إعلان

25 صورة من اكتشاف زاهي حواس بالبر الغربي.. بقايا معبد الوادي ومقابر صخرية

12:30 م الأربعاء 08 يناير 2025

كتب- محمد شاكر:

تصوير- هاني رجب:

أعلن عالم الآثار الدكتور زاهي حواس، رئيس البعثة الأثرية المشتركة التابعة لمؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار ووزارة السياحة والآثار، عن العديد من الاكتشافات الأثرية.

وأكد حواس أنه على مدار ثلاث سنوات من البحث والحفائر العلمية، التي بدأت في سبتمبر 2022، تمكنت البعثة من تحقيق عدد من الاكتشافات الأثرية المهمة في المنطقة الواقعة عند بداية الطريق الصاعد لمعبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري.

معبد الوادي للملكة حتشبسوت (1479 – 1458 قبل الميلاد)

كشفت البعثة عن جزء من أساسات معبد الوادي الذي كان يقع عند مشارف الوادي، وهو بوابة الدخول الرئيسية للمعبد الجنائزي للملكة حتشبسوت المسمى "جسر جسرو"، والذي يعد من أجمل المعابد الفرعونية على الإطلاق.

وأشار حواس إلى أن البعثة عثرت على عدد كبير من نقوش معبد الوادي، والتي تعد من أندر وأجمل نماذج فن النحت في عصر الملكة حتشبسوت وتحتمس الثالث، والتي لا يوجد مثيل لها في المتاحف المصرية سوى نماذج قليلة في متحفي الأقصر والمتروبوليتان. وتعد مجموعة النقوش الملكية المكتشفة حديثًا هي الأكمل على الإطلاق من بقايا معبد الوادي، الذي تعرض للهدم خلال عصر الرعامسة والأسرة التاسعة عشرة.

وقال الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن البعثة عثرت على أكثر من مئة لوحة حجرية من الحجر الجيري والرملي، مسجل عليها أسماء وخراطيش الملكة حتشبسوت (اسم الميلاد واسم التتويج على العرش). وتعد هذه اللوحات جزءًا من ودائع الأساسات التي تؤكد ملكية صاحبة المعبد، وهي المعروفة بـ"Stone Name".

ومن بين تلك اللوحات الحجرية، لوحة فريدة من الحجر الجيري تحمل نقشًا بارزًا لاسم ولقب المهندس المعماري للملكة حتشبسوت، المهندس سنموت، ولقبه "المشرف على القصر".

وتعد مجموعة ودائع الأساسات الكاملة للملكة حتشبسوت من أهم مكتشفات البعثة، التي تأتي بعد مرور ما يقارب القرن منذ أن كشف العالم الأمريكي هيربرت وينلوك عن آخر مجموعة كاملة من ودائع الأساسات للملكة حتشبسوت في موقع المعبد الجنائزي (1923-1931).

مقابر صخرية وآثار من الدولة الوسطى

وأكد حواس أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية من عصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد). وكشفت البعثة، في موقع معبد الوادي، عن التسلسل التاريخي للموقع، الذي بدأ إشغاله في عصر الدولة الوسطى واستمر حتى بداية الأسرة الثامنة عشرة، عندما أمر المهندس الملكي سنموت بوقف الدفن في المنطقة، واختارها كموقع لتشييد معبد الوادي وجزء من امتداد الطريق الصاعد.

مكتشفات أخرى بارزة

وأضاف حواس أن البعثة عثرت على عدد من المقابر الصخرية التي تعود لعصر الدولة الوسطى. وعُثر بها على عدد من القطع الأثرية المهمة، ومنها موائد القرابين المصنوعة من الفخار، وعليها مجسمات للقرابين من خبز ونبيذ ورأس وفخذ الثور. وتعد هذه الموائد من الآثار المميزة لعصر الدولة الوسطى.

وأوضح حواس أنه تم الكشف عن عدد من أبيار الدفن من عصر الأسرة السابعة عشرة (1580 – 1550 قبل الميلاد)، المنحوتة في الصخر.

اكتشاف توابيت وأدوات جنائزية

وأوضح حواس أنه تم العثور على عدد من التوابيت الخشبية المصنوعة بالهيئة الإنسانية، والتي تعرف بالتوابيت الريشية المميزة لعصر الأسرة السابعة عشرة. ومن بين تلك التوابيت تابوت لطفل صغير مغلق وموثق بالحبال، لا تزال على هيئتها منذ دفنها قبل 3600 سنة.

وبجانب تلك التوابيت، تم العثور على حصير ملفوف لا يزال بحالته المكتشفة عليه. وتعمل البعثة حاليًا على إعداد برنامج خاص لترميمه ونقله للعرض بمتحف الحضارة. وقد قامت البعثة المصرية، في موسم الحفائر الماضي (2023–2024)، بنقل سرير مصنوع من الخشب والحصير المجدول إلى متحف الحضارة. ويعود السرير إلى تلك الفترة، وكان يخص أحد حراس الجبانة، حيث عُثر عليه في حجرة صغيرة مخصصة لإعاشة حرس الجبانة.

أقواس رماية وأدلة عسكرية

وأشار حواس إلى العثور على أقواس الرماية الحربية، وهي واحدة من المكتشفات المهمة للبعثة المصرية. وتشير هذه الأقواس إلى وظيفة أصحاب هذه القبور وخلفيتهم العسكرية، مما يدل على دورهم في كفاحهم لتحرير مصر من الهكسوس.

كما تم العثور على مقبرة المدعو "جحوتي مس"، المشرف على قصر الملكة تتي شيري، الجدة الكبرى لملوك الأسرة الثامنة عشرة. وتعد هذه المقبرة واحدة من أهم الاكتشافات الأثرية التي تلقي الضوء على تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر، التي لم يُعثر لها على كثير من الآثار.

مقبرة جحوتي مس

تؤرخ المقبرة بالعام التاسع من حكم الملك أحمس الأول (1550–1525 قبل الميلاد)، كما أكد التاريخ المكتوب على اللوحة الجنائزية لجحوتي مس التي عُثر عليها بالمقبرة.

تخطيط المقبرة

المقبرة ذات تخطيط بسيط، عبارة عن حجرة مربعة منحوتة في الصخر تتقدمها مقصورة من الطوب اللبن المكسو بطبقة من الملاط الأبيض، ولها سقف مقبي.

داخل حجرة المقبرة، عُثر على بقايا رسوم ملونة باللون الأحمر على طبقة من الملاط الأبيض. وفي أرضية الحجرة، وُجد بئر مستطيل يؤدي إلى حجرتي دفن.

وفي البئر، عُثر على مائدة قرابين من الحجر الجيري، وكذلك اللوحة الجنائزية لصاحب المقبرة جحوتي مس.

تحليل اقتصادي للمقبرة

على الرغم من اللقب المهم الذي كان يحمله صاحب المقبرة بصفته المشرف على قصر الملكة تتي شيري، التي تُعد واحدة من أقوى وأهم الملكات في التاريخ المصري القديم، إلا أن بساطة تصميم المقبرة تشير إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التي واجهتها الدولة في بدايات الأسرة الثامنة عشرة، بعد حروب مريرة استنزفت الاقتصاد المصري.

جبانة بطلمية ومكتشفات إضافية

وأكد حواس أنه تم الكشف عن جزء من جبانة بطلمية ممتدة شغلت موقع الطريق الصاعد ومعبد الوادي. وقد شُيدت مقابر هذه الجبانة من الطوب اللبن، وأُعيد استخدام أجزاء من حجارة معبد الملكة حتشبسوت.

وأشار إلى أن هذه الجبانة كان قد تم الكشف عن أجزاء منها عن طريق بعثات أجنبية في بدايات القرن الماضي، لكنها لم تُوثق بشكل مناسب.

كما كشفت البعثة المصرية عن عدد كبير من الآثار من تلك الفترة، منها عملات برونزية تحمل صورة الإسكندر الأكبر وتعود لعصر بطليموس الأول (367–283 قبل الميلاد).

ومن المكتشفات أيضًا ألعاب أطفال مصنوعة من التراكوتا (الطين المحروق) على هيئة أشكال آدمية وحيوانية، وعدد من قطع الكارتوناج والماسكات الجنائزية التي كانت تغطي المومياوات.

كما عُثر على عدد كبير من الجعارين المجنحة والخرز والتمائم الجنائزية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان