معلومات الوزراء يستعرض أهمية المعادن الأرضية النادرة للصناعة العالمية والمنافسة الدولية
كتب- محمد غايات:
سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء في تحليل جديد الضوء على المعادن الأرضية النادرة، مشيراً إلى أن تلك المعادن تمثل ثقلًا وبعدًا هامًّا في رسم مستقبل الصناعات العالمية والقطاعات الاقتصادية المختلفة، وتلعب دورًا حاسمًا في أمن الطاقة واستدامتها ومستقبل البيئة والنمو الاقتصادي، وذلك بالنظر إلى أن العديد من التقنيات المتقدمة تحتوي على مكونات مصنوعة من العناصر الأرضية النادرة، وتُستخدم هذه المكونات في مختلف القطاعات الاقتصادية، بما في ذلك الرعاية الصحية والنقل وتوليد الطاقة وتكرير البترول والإلكترونيات الاستهلاكية، وبسبب هذا الدور الحاسم، زاد الاهتمام والبحث عن العناصر الأرضية النادرة مؤخرًا، خاصة في ظل حالة التنافس الاستراتيجي بين القوى الكبرى في النظام العالمي.
وأشار التحليل إلى أن المعادن الأرضية النادرة هي في الواقع أكثر وفرة مما يوحي بها اسمها، وهى تتكون من 17 عنصرًا معدنيًّا، ولكن الاستخراج والمعالجة والتكرير عملية صعبة لعدد لا يحصى من الأسباب التقنية والبيئية، وهذه العناصر السبعة عشر -التي تنقسم إلى مجموعات فرعية من الأرض النادرة الخفيفة والثقيلة النادرة على أساس أوزانها الذرية- موجودة في القشرة الأرضية على مستوى العالم، ولكن غالبًا ما يكون من الصعب الحصول على العناصر الأرضية النادرة الثقيلة، وهي تشمل معادن مثل الديسبروسيوم والتيربيوم، والتي تلعب دورًا مهمًّا في مكونات الدفاع والتكنولوجيا والمركبات الكهربائية.
كما يعد النيوديميوم والبراسيوديميوم من أكثر العناصر الأرضية النادرة الخفيفة المرغوب فيها والضرورية في منتجات مثل المحركات والتوربينات والأجهزة الطبية، وتلك العناصر قد ازداد الطلب عليها في السنوات الأخيرة مع نمو التكنولوجيا، وسوف يستمر في الصعود وسط السباق المستمر في مجال صناعة السيارات الكهربائية.
هذا، وقد أدى تزايد أهمية المعادن النادرة في العديد من القطاعات الاقتصادية خلال الآونة الأخيرة إلى تزايد حدة المنافسة بين القوى الدولية حول تلك المعادن، إلا أن هذه المنافسة لا تزال مُعقدة للغاية، لا سيما في ظل هيمنة الصين على النصيب الأكبر منها.
ونظرًا لأن العالم يستثمر بكثافة في الاقتصاد الرقمي والتحول الأخضر، فإن الحاجة إلى هذه العناصر الأرضية النادرة، بما في ذلك البوكسيت والكوبالت والليثيوم والنيكل، ستزداد من خمسة إلى ستة أضعاف بحلول عام 2030، ونحو سبع أضعاف بحلول عام 2050، وفقًا لتقديرات المفوضية الأوروبية والبنك الدولي.
وأشار مركز المعلومات إلى إنه وفقًا لتقديرات عام 2021، تُعدّ الصين هي أكبر منتج للمعادن الأرضية النادرة في العالم، حيث تنتج نحو 61% من الإنتاج العالمي من المعادن الأرضية النادرة، أي ما يعادل نحو 168 ألف طن من إجمالي الإنتاج العالمي من المعادن الأرضية النادرة البالغ 277.1 ألف طن، في حين تنتج الولايات المتحدة وبورما وأستراليا وتايلاند معًا 35.7% من الإنتاج العالمي من المعادن الأرضية النادرة.
جدير بالذكر أنه وفقاً لتقرير صادر عن "معهد بيترسون للاقتصاد الدولي" (Peterson Institute for International Economics, PIIE) في أبريل 2023، فقد تم تسلّيط الضوء على تسارع عمليات البحث والاستكشاف حول العالم عن العناصر الأرضية النادرة -خاصة المعادن الحيوية التي تستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات التجارية والصناعية بالإضافة إلى أجهزة الكمبيوتر والبطاريات وتوربينات الرياح والمركبات الكهربائية-، ومع تصاعد التوترات الجيوسياسية في العالم، فقد عمد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية إلى زيادة أعمال البحث عن المعادن الأرضية النادرة، حيث أصبحت هناك حاجة ضرورية لتنويع سلاسل التوريد العالمية، خاصة بالنظر إلى أن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية يستوردان 98 و80% على التوالي من المعادن الأرضية النادرة من الصين التي تسيطر على أجزاء كبيرة من التعدين والمعالجة لها حول العالم، وعدم اكتفاء الصين بإنتاج المعادن الأرضية النادرة وضخها الاستثمارات بشكل كبير في البلدان التي تكون فيها المعادن وفيرة.
فيديو قد يعجبك: