إعلان

مقال سخيف

مقال سخيف

02:59 ص الإثنين 08 أكتوبر 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب - أحمد سمير:
كيف تعرف أن في بيتك عضو لجنة إلكترونية؟

سهلة.. انظر في المرايا.

يا عزيزي كلنا لجان إلكترونية.

فكرة الـ''الأعمال القذرة على الإنترنت'' تعتمد في شكلها البسيط على إنشاء صفحات باسم التيار السياسي الذي تنتمي إليه لنشر أخبار مؤيدة له وتسريب شائعات عن الخصوم.

وأحيانا تنشئ صفحة إلكترونية باسم خصمك لتشويهه، أو يكون الأسلوب أكثر تعقيدًا بإنشاء صفحات باسم فريق سياسي آخر لتهاجم خصمك بينما تبدو أنت خارج الصورة.

الفكرة لا تعتمد على ذكاء صاحب الصفحة.. ولكن على انضمام أكبر عدد من الظلمة إلى اللجنة الإلكترونية.

من هؤلاء؟.. نحن حضرتك.

هناك صفحة شهيرة كان يديرها حزب مدني اسمها ضد «لا لحكم العلمانيين والليبراليين» كانت تصور نفسها صفحة سلفية تعادى الليبراليين فتنشر أخبارًا ضدهم، وفي الوسط تنشر تكفيرًا وحديثًا أبله عن خوارق لحازم صلاح ليبدو السلفيين بلهاء.

في المقابل دأبت صفحات إخوانية على تأليف ونشر أكاذيب على لسان أردوغان وأبو الفتوح ومعتز بالله عبد الفتاح باعتبارها ثناء منهم على أداء مرسي.

وخلال فترة الانتخابات البرلمانية كانت الشائعات عن المنافسين تخرج بشكل منظم من صفحات تابعة للأحزاب لكنها غير رسمية، وتكرر الأمر خلال الانتخابات الرئاسية عبر تلفيق صور ومقولات لشخصيات عامة وادعاء أنها تدعم مرشحك الرئاسي.

الأكاذيب تمتد إلى نشر صور قديمة في غير سياقها، كنشر صورة للبرادعي خلال لقاء رسمي مع مبارك بصفته رئيس وكالة الطاقة الذرية لإثبات أنه صديق للنظام السابق، أو نشر صور لنجاد مع حاخامات منظمة يهودية معادية لإسرائيل باعتبارها تحالفًا شيعيًا مع اليهود.

النخبة السياسية تستخدم هذه الأساليب لأن أمامها مئات الآلاف ممن تعتبرهم حمقى ــ نحن حضرتك ــ لديهم استعداد لتصديق ونشر أي افتراءات على منافسهم السياسي.

فالقاعدة أن العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص، والعقول على مواقع التواصل الاجتماعي لا تناقش أصلا.

لكن الكذب في سبيل انتصار الإسلام لا يختلف عن الكذب في سبيل الدولة المدنية..

والأزمة أنك مع الوقت تصدق نفسك..فتتحول إلى عبد الله كمال صغير مقتنع أن حسن نصر الله عميل لإسرائيل، وأبو الفتوح مازال عضوًا بالإخوان، وحسن البنا عميل لإنجلترا، وحزب النور صوت لشفيق، والناشط اليساري يربي مزرعة خنازير تحت البيت ويتبادل الزوجات مع أصدقائه كل ليلة أحد.

قل إن كنتم تحبون الكذب فاتبعوهم ستنشرون الكذب.

2- «ذروني أقتل موسى»

هكذا يقول فرعون.. لم يكن فرعون يحتاج إلى إذن من أحد ليقتل.. ولكنه كان يحتاج أن يمهدوا له الأجواء للقمع عبر شيطنة خصمه ليكون الاعتداء عليه منطقيًّا.

يقال إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فلا تتردد، ونشر أكاذيب وافتراءات على خصومك تورط كامل في التمهيد لعنف حقيقي من الدولة أو من أفراد ضدهم باعتبارهم شياطين.

والتأكد من المعلومة لا ينجو بنفسك أخلاقيًا التورط في التمهيد للظلم وفقط، ولكنه أيضًا ينجو بك سياسيًا لتحافظ لدى مصداقيتك وكي لا تضيف لخصمك تعاطفًا شعبيًا عندما يعرف المتلقي أن معلومتك خطأ، فجزء كبير من شعبية الإخوان قبل الثورة سببه حملة التشويه المنهجي التي تعرضوا لها من الإعلام الحكومي.

والدتك طالما طلبت منك أن تفكر قبل أن تتكلم.. أقترح الاستفادة بأفكار والدتك قبل أن تنشر خبرًا على الفيس بوك.

اكره وهاجم.. ولكن ما علاقة هذا بأن تظلم.

يفترض أنك أصلاً قررت الانحياز لفريق الإسلاميين أو لفريق القوى المدنية، لأنك تتصور أن ذلك سبيل الإصلاح.. ولا أعتقد أن الافتراء على الآخرين طريق للإصلاح.

والكذب لنشر فكرة تراها نبيلة اسمه كذب، ومن يتصور السياسة لعبة سافلة تتطلب أفعالاً سافلة شخص سافل، الأمر ليس له علاقة بالسياسة ولكن به.

والأكيد أنه في معارك الشر والباطل ينهزم الحق الذي لا وجود له.

أعلم أنني أكتب لكم مقالاً سخيفًا مفادة اغسل يديك قبل الأكل وبعده ولا تظلم، ولكن ظلم الآخرين ليس شرطيًا يضرب مواطنًا وفقط، والتذكير ببديهيات ضروري أحيانًا.

أنت تحتقر اللجان الإلكترونية.. جميل.. فلماذا تنضم إليها؟

إعلان

إعلان

إعلان