طالتها الخرافات والأساطير.. تعرف على مقبرة بناة الأهرامات
كتب- محمد شاكر:
لا تتوقف الخرافات حول طريقة بناء أهرامات الجيزة؛ فقد ارتبطت الأهرامات بالكثير من الأساطير التي لا تمت للواقع بصلة؛ خاصة مع اعتقاد شائع بأن بناءها تم بواسطة كائنات فضائية أو خرافية، وهناك اعتقاد شائع في بعض الأوساط العربية بأن قوم عاد وثمود هم الذين بنوها.
واللافت أن هذه الخرافات تتجدد كل فترة، رغم أن هناك الكثير من الأدلة الأثرية الراسخة تدحض هذه الخرافات والأساطير تماما نستعرض منها اليوم أبرزها، وهو اكتشاف مقبرة العمال بناة الأهرام، فى 10 يناير 2010 على يد بعثة المجلس الآثار التى كان يرأسها الدكتور زاهى حواس، وهو اكتشاف مهم يرجع إلى الأسرة الرابعة "2649- 2513 ق.م".
ويعتبر هرم خوفو الأكبر من الأهرامات الثلاثة، ويعتبر أكبر بناء حجري في العالم. ويصل ارتفاع الهرم إلى حوالي 147 مترًا، ويحتوي على غرف داخلية وأنفاق ومراكز دفن وغرف للعبادة والتضحية.
ووفق الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار؛ فقد تم اكتشاف "مقابر العمال" باعتبارها بقايا تجمع سكاني كبير يعرف باسم حيط الغراب في المنطقة الجنوبية الشرقية لهضبة الجيزة، حيث أنه كان المكان الذي عاش ومات فيه العمال الذين اشتركوا في بناء المجموعات الهرمية لكل من خفرع (حوالي 2558- 2532ق.م) ومنكاورع (حوالي 2532 - 2503 ق.م)، بالإضافة إلى بقايا سكنية أقدم ترجع لعهد خوفو (حوالي 2589- 2566 ق.م) تم الكشف عن منازل ومخازن وثلاثة شوارع رئيسية ومبنى إداري ملكي داخل أسوار تلك المدينة، وكذلك أربعة صالات ضخمة، يحتمل أن تكون هي الثكنات التي كان ينام فيها العمال بناة الأهرامات ويعدون بها طعامهم. وقد تم العثور على كمية هائلة من عظام السمك والطيور والأبقار والأغنام والماعز والخنازير، مما يكشف تكفل الدولة برعاية العمال لضمان الحصول على أفضل مقابل في كفاءة العمل.
وعلى سفح التل مباشرة إلى الغرب من حيط الغراب، عثر على جبانة المدينة، حيث دفن المشرفون ذوو الرتب الدنيا من العمال في مصاطب متواضعة على سفوح التلال المنخفضة، محاط بها مصاطب أصغر أو مقابر مقببة، ربما خصصت للعمال أو لعائلات المشرفين أنفسهم وكانت تلك المقابر مبنية من الطوب اللبن، بينما دُفن المشرفون ذوو الرتب العالية والحرفيون المهرة والفنانين في مصاطب حجرية كبيرة أعلى المنحدر.
ومن بين تلك المقابر نجد مقبرة ذات زخارف بديعة تخص المشرف على صناعة الكتان والمشرف على بيت التطهير الملكي المدعو "نفرثيث". وتظهر غالبية البقايا البشرية المكتشفة أدلة على وجود عمل بدني شاق، حيث أن العديد منها يظهر عظام مكسورة. ومع ذلك فإن معظم هؤلاء قد عولجوا بشكل صحيح و تماثلوا للشفاء، مما يؤكد على وجود تغذية سليمة للعمال بالإضافة إلى تلقيهم رعاية صحية على مستوى عالٍ.
فيديو قد يعجبك: