لإضفاء الطابع الرقمي.. تقارير تكشف اتجاه المطارات لزيادة استثماراتها في تكنولوجيا المعلومات

كتب– محمد عبيد:

تتجه المطارات وشركات الطيران، لزيادة استثماراتها في تكنولوجيا المعلومات، وذلك لإضفاء الطابع الرقمي على خدمة المسافرين وجعلها أكثر سرعة في إنهاء الإجراءات من خلال توفير باقة أوسع من خيارات الخدمة الذاتية، بالتزامن مع تزايد معدلات الاضطرابات وتكدّس الأمتعة ونقص اليد العاملة.

وكشفت أحدث التقارير التي أعدتها شركة سيتا لتكنولوجيا المعلومات في قطاع النقل الجوي، أن إجراءات السفر سوف تتميز بالمرونة بالقدر ذاته من الفعالية، مع اعتبار حلول تكنولوجيا المعلومات من الركائز الأساسية لنجاحهم، وتبحث شركات الطيران والمطارات عن الحلول التقنية الفعالة لتعزيز عملياتها وضمان استمراريتها أثناء تجربة الركاب.

وتشير التقارير إلى حفاظ القطاع على نموه السنوي الثابت لمستويات الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات، حيث تتوقع 96% من شركات الطيران و93% من المطارات الحفاظ على مستوى إنفاقها على تكنولوجيا المعلومات أو زيادته في عام 2023 بالمقارنة مع عام 2022، وزاد إنفاق شركات الطيران والمطارات على تكنولوجيا المعلومات العام الماضي إلى حوالي 37 مليار دولار أمريكي.

وقال ديفيد لافوريل، الرئيس التنفيذي لشركة سيتا، إن شركات الطيران تولي تركيزاً أكبر على تكنولوجيا المعلومات لإدارة الرحلات الجوية، على إنهاء إجراءات المسافرين وتوفير أفضل تجارب السفر الممكنة رغم نقص اليد العاملة، وتعكس التوقعات توجه ما لا يقل عن 90% من شركات الطيران خلال الأعوام الثلاثة المقبلة نحو الاستثمار في تطوير إدارة خدمات تكنولوجيا المعلومات وأنظمة التحذير من تعطل سير العمليات، وغيرها من مبادرات ذكاء الأعمال المتعلقة بإدارة عمليات المناولة الأرضية للطائرات وإنجاز معاملات المسافرين ومناولة الأمتعة.

وتابع: "تتصدر حلول ذكاء الأعمال قائمة الأولويات لناحية استثمار المطارات في تكنولوجيا المعلومات"، حيث يعتزم ما لا يقل عن 93% منها طرح مبادرات خاصة بها لذكاء الأعمال تتعلق بإدارة الأصول وعمليات الطيران وينصب تركيزها في هذا الشأن على تعزيز المرونة وقابلية التكيف مع التحديات والتغيرات الجديدة وسرعة التواصل مع المسافرين والجهات المعنية المشاركة في المطارات ومنظومة السفر، لا سيما وأن نصف المطارات تسعى إلى استخدام أنظمة تحذير تنبؤية مؤتمتة قبل حدوث أي شيء من شأنه أن يعيق سير عمليات الطيران، فضلاً عن مبادرات ذكاء الأعمال لتعزيز إمكانية تطوير العمليات حسب مستويات الطلب.

وتستثمر شركات الطيران والمطارات، في أهم الحلول التقنية لتبسيط جميع مراحل تجربة السفر، للحد من حالات الإزدحام وتعزيز كفاءة توزيع الموارد البشرية للتركيز على المهام الأكثر تعقيداً، وتستحوذ تقنيات القياسات الحيوية (البيومترية) والخدمات الذاتية على قدر كبير من هذا التركيز.

وترى شركات الطيران، في تقنيات الخدمة الذاتية واحداً من أبرز العوامل الداعمة لإدارة العمليات غير المنتظمة، وبالتالي جعلتها على رأس أولوياتها الاستثمارية في عام 2022، بدايةً بالحلول غير التلامسية وتليها مباشرةً حلول إدارة الهوية البيومترية، وتعتزم غالبية شركات الطيران توفير معلومات تتبع الأمتعة في الوقت الحقيقي بحلول عام 2025، في خطوةٍ مهمة تهدف إلى تعزيز كفاءة مناولة الأمتعة وتحسين تجربة المسافرين في مرحلة اتسمت بقدرٍ كبير من الاضطرابات.

كما تمنح المطارات الأولوية لمبادرات الخدمات الذاتية، وتصبّ تركيزها على حلول تسجيل الوصول والتسليم الذاتي للأمتعة، حيث تسعى 88% من المطارات إلى تنفيذ خططها في هذا الصدد بحلول عام 2025.

وتجدر الإشارة إلى ارتفاع معدل اعتماد المطارات لحلول الرمز الآمن الموحد للمقاييس الحيوية (البيومترية) عند جميع نقاط التعامل مع المسافرين من 3% في عام 2021 إلى 39% في عام 2022، غير أن أكثر من نصف المطارات تعتزم تنفيذ هذه الخطط خلال الأعوام الثلاثة المقبلة.