وزير الأوقاف: ديننا ربط بين المسجدين الحرام والأقصى برباط وثيق
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
-
عرض 7 صورة
كتب- محمود مصطفى أبوطالب:
تصور- هاني رجب:
احتفلت وزارة الأوقاف بليلة النصف من شعبان وذكرى تحويل القبلة، عقب صلاة المغرب بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها بمحافظة القاهرة، بحضور اللواء خالد عبد العال محافظ القاهرة نائبًا عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر.
وحضر الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، والدكتور سلامة جمعة داود رئيس جامعة الأزهر الشريف، والدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية، و السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف، والدكتور حسن صلاح الصغير أمين عام هيئة كبار العلماء.
كما حضر، والدكتور نظير عياد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، و محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية، والدكتور هشام عبد العزيز علي رئيس القطاع الديني، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، ولفيف من القيادات الدينية بوزارة الأوقاف، والقيادات التنفيذية والشعبية.
وفي كلمته هنأ الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والشعب المصري، والأمتين العربية والإسلامية، بليلة النصف من شعبان، وذكرى تحويل القبلة، سائلًا الله (عز وجل) أن يجعلها ليلة مباركة على مصرنا العزيزة وسائر بلاد العالمين وأن يبلغنا رمضان بكل خير.
وأكد أننا في كل موقف ومناسبة نقف مع بعض الدروس والعبر المستمدة منها، ومن يقرأ السيرة النبوية يقرأها قراءة متكاملة وفي سياق متكامل، فديننا الحنيف قد ربط بين المسجدين المسجد الحرام والمسجد الأقصى برباط وثيق في حادثين من أهم أحداث السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، وهما حادثة الإسراء والمعراج، حيث كان الإسراء من بيت الله الحرام إلى بيت المقدس، وحادثة تحويل القبلة، ليظل الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعراجه حاضرًا راسخًا في وجدان الأمة إلى يوم الدين في قرآن يتلى إلى يوم القيامة.
وتابع :"عندما نقرأ السيرة النبوية وأحداثها في العهد المكي نجد رابطًا قويًا يربط بينها برباط وثيق، هذا الرابط يدور حول القضية الكبرى وهي ترسيخ وتعميق الإيمان بالله (عز وجل) وقدرته الإلهية".
واستطرد :"فحادثة الإسراء والمعراج ترتبط بطلاقة القدرة الإلهية والإيمان بها، لأن خرق النواميس الكونية وما هو مستغرب منها بمقاييس الخلق ليس غريبًا ولا مستغربًا بالنظر إلى قدرة الخالق (جل وعلا)".
وأضاف أن الدرس الأهم فيما أرى في تحويل القبلة هو اختبار مدى قوة وصلابة إيمان المؤمنين، وهشاشة إيمان غيرهم، حيث يقول سبحانه: "وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ".
وأكمل حديثه أنه فسر بعض المفسرين الإيمان هنا بالصلاة، لأن الصلاة إلى بيت المقدس إنما كانت ناتج إيمانهم واستجابتهم للقبلة التي أُمروا بالتوجه إليها، فلما أُمروا بالتحول عنها كان هذا الإيمان نفسه هو سبيل سرعة الاستجابة دون نقاش أو تردد.
وأوضح أن القضية الكبرى إذن هي قضية الإيمان بالله، حيث يقول سبحانه: "لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".
والإيمان بالله قضية غير قابلة للتجزئة، فلا يجزئ أن تقول أومن بالله لكن في قلبي شيء من اليوم الآخر، أو من مهام الرسل، أو من مهام الملائكة، أو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
وتابع أننا نلاحظ هنا إفراد الكتاب مع جمعه في سورة البقرة، في قوله تعالى: " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، ذلك أن الأمر في تحويل القبلة مرتبط بما أنزل على نبينا (صلى الله عليه وسلم) دون سواه، فمن آمن بهذا الكتاب وبهذا الرسول استجاب لأمر الله، أما مواضع الجمع فهي في مطلق الإيمان بالكتب السماوية.
وبين أن الإيمان بالله (عز وجل) هو المحرك الرئيس للعمل، حيث يتفرع عنه إنفاق المال في سبيل الله، كما يتفرع عنه المواظبة على الصلاة وإيتاء الزكاة، فبلا إيمان راسخ لا يمكن الإتيان بهذين الركنين على الوجه الأكمل الأتم، حيث يقول (صلى الله عليه وسلم): "والصَّدَقَةُ بُرْهانٌ"، أي برهان على صدق إيمان صاحبها الذي ينفق المحسوس إيمانًا منه بالثواب الأخروي والبركة الدنيوية لمن يستجيب لأوامر الله (عز وجل).
وختم حديثه بأنه إذا أهل هلال شعبان بل هلال رجب دخل الناس نفسيًّا وروحيًّا في أجواء الشهر الفضيل، فما بالكم وقد انتصف شعبان، إنها لأيام النفحات والبركات والتجليات، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "إِنَّ لِرَبِّكُمْ عزَّ وجلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا".
فيديو قد يعجبك: