادة ونعتبر أن هذا هو المراد من رب العباد.. ونحمد الله الذي أراحنا من صداعها؟

ما أخبار قيادة الجيش وما موقف (السيسي)؟ هل هو مستعد عسكرياً للحرب، في ظل استنزاف قوى الجيش نفسياً وتكنيكياً طوال العامين السابقين من أبناء مصر أنفسهم؟ وكذلك في ظل تواضع تسليح الجيش المصري تكنولوجياً مقارنة بجيش الدفاع الإسرائيلي، وبعد منح شبابنا مئات الآلاف من (الإعفاءات) من التجنيد؟

وعلى ذكر الجهاد.. الشيخ المستفز المبتسم الذي بشرنا بالزحف على القدس شهداء بالملايين ماذا يفعل الآن؟ هل يعد العدة ويجهز الشهداء للموت في القدس؟

ماذا حدث لنا؟ هل قمنا بثورة 25 يناير لكي ننطلق في طريق الرعونة قُدماً؟ هل أريقت دماء أبنائنا من أجل حركة حماس (لافلسطين)؟ هل دمرنا اقتصادنا إكراماً لعيون الجهاديين التكفيريين وفتاواهم المتطرفة؟

ماذا يحدث؟ إننا نشعر وكأن مصر (بيتلعب فيها) من كل حركةٍ وتيارٍ وجماعة ومنظمة!

أين جهابذة الثورة التي كانت ثرثرتهم تملأ الدنيا على اللي يسوى واللي ميسواش.. لماذا صمتوا الآن صمت الموتى؟ هل (أمن مصر القومي) لايعني لهم شيئاً؟!

أيها الرئيس المنتخب.. المصريون رفعوك إلى السماء بانتخابهم لك، وهم متأكدون أنك ستعمل من أجلهم من أول يوم تتسلم فيه الحكم..

كانوا يقرؤون ويسمعون عن تاريخ الإخوان من وسائل الإعلام المناهضة لجماعتك، ولم يصدّقوا ما قرؤوه، بل توسموا فيك الخير وتوكلوا على الله وانتخبوك، ومن شدة افتتانهم بك أطلقوا إشاعة أنك تتنازل عن راتبك كله لصالح البلد، وصاروا يتحدثون عن رئيسهم الحافظ لكتاب الله، الذي لايفوّت صلاة في المسجد، والذي (فتح صدره) بعد دقائق من فوزه معلناً أنه لايرتدي واقياً من الرصاص، وأنه يشعر بالأمان الكامل وسطهم، وسمعوا بآذانهم وعودك بمحاربة الفساد..

لكن نفس المصريين يمكن أن ينقلبوا عليك 180 درجة.. وقريباً جدا، إن لم يشعروا أن كل قرار تصدره هو في صالحهم.. وصالحهم فقط، الآن أنت تستنكر الصمت الدولي حيال مايحدث في غزة، بينما نحن نستنكر (الصمت المصري) إزاء مايحدث في سيناء!

وبالمناسبة.. فاستدعاء السفير المصري من تل أبيب لم يمنع إسرائيل من استكمال عمليتها العسكرية حتى تحقق كل أهدافها بدقة واحترافية، حتى أن طائراتهم قصفت مناطق جنوب قطاع غزة بالقرب من المنطقة الحدودية بين مصر والقطاع برفح، ودكت الكثير من الأنفاق التي لم يفلح الرأي العام المصري في إقناعك بهدمها!

فهل سنتعلم من العدو معنى العمل الجاد؟!

حولت جاهداً ألا أكتب في السياسة لكن من هول ما تعيشه مصر الآن.. لم أتمكن!

من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي ليست (على هوى) الكثير من المصريين (مع إنه كلام الله ورسوله):

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)، (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير)، (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)،

(ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى)..

(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، (وتعاونوا على البرّ والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان)، (المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف)..

ومن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي يتحمسون لها جداً:

(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم)، (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)، (إن الدين عند الله الإسلام)، (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)..

(قصوا الشوارب, وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)، (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)،

مازال نفس الكابوس يجثم على صدري من فترةٍ لأخرى حتى وقت كتابة هذه السطور:

''العبدلله جالس في لجنة الامتحان وبيده ورقة الإجابة بيضاء من غير سوء، والمراقب يهتف:

باقي من الزمن خمس دقائق''!

فأقوم من نومي فزعاً، ثم ما ألبث أن ابتسم في حبور عندما أتذكر أني أنهيت دراستي الجامعية منذ سنوات لايعلم عددها إلا الله..  وأواصل نومي في استمتاع!

فشلت في معرفة السبب في تكرار ذلك الكابوس اللعين، مهما غاب سنوات وسنوات، لكنه في النهاية يأتي ليباغتني ويوقظني من أحلاها (نومة)؟!

قابلت أناساً يصنفون البشر حسب أذواق أحذيتهم، وعرفت آخرين لايمكن أن يلبسوا سوى ماركاتٍ بعينها من (التي شيرتات)، وأصناف ثالثة تبيع كل ماتملك لشراء ساعة ''رولكس'' أو ''لونجين''!

كل ماسبق يعمق لديّ أكثر وأكثر إيماني بألا أتصرف أوألبس إلا مايروق لي.

ورغم أن البعض يفسر هذا السلوك بأنه نوع من الغرور والتعالي على الناس، إلا أن هناك زاوية للرؤية -لم يروها- تفيد بأن صاحب هذا السلوك مؤمنٌ بأنه (ليس هو محور الكون) وأن الآخرين لن يعيروه التفاتاً ويقتطعون أوقاتاً يتأملون فيها تسريحة شعر جنابه أو محاولة التقاط ماركة (الشراب) الذي يضع قدمه الكريمة فيه، وبالتالي فليس هناك مايبرر أن يتكلّف ويعاني في انتقاء (الطقم) الذي سيخرج به كل مرة، ولايوجد في الحياة أفضل من البساطة وعدم التكلف!

د. ماجد أبو غربية الذي يشغل حاليا منصب العميد المشارك لشئون الأبحاث، وأستاذ الكيمياء الطبية ومدير مركز أبحاث اكتشاف الأدوية في كلية الصيدلة، جامعة تمبل، فيلادلفيا، بنسلفانيا.. نموذج مشرف لمصري يقود صناعة الدواء في العالم!

قال بعض الأصدقاء: مصر تتحول إلى (إيران) بالتدريج، فقلت في سري: إنتوا تطولوا؟!

في مواكب القطعان تتحرك الأرجل وتتوقف العقول!

إعلان